طوال معظم سنوات النصف الثاني من القرن العشرين، ظلت نجمة السينما الفرنسية كاترين دونوف من أبرز رموز الاناقة والجمال، وكانت أيضاً تعكس صورة المرأة المتقدة بالعاطفة التي يصعب في الوقت ذاته النفاذ إلى قلبها. وعلى رغم أنها بلغت الستين من عمرها وصارت جدة الآن، فإن كاترين دونوف ما زالت تحتفظ بتلك النظرات المشرقة البراقة التي ألهمت الكثيرين وصفها بأنها أجمل امرأة في العالم. بدأ المشوار الفني لنجمة السينما الفرنسية، التي ولدت في 22 تشرين الاول أكتوبر عام 1943 لأب وأم يشتغلان بالتمثيل، وهي في سن الثالثة عشرة عندما ظهرت لثوان معدودة في فيلم روائي قصير اسمه "فتيات الشفق". وفي ذلك الدور القصير، لم تظهر باسمها الحقيقي وهو كاترين دورلياك. وفي فيلمها التالي، بعد ثلاث سنوات، استخدمت اسم أمها الاول دونوف للمرة الاولى. أما انطلاقتها الحقيقية في عالم السينما فقد بدأت في عام 1964 عندما اختارها المخرج الفرنسي جاك ديمي لتلعب دور البطولة في فيلم "مظلات شيربورغ"، الذي يعد من أروع أفلامها. وتدين كاترين بالفضل لهذا المخرج في إعطائها الفرصة التي أكسبتها الثقة في النفس والتي كانت بحاجة إليها لمواصلة مشوارها السينمائي. وسرعان ما بلغت دونوف عالم النجومية إلى الحد الذي جعل صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية تصفها بأنها "أهم ثروة قومية لدى فرنسا بعد الموناليزا". طوال رحلتها في عالم السينما التي استمرت 46 عاماً، مثلت أكثر من تسعين فيلماً وعملت مع الكثير من أعظم مخرجي السينما في العالم، من بينهم رومان بولانسكي وفرانسوا تروفو ولويس بونويل ولارس فان ترييه. وقبل سنوات، أعربت دونوف عن مخاوفها بسبب تقدمها في السن كممثلة، عندما قالت في مقابلة مع مجلة فرنسية. "تقدم المرء في عمره شيء صعب جداً. وأصعب ما تمر به المرأة في حياتها أن ترى نفسها كبرت. غير أن تقدم الممثلة يبدو شيئاً مروعاً وأكثر صعوبة مقارنة بأخريات غيرها". وعلى رغم هذه المخاوف، إلا أن دونوف تلقت الكثير من العروض التي لم تتوقف للتمثيل في عدد كبير من الافلام، فقامت بالتمثيل في 15 فيلماً منذ عام 1999. ومن بين هذه الافلام فيلم "راقصة في الظلام" للمخرج فان ترييه وقد حاز جائزة السعفة الذهبية، فضلاً عن فيلمين للمخرج البرتغالي مانويل دو أوليفييرا، ومن بينهما الفيلم الذي عرض حديثاً "الصورة الناطقة"، وأيضاً فيلم "ثماني نساء" وهو من إنتاج عام 2002 الذي حقق أعلى الايرادات في دور السينما الفرنسية.