قال مسؤولون فرنسيون امس ان زعماء عشر دول مطلة على البحر المتوسط سيبحثون في امكان التوصل الى "عقد المهاجرين" خلال قمة عن الهجرة مقررة في كانون الاول ديسمبر المقبل في تونس. ومن المتوقع ان يحضر الاجتماع الذي يعقد يومي 5 و6 كانون الاول رؤساء دول وحكومات فرنساوايطاليا ومالطا والبرتغال واسبانيا. وسيمثل شمال افريقيا رؤساء تونس والجزائر وليبيا وموريتانيا والعاهل المغربي. واصبحت مكافحة الهجرة غير المشروعة احدى اولويات سياسة الاتحاد الاوروبي المتعلقة بالهجرة في السنوات الاخيرة، خصوصا في ايطالياواسبانيا. ولقي عشرات المهاجرين حتفهم في غرق ثلاث سفن في ايطاليا هذا الاسبوع، مما يبرز مأساة التدفق المستمر للمهاجرين السريين الفقراء عبر حوض البحر المتوسط. واعتقلت اسبانيا احد اقرب الدول الاوروبية الى القارة الافريقية نحو 550 افريقيا الاسبوع الماضي خلال محاولتهم الوصول اليها في 12 قاربا متهالكا عبر مضيق جبل طارق. وتوقعت مصادر ديبلوماسية فرنسية ان تكون قمة تونس انطلاقة قد تؤدي الى توقيع الدول العشر على نوع من "عقد المهاجرين" يشمل جوانب الهجرة المشروعة وغير المشروعة. وقالت: "تريد فرنسا ان تجعلها قمة ذات اهمية بالغة". ومن المتوقع ان يقوم الرئيس الفرنسي جاك شيراك بزيارة رسمية لتونس قبل انعقاد القمة. وقالت نيكول اميلين الوزيرة الفرنسية للصحافيين: "سيساعد اجتماع تونس في تعزيز الحاجة لاجراء حوار قوي جدا بين اوروبا ودول المغرب في شأن الهجرة". وتوجد اميلين في الرباط للمشاركة في المؤتمر الوزاري الثاني الخاص بالهجرة في دول غرب البحر المتوسط، وهو منتدى غير رسمي لما يعرف باسم "حوار خمسة زائد خمسة". وفي روما، أعلن وزير العدل والامن العام الليبي محمد علي المصراتي ان ليبيا تحتاج الى مبالغ كبيرة من الاموال والى أجهزة فنية حديثة لمكافحة الهجرة غير المشروعة التي تنشط عبر أراضيها. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة "كورييرا ديلا سيرا" الايطالية أمس "اننا بحاجة الى المال... الكثير من المال والامكانات الفنية العالية. لدينا لجنة فنية أعدت لائحة طويلة سلمتها الى السلطات الايطالية المعنية، تتضمن كل ما نحتاج من مروحيات الى مناظير ورادارات... لكن المشكلة تكمن في الحظر الذي يفرضه الاتحاد الاوروبي" على ليبيا. واضاف المصراتي "ان السواحل الليبية تمتد على مسافة ألفي كيلومتر، في حين تمتد الحدود البرية على سبعة آلاف كيلومتر ولو تمكنا من وضع الليبيين الخمسة ملايين جميعاً لمراقبة هذه الحدود فلن نفلح في ذلك... لدينا مشاكل مع الهجرة غير المشروعة الآتية من افريقيا منذ السبعينات، وجربنا كل شيء وانفقنا الكثير من المال لكننا لم نحصد سوى الفشل". وتعتبر ليبيا بين ابرز البلدان التى ينطلق منها المهاجرون بطرق غير مشروعة الى ايطاليا. وكان المهاجرون الخمسة عشر الذين اُنقذوا الاحد الماضي بعد رحلة هلك فيها سبعون شخصاً وحركت مشاعر العالم كله، انطلقوا من ليبيا استناداً الى شهاداتهم. وأوضح المصراتي مخاطباً الايطاليين "لسنا معنيين بحماية سواحلكم ومشكلة الهجرة غير المشروعة يجب ان تعالج بمجملها ... ما نحتاجه هو المال وكثير من المساعدة من قبل الشرطة في الدول التى ينتمي اليها المهاجرون". واستنادا الى بعض الشهادات فان "المئات" من المهاجرين ينتظرون الفرصة للانطلاق من السواحل الليبية الى ايطاليا. وتشير معلومات اجهزة الاستخبارات العسكرية الايطالية ان هناك "مليون ونصف مليون" شخص في شمال افريقيا يستعدون للوصول الى ايطاليا عبر قناة صقلية. وقال مدير الاستخبارات العسكرية الايطالية نيكولو بولاري في شهادة امام البرلمان ان "هناك على الاقل بين مليون ومليون ونصف مليون شخص يستعدون لمغادرة شمال افريقيا والوصول الى اوروبا عبر قناة صقلية". وتتهم ايطاليا ليبيا بانها احدى قواعد الانطلاق للهجرة السرية. وكانت روما وطرابلس وقعتا في تموز يوليو الماضي، اتفاقا للتعاون في مجال مكافحة الهجرة غير المشروعة.