شهدت العاصمة السعودية الرياض امس عرساً إعلامياً إذ احتفلت "المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق" باليوبيل الفضي للزميلة "الشرق الأوسط" لمناسبة مرور 25 عاماً على انطلاقتها. وجاء احتفال "الشرق الأوسط" الذي رعاه الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي وسط حضور رسمي وإعلامي، بعد يوم على احتفال "الحياة" و"ال بي سي" بتوأمتهما الإخبارية نيوز انك استكمالاً لدور الرياض المتميز في احتضان الإعلام العربي ورعاية خطواته النهضوية، والاحتفاء برواده في الساحة العربية. وفي المناسبة استرجع الأمير نايف بن عبدالعزيز في كلمته مسيرة الإعلام السعودي الذي "كان مجرد صفحات متناثرة تعكس صورة الواقع التعليمي والاجتماعي والاقتصادي، الى ان سارت مواكب البناء والنهضة وقوافل التنمية واندحر الجهل وعمت العافية وأشرق نور العلم يعم ارجاء المملكة فأصبح الإعلام السعودي يمتلك القوة صناعة وتطوراً ونشاطاً". وشدد وزير الداخلية السعودي على مسؤولية القلم "التي لا يتصدى لها إلا من اوتي العلم والحكمة والمعرفة". ولفت الى المضامين التي انطلقت منها صحيفة "الشرق الأوسط" التي "تمثل نموذجاً لإعلام سعودي المنشأ والإرادة، اسلامي الهوية، عربي التطلع والاهتمام". وأشار الى ان الدافع وراء اصدار "الشرق الأوسط" كان السبّاق لأخذ موقع افضل في ميادين المواجهة والدفاع عن الذات الإسلامية والعربية في ظل بروز طوفان إعلامي ومعلوماتي، قال انه لم يعد في الإمكان حجبه او الاحتجاب عنه بل باتت المواجهة بمثل ما هو عليه سلاح الخصم انجح الطرق في درء خطره ومخاطره على اساس من المهنية والصناعة المتقنة لا الاجتهادات الخاطئة او الرصاصات الطائشة. وكان الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس ادارة "المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق" نوه في كلمة ألقاها في بداية الاحتفال بالدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في تشكيل العالم الجديد ورسم ملامحه والمساهمة في تشكيل واقعه. وأشار الى ان العالم يشهد تغيرات كبرى في عالم السياسة والاقتصاد لكن الثورة الكبرى التي تتحكم في كل هذا هي ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات. وقدم الأمير فيصل استعراضاً موجزاً لتاريخ "الشركة السعودية للأبحاث والنشر" بدءاً من جريدتها الأولى "آراب نيوز" التي صدرت عام 1975 ثم "الشرق الأوسط" في 1978 الى العديد من المطبوعات التي تتولى الشركة اصدارها حالياً. ولفت الى تركيز "الشرق الأوسط" على الأخبار والرأي الذي يهم كل العرب اينما كانوا واستقطابها الكتّاب والمحررين من كل ارجاء العالم العربي. ونوه الأمير فيصل بدور سلفه الراحل الأمير احمد بن سلمان بن عبدالعزيز في بناء صرح المجموعة مدعوماً بجهود الأخوين هشام ومحمد علي حافظ اللذين قال انهما استطاعا بحسهما الإعلامي تأسيس وتطوير المجموعة منذ تبنيهما فكرة اصدار "الشرق الأوسط". وتضمن الاحتفال كلمة لكتّاب "الشرق الأوسط" قدمها الزميل سمير عطاالله تحدث فيها عن هم الكتابة اليومية كمشقة جميلة ماتعة في رحاب الخبر وعالم الروافد، ووصف العلاقة بين الكاتب والقارئ كفريقين يعتاد كل منهما حضور الآخر في المكان وفي الزمان ويتكئ كل منهما على كتف الآخر من دون التقاء ويتقبل الكاتب طوعاً وفي نوع من البهجة هذه الشراكة الغامضة. وتضمن الاحتفال تكريم رؤساء تحرير "الشرق الأوسط" الذين تعاقبوا على رئاستها بدروع تذكارية شملت الزملاء جهاد الخازن ومحمد معروف الشيباني وعرفان نظام الدين وعثمان العمير وعبدالرحمن الراشد على التوالي. وتسلم الأمير نايف على هامش المناسبة مجسماً لقبة الصخرة من وكيل الشؤون الخارجية في وزارة الخارجية الفلسطينية عدلي صادق كما تم الإعلان عن قرب طباعة "الشرق الأوسط" في فلسطين. وحضر الحفلة الأمير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض والأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية ووزير الإعلام والثقافة الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ووزير الإعلام البحريني نبيل الحمر ووكيل وزارة الإعلام الكويتي فيصل الصباح، والمدير العام للإعلام العماني علي زعبنوت وعدد من الأمراء والوزراء وجمع من الأدباء والمفكرين والإعلاميين السعوديين والعرب.