أكد البيت الابيض امس، ان التسجيل الصوتي الاخير الذي نسب الى زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن، يؤكد ضرورة "تعزيز" مكافحة الارهاب. وقال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان بعد ساعات من وصول الرئيس الاميركي جورج بوش الى بانكوك "انه تذكير بأن الحرب الشاملة على الارهاب مستمرة". وأضاف معلقاً على التسجيل الصوتي الذي بثته قناة "الجزيرة" السبت: "انه السبب الذي يدفعنا الى مكافحة هؤلاء القتلة ومحاكمتهم". وأكد ان "الارهابيين اعداء للعالم المتحضر ويسعون الى بث الذعر والفوضى ولا يهتمون بحياة الابرياء". وجاء شريط بن لادن غداة تحذير الولاياتالمتحدة من استعداد إرهابيين للقيام بهجمات جديدة على المصالح الاميركية، وقد تبدأ في الشرق الاوسط وجنوب آسيا. وقالت وزارة الامن الداخلي الاميركية ان "اشرطة القاعدة تبين أن الولاياتالمتحدة ما زالت الهدف الاول" للارهاب. رسالة بن لادن وكان بن لادن وجه رسالتين صوتيتين الى الشعبين الاميركي والعراقي هدد فيهما بهجمات على أي شخص يدعم الولاياتالمتحدة في العراق. ونصح الجيش الاميركي بمغادرة العراق. وهدد بمواصلة الهجمات على الاميركيين وحلفائهم. وقال مخاطباً العراقيين: "أبشروا! فقد تورطت أميركا في مستنقعات دجلة والفرات. فقد كان الرئيس الاميركي جورج بوش يظن ان العراق ونفطه غنيمة باردة، فها هو في مأزق حرج، وها هي اميركا اليوم قد بدأت تصيح بأعلى صوتها وتتضأضأ أمام العالم أجمع فالحمد الله الذي رد كيدها الى ان تستنجد بأوباش الناس وتتسول الجنود المرتزقة من الشرق والغرب". وحذر بن لادن الشعب العراقي من طاعة من ينادي بالحل السلمي ويمنع الجهاد في سبيل الله. ودعا المسلمين بعامة والشعب العراقي بخاصة إلى عدم مناصرة القوات الاميركية التي وصفها بالصليبية. وفي إشارة إلى مجلس الحكم العراقي، قال إن كل حكومة من طرف أميركا لا تعدو كونها مجموعة "من العملاء مثلما كانت حكومة محمود عباس رئيس الوزراء الفلسطيني السابق ومثلما هي حكومة حميد كارزاي الرئيس الافغاني". واعتبر مراقبون الاشارة إلى حكومة عباس الذي عين رئيساً للوزراء في تموز يوليو الماضي واستقال الشهر الماضي، دليلاً على أن الشريط سجل حديثاً. وفي رسالته إلى الشعب الاميركي قال بن لادن إن الرئيس الاميركي يخفي طمعه وطمع اللوبي الصهيوني في نفط العراق. وقال إن اليهود يقودون الاميركيين. وقال: "لقد كان بعض الناس تبلغهم عنكم الاحلام فإذا بغالبيتكم قوم رعاع لا أخلاق لهم في عظيم الاخلاق. تنتخبون شراركم ممن كثر كذبه وقل ادبه يستعبدكم اكثركم مالاً وأقواكم نفوذاً وإعلاماً، ولا سيما اليهود الذين يسيرونكم خلفهم تحت خدعة الديموقراطية لدعم الاسرائيليين ومخططاتهم معاداة لديننا وعلى حساب دمائنا وأرضنا وكذلك على حساب دمائكم واقتصادكم وقد اثبتت المواقف والاحداث هذا الامر، وما دفعكم الى حرب العراق التي لا ناقة لكم فيها ولا جمل الا احد الادلة على ذلك". وأضاف: "جاء بوش ومعه عصابته واصحاب الاحذية الغليظة والقلوب القاسية التي هي شر عظيم على جميع البشرية في دمائها وأموالها وبيئتها وأخلاقها، جاؤوا ليوجهوا طعنات قوية متتالية للصدق الذي هو اساس الاخلاق كل من موقعه حتى صرعوه باحتراف أمام العالم. وبتصرفاتهم تلك شجعوا النفاق واشتروا الذمم وأفسدوها ونشروا الرشوة السياسية على مستوى رؤساء الدول بغير حياء". واعتبر ان بوش وأتباعه "يستسيغون الكذب والحرب والسلب والنهب في سبيل اطماعهم الشخصية. فأنيابهم تقطر دماً من جثث اطفال فيتنام والصومال ومن اطفال افغانستانوالعراق. لذا فإنهم استخفوا بكم واستغفلوكم وغزوا العراق مرة اخرى، وكذبوا عليكم وعلى العالم اجمع". بوش ينفي ممارسة تعذيب في غوانتانامو من جهة أخرى، نفى الرئيس الاميركي في مقابلة بثتها شبكة تلفزيون استرالية امس، ان يكون العسكريون الاميركيون يمارسون التعذيب ضد معتقلي غوانتانامو. وكان احد المحامين الذين يتولون الدفاع عن استراليين اثنين معتقلين هناك، اتهم الجيش الاميركي بتعذيب معتقلين وهدد برفع القضية امام مجلس الامن. وقال بوش في مقابلة بثتها قناة "تشانل ناين" الاسترالية: "لا نقوم بتعذيب الناس في اميركا، والذين يؤكدون ذلك لا يعرفون ببساطة شيئاً عن بلادنا". وأضاف ان الاستراليين ممدوح حبيب وديفيد هيكس ارسلا الى غوانتانامو لأنهما "اعتقلا في ساحة القتال". وأضاف: "نحاول معرفة المزيد عنهما لنتأكد من اننا نعرفهما تماماً". وكان المحامي الاسترالي ريتشارد بورك اكد لاذاعة "اي بي سي" ان هيكس وحبيب تعرضا للتعذيب بوسائل "تليق بالعصور الوسطى اذ اجبرا مثلاً على الوقوف وقد شبكا ذراعيهما تحت اشعة الشمس وحتى ينهارا". لا علاقة للموسوي ب"11 ايلول" خلص مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي الى ان زكريا الموسوي، المتهم الوحيد الذي يحاكم في الولاياتالمتحدة على اساس التورط في هجمات 11 ايلول، لم يقم بأي دور في التخطيط للهجمات ولم يكن سوى عنصر بسيط في تنظيم "القاعدة"، بحسب ما ذكرت مجلة "تايم" الاميركية. ويواجه الادعاء مشكلة في شأن الموسوي بعد ان منعته القاضية ليوني برينكما من الاشارة مباشرة الى هجمات 11 ايلول في قضية الموسوي، بعد رفض الحكومة الاستجابة لطلب المتهم استدعاء قياديين من "القاعدة" معتقلين لديها شهوداً للدفاع.