مع تزايد عدد مستهلكي الغرب للاغذية العضوية تنتعش اوضاع بعض المزارعين الصينيين. وبلغت مبيعات الاغذية العضوية في الولاياتالمتحدة وحدها 11 بليون دولار في العام الماضي ويعتقد انها ستصل الى 13 بليون دولار هذه السنة. وقال وانغ تينغشوانغ المدير العام لمزرعة في اقليم جيلين في شمال شرقي البلاد: "المزارعون حريصون للغاية. انهم يكسبون كثيراً من المال. لا يقلقون في شأن المبيعات ولا التخزين. ليس ثمة ما يدعوهم لتجنب الزراعة العضوية". وفي الواقع تبعد مزرعة وانغ المعروفة باسم "فويو" كثيراً جداً عن اي مطعم راقي الطراز لا يقدم سوى الاغذية العضوية الصحية صديقة البيئة. الا ان مطاعم من هذا النوع هي في العادة المحطة النهائية لمنتجات المزرعة. وتحول جزء من المزرعة البالغة مساحتها الفي هكتار والتي يعمل فيها 350 مزارعاً من المحاصيل التقليدية الى الزراعة العضوية لفول الصويا والذرة والحبوب لتصديرها الى الولاياتالمتحدة واليابان واوروبا. ولا يستخدم المزارعون في هذا النوع من الزراعة اي كيماويات يلجأ اليها المزارعون الآخرون لمقاومة الآفات والحشرات او لتخصيب الارض. ويقول مسؤولون ان المشترين الاجانب يدفعون اكثر بنسبة تراوح بين 30 في المئة على الاقل الى 50 في المئة مقابل الاغذية العضوية وهم على ثقة من بيعها باسعار مربحة في الدول الغنية. وفي الصين، التي يمثل المزارعون اكثر من 70 في المئة من سكانها البالغ تعدادهم 1.3 بليون نسمة، يعد اولئك الذين يعملون في مجال الزراعة العضوية قطاعاً صغيراً للغاية. وهم لا يقدمون على ذلك لأنهم من اصدقاء البيئة. انهم فقراء لا يمكنهم تحمل اسعار الكيماويات الباهظة فيتجهون الى الزراعة العضوية بحثاً عن هامش ربح اكبر. وتدعم الحكومة هذا النشاط لأنها ترى فيه خفضاً لتكاليف الانتاج مع ارتفاع حجم الارباح. ولا توجد ارقام دقيقة في شأن حجم انتاج الصين من هذه الاغذية التي ما زالت شيئاً غريباً بالنسبة لكثير من المواطنين. وفي الولاياتالمتحدة يتوقع ان تبلغ المبيعات في 2005 نحو 20 بليون دولار. وينظر الى المزارع العضوية باعتبارها آمنة بيئياً على رغم ان بعض خبراء البيئة في الصين قلقون من احتمال ان يتم التوسع فيها على حساب الغابات المحلية. وفيما يتدفق الخبراء في الاغذية العضوية الى اقليمي جيلين وهيلونغيانغ حيث يتركز هذا النشاط يخشى البعض من التوسع الزائد في الاستثمار برعونة، ما قد يسبب اضراراً. وقال مصدر انه يتم قطع اشجار الغابات باسم الزراعة العضوية كما يجري اجهاد الاراضي المزروعة. وقال شين دي جيانغ المدير العام لمزرعة "لونغكي اورغانيك": "ثمة حال فوضى. يوجد الآن عشرات التجار في الاغذية العضوية بالصين وحدها.. البعض يبيع باسعار منخفضة ما يقول انه اغذية عضوية من اجل تحقيق قدر اكبر من الارباح". وقال مسؤولون ان المشترين الاجانب يرسلون الآن المزيد من المفتشين للمزارع من اجل التأكد من مراعاة معايير الجودة العالمية. ووجد مستوردون يابانيون قبل عامين آثار مبيدات في سبانخ مجمدة صدرت من الصين باعتبارها اغذية عضوية. وقال يوتاكا تاكاهاشي من شركة "اورغانيك آند ناتشرال فودز" في طوكيو ان المستوردين اليابانيين تحولوا بعد هذه الواقعة بعيداً عن السوق الصينية. واضاف في هاربين خلال جولة في الصين ان البعض يخلط الاغذية العضوية بأخرى غير عضوية ولا يمكن اكتشاف الفرق.