أعلنت الحكومة البريطانية اجراء الانتخابات الاشتراعية في ايرلندا الشمالية المؤجلة منذ أيار مايو الماضي، في 26 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، الامر الذي قابله "الجيش الجمهوري الايرلندي" بالاعراب عن عزمه على نزع قسم كبير من سلاحه. وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عطّل العام الماضي عمل الجمعية الاشتراعية لإيرلندا الشمالية والحكومة الكاثوليكية - البروتستانتية المنبثقة عن اتفاق "الجمعة العظيمة"، واعاد الاقليم الى حكم لندن المباشر، اثر انتشار مزاعم عن تجسس "الجيش الجمهوري الايرلندي" على السياسيين البروتستانت. وبعد مضي خمس ساعات على اعلان لندن عن الانتخابات الجديدة امس، اكد "الجيش الجمهوري الإيرلندي" الكاثوليكي في بيان له اتفاقه مع الجنرال الكندي المتقاعد جون دو كاستيليان المكلف نزع الاسلحة على اشراف الاخير على نزع المزيد من سلاح الجيش. ولم يذكر الجيش الجمهوري اي تفاصيل عن كمية السلاح التي ينوي نزعها، الأمر الذي دفع بعض زعماء البروتستانت الى اعتبار ان السرية المحيطة بالعملية تقلل من اهمية مشاركتهم في السلطة. وفي غضون ذلك، صرح جيري آدامز زعيم حزب "شين فين" الجناح السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي، بأن حزبه مع "بناء عملية السلام" في إيرلندا الشمالية، مرحباً بإعلان لندن عن إجراء الانتخابات الشهر المقبل. وقال آدامز إن "شين فين" يريد نزع الاسلحة كافة من المجتمع الإيرلندي. وطالب الحكومة البريطانية من جانبها بقبول "سيادة السياسة". وناشد آدامز كل التنظيمات الجمهورية التجاوب معه، في نداء موجه إلى المعارضين المتطرفين المنشقين عن "الجيش الجمهوري الإيرلندي" الذين رفضوا اتفاق "الجمعة العظيمة"، والمشاركة في السلام. وفي المقابل، رفض حزب "وحدويو أولستر"، أكبر حزب بروتستانتي في الاقليم بزعامة ديفيد تريمبل الاستمرار في حكومة اقتسام السلطة، قبل ان يوقف الجيش الجمهوري الكثير من نشاطاته. ويذكر ان اتفاق "الجمعة العظيمة" ينص على ان ينزع "الجيش الجمهوري" سلاحه في موعد اقصاه عام 2000، ولكن الحزب تخلف عن الموعد بسبب رفض بعض اركان قاعدته الكاثوليكية المتشددة.