أكدت دولة الامارات دعمها لجهود مجلس الحكم الانتقالي لتحقيق طموحات الشعب العراقي وتطلعاته في عودة الأمن والاستقرار وتشكيل حكومة عراقية ووضع دستور للبلاد. جاء ذلك خلال اجتماع الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الامارات أمس مع رئيس مجلس الحكم الانتقالي اياد علاوي والوفد المرافق له الذي يزور الامارات حالياً في طريق عودته الى بلاده بعد أن حضر اجتماعات القمة الاسلامية في ماليزيا. وأكد الشيخ حمدان بن زايد "وقوف دولة الامارات الى جانب الشعب العراقي الشقيق حتى يجتاز الظروف الصعبة التي يمر بها". ومن جانبه نوه علاوي بالدعم المتواصل الذي تقدمه الامارات للعراق وقضيته العادلة، مؤكداً أنها كانت في مقدم الدول التي بادرت بتقديم يد العون والمساعدة للشعب العراقي. وأعرب علاوي عن ثقته بأن دولة الامارات ستعمل على كل الصعد العربية والاقليمية والدولية من أجل تعزيز جهود المجلس وانجاح خططه لبناء العراق الجديد المستقر والموحد حتى يؤدي دوره المؤمل منه في خدمة القضايا العربية. واطلع الوفد الشيخ حمدان على تطورات الوضع في العراق والجهود الحثيثة التي يقوم بها المجلس من أجل اعداد مشروع دستور جديد واعادة الاعمار. وسبق للامارات استقبال عدد من أعضاء مجلس الحكم في العراق كان آخرهم مسعود بارزاني رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني من دون الاعتراف رسمياً بمجلس الحكم والحكومة في بغداد، ولكنها أيدت مشاركة العراق في اجتماعات الجامعة العربية والمنظمات الاقليمية والعالمية الأخرى. وفي ندوة عقدها في نادي الصحافة في دبي، قال علاوي ان رفض العراقيين دخول قوات تركية الى بلادهم لا ينبع من عدم الرغبة في التعاون، وانما حرصاً على عدم تفاقم الوضع الملتهب في العراق. وكشف ان حواراً بناء وصحياً يدور حالياً مع الولاياتالمتحدة حول المشاركة التركية، إلا أنه اوضح وجود "اختلافات واضحة بين وجهتي نظر الجانبين". وأوضح ان نشر قوات تركية يلهب الاوضاع اكثر مما هي عليه، مشيراً الى وجود اشكاليات معينة داخل العراق تثير الحساسية في حال اصرار الولاياتالمتحدة على نشر قوات تركية بالتعاون مع انقرة. ووصف عمليات المقاومة العراقية بشكل عام بأنها عمليات ارهابية تستهدف العراقيين اكثر مما تستهدف قوات التحالف، مشيراً الى انها تزيد بواقع اربعة اضعاف عن العمليات التي تستهدف القوات الاميركية والتحالف. وحول الاتهامات التي توجهها الولاياتالمتحدة لسورية بشأن دخول عناصر عبر حدودها للعراق، قال علاوي ان المجلس غير مسؤول عن الاتهامات التي توجهها الولاياتالمتحدة لأي طرف آخر، مشيراً في الوقت نفسه الى ان التسلل للاراضي العراقية يتم عبر حدود كافة دول الجوار. من جهته، قال محمود عثمان، عضو مجلس الحكم العراقي، ان الاكراد يفضلون وجود علاقة فيديرالية مع العراق مشيراً الى ان الدستور المقبل سيتكفل بتحديد شكل تلك العلاقة، وان هذه العلاقة ستكون خطوة لخدمة القضية الكردية. وحول الدستور الجديد، قال محسن عبدالحميد عضو المجلس، ان العراقيين أنفسهم سيتولون صوغ الدستور باعتبار ان ذلك "أمر مهم وجدي ويمس مستقبل العراق". موضحاً ان الحلفاء اكدوا لاعضاء المجلس ان مسؤولية صوغ الدستور ستكون عراقية، من دون تدخل من أي جهة اخرى. وقال عبدالحميد ان لجنة تتكون من 25 شخصاً، تضم رجال قضاء وعلماء قانون وسياسيين قد اجتمعت واعدت تقريراً حول الدستور الجديد، وان مناقشة ذلك التقرير لم تبدأ بعد، مؤكداً ان الدستور الجديد سيتم صوغه بشكل يضمن حقوق جميع الطوائف، وحقوق الانسان. وحول وجود اسلحة دمار شامل في العراق من عدمه قال نصير الجادرجي، عضو مجلس الحكم، ان العراقيين لا يهتمون بذلك، مشيراً الى ان اسلحة الدمار الشامل كما يراها العراقيون "هي صدام حسين شخصياً".