في خطوة جددت المخاوف على سلامة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اجتاحت القوات الإسرائيلية مساء أمس مدينة رام الله وفرضت نظام منع التجول. وفي الوقت نفسه اجتاحت قوات إسرائيلية أخرى مدينة البيرة فيما سجلت تحركات عسكرية في بيرزيت وعين يبرود وعنبتا. وجاء التصعيد العسكري الجديد بعد ساعات فقط من تشييع غزة شهداءها ال12 الذين سقطوا في الغارات الإسرائيلية على القطاع أول من أمس. وأثارت العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة مساء أمس قلقاً كبيراً، إذ أنها جاءت بعد 24 ساعة من التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون وأكد فيها تصميم حكومته على إبعاد عرفات. ولم يتردد قادة عسكريون إسرائيليون في القول إن موعد طرد عرفات اقترب. وناشد الرئيس الفلسطيني المجتمع الدولي أمس التدخل لوقف "جنون الحرب" الإسرائيلي. وفي أجواء هذه الحرب الاسرائيلية المستمرة على الفلسطينيين من دون رادع، يستقبل الرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ اليوم كلاً من رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع ابو علاء ووزير الخارجية الاميركي كولن باول وقائد القيادة المركزية في القوات الاميركية الجنرال جون ابي زيد. ولم تفصح القاهرة عما اذا كانت هناك ترتيبات للقاء ثنائي بين "ابو علاء" وباول في شرم الشيخ. ومن المنتظر ان تكون الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت ليل الثلثاء - الاربعاء على مشروع قرار يطلب من محكمة العدل الدولية في لاهاي تأكيد عدم شرعية بناء اسرائيل الجدار الفاصل في الضفة الغربية. راجع ص4 و5 وقال وزير الخارجية المصري أحمد ماهر: "سنستمع من رئيس الوزراء الفلسطيني الى تقويمه للأمور وسنؤكد له مساندة مصر للقيادة الفلسطينية في سعيها لتنفيذ خريطة الطريق وصولاً الى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". ووصف ماهر الوضع الحالي في الاراضي الفلسطينية بأنه خطير، مؤكداً أن "ما يجري هو مأساة بكل المعايير". وعن زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول لمصر، قال ماهر إن الزيارة تأتي في ضوء الموقف المتأزم، وأن الامور لا تسير في الاتجاه الذي اتفق عليه بالنسبة الى "خريطة الطريق". واضاف أن باول سيستمع من مبارك الى تقويمه للموقف ورؤيته لكيفية الخروج من المأزق الذي وضعت فيه سياسات حكومة اسرائيل المنطقة بأسرها. وقال: "سنستمع ايضاً الى باول في ما يتعلق بموضوع العراق". الجمعية العامة وفي نيويورك، قال مندوب فلسطين لدى الأممالمتحدة الدكتور ناصر القدوة أمس إن "التصويت سيتم" على مشروعي قرارين في الدورة الطارئة للجمعية العامة في ساعة متقدمة من ليل الثلثاء - الأربعاء. وأضاف: "لا مشكلة في تمرير القرارين. والمسألة تتعلق بحجم الغالبية". والقراران هما استصدار استشارة قانونية من محكمة العدل الدولية في شأن الجدار، وموقف واضح من الجمعية العامة تجاه الجدار. وانقسم الأوروبيون خصوصاً نحو مشروع القرار الذي تطلب فيه الجمعية العامة إلى محكمة العدل الدولية "اصدار فتوى" بشأن هل إسرائيل ملزمة قانوناً، بصفتها سلطة الاحتلال، ب"وقف بنائها للجدار في الأرض الفلسطينيةالمحتلة" الذي يبعد عن "خط الهدنة" لعام 1949؟ وهل إسرائيل ملزمة "بتفكيك الأجزاء القائمة من الجدار" بموجب الأحكام ذات الصلة من القانون الدولي؟ وفي مشروع القرار الثاني تقرر الجمعية العامة أن تشييد إسرائيل للجدار يشكل "اخلالاً بخط هدنة عام 1949، هو أمر غير قانوني بموجب أحكام القانون الدولي ذات الصلة، ويجب وقفه والغاؤه". كما تطلب من الأمين العام أن يقدم تقريراً بصفة دورية عن مدى الامتثال لهذا القرار، على أن يقدم التقرير الأول "في غضون شهر واحد". واستمع مجلس الأمن في جلسة علنية أمس إلى التقرير الشهري عن الوضع في الشرق الأوسط، وقال وكيل الأمين العام للشؤون السياسية السير كيرين برندرغاست، إن الجدار الفاصل الذي تقيمه إسرائيل "يتوسع بسرعة" حول القدسالشرقية، حيث يؤثر في حياة "عشرات الآلاف" من الفلسطينيين، و"يقسّم العائلات"، كما "يهدد بعزل القدس عن بقية الضفة الغربية". وأكد برندرغاست: "اننا نكرر دعواتنا للسلطات الإسرائيلية لوقف تشييد الجدار والتراجع عن سياسة توسيع الاستيطان وتنفيذ تجميد الاستيطان". و"الكف عن الاغتيالات" و"التوقف عن استخدام القوة المفرطة في المناطق المدنية".