اعلنت مصادر رسمية ان الرئيس بشار الاسد استقبل اعضاء المكتب التنفيذي ل"اتحاد الصحافيين" برئاسة النائب صابر فلحوط للبحث في "دور الصحافة في توعية المواطنين والاشارة الى مواقع الخلل وتقديم الاقتراحات التي من شأنها رفد مسيرة التطوير". واوضحت المصادر ان اللقاء الذي دام نحو ساعتين ونصف ساعة تناول "اوضاع الصحافيين وهمومهم وتطلعاتهم اضافة الى اوضاع المؤسسات الاعلامية والمهمات الملقاة على عاتق الاعلاميين داخلياً وخارجياً". وكان وزير الخارجية فاروق الشرع اجتمع مع جميع الصحافيين السوريين في نهاية تموز يوليو الماضي، وحضهم على استخدام "الهامش الواسع" المتاح ثم العمل على توسيعه مع الاستعداد ل"التضحية ودفع الثمن". جاء ذلك في اطار رغبة رسمية لتطوير الاداء الاعلامي بعد ملاحظة الفجوة بين الخطابين السياسي والاعلامي في السنوات الاخيرة، الامر الذي ادى قبل ثلاث سنوات الى تسلم السفير عدنان عمران حقيبة الاعلام خلفاً للدكتور محمد سلمان في أخر حكومة تشكل قبل رحيل الرئيس حافظ الاسد في بداية العام 2000. وأثار وقتذاك ذهاب هذه الحقيبة الاساسية الى عمران الذي عمل ديبلوماسياً في نيويورك وسفيراً في لندن واميناً عاماً مساعداً في جامعة الدول العربية لنحو 15 سنة، تفاؤلاً لدى الصحافيين السوريين والمراسلين سرعان ما بدأ في التراجع والتلاشي. واشارت مصادر اعلامية رسمية الى "انجازات كثيرة" تحققت بينها وجود نحو 40 ترخيصاً لصحف خاصة وفق قانون المطبوعات الصادر في ايلول سبتمبر العام 2001، وتراخيص لاربع اذاعات خاصة غير سياسية وفق قرار صادر عن مجلس الوزراء، اضافة الى السماح لاكثر من 350 دورية اجنبية وعربية بالتداول في سورية. لكن صحافيين تحدثوا عن "اجراءات قاسية" اتخذت في حق مراسلين وصحافيين ومنع ترخيص صحيفة "الدومري" بعد عدم صدورها مدة ثلاثة اشهر، مع التنويه بجهود بذلتها مديرة الاعلام الخارجي في وزارة الخارجية الدكتورة بثينة شعبان لشرح المواقف الرسمية في مؤتمرات صحافية ومقالات نشرت في صحف عربية واميركية. على هذا الاساس لم يكن مفاجئاً تسلم احمد الحسن حقيبة الاعلام. وعلى رغم اشتراكه مع السفير عمران في الخلفية الديبلوماسية كونه عمل سفيراً لبلاده في طهران مدة 11 سنة، فان تسلمه المنصب اثار تفاؤلاً على اساس انه من "المؤسسة الحزبية والسياسية" باعتبار انه عضو في القيادة القطرية ل"البعث" الحاكم وعضو احتياط في القيادة القومية. كما ان عمله سفيراً لسورية في عقد التسعينات في بلد مثل ايران يعتبر "الحليف الاستراتيجي" لدمشق في مرحلة حساسة، جعله قريباً من صاحب القرار. وبعد تسلمه منصبه، التقى كبار المسؤولين لأخذ التوجيهات السياسية للمرحلة المقبلة، بعدما التقى اعضاء المكتب التنفيذي ل"اتحاد الصحافيين" ونحو 60 مراسلاً معتمداً وبدا متحمساً في اللقاء لاعطاء دفعة اضافية لعملهم بحيث تقوم مؤسسات وزارة الاعلام ب"دور الاسناد والتسهيل" لمراسلي وسائل الاعلام العربية والاجنبية خلال سعيهم ل"البحث عن الحقيقة وكشف ما يرونه خافياً"، شرط التزامهم "الدقة والموضوعية" في تغطيتهم الصحافية. وحسب المعلومات المتوافرة، تتضمن الاقتراحات المطروحة لتطوير الاعلام درس احتمال تعديل المرسوم القانون الخاص بالاعلام في ضوء تجربة السنتين الماضيتين اللتين شهدتا تغييراً متعدداً في قمة هرم المؤسسات الرسمية، واحتمال دمج مؤسستي "تشرين" و"الثورة" على اساس فصل التحرير عن الادارة واصدار دوريات متخصصة، اضافة الى اعطاء اهمية ل"مضمون الخبر وليس صاحب الخبر". وتشمل المقترحات ايضاً تعيين ناطق باسم الحكومة الجديدة برئاسة محمد ناجي عطري يتحدث بعد الاجتماع الاسبوعي يوم الثلثاء عن مضمون اللقاء، ووجود "مصدر رسمي يؤكد او ينفي" الاخبار المنشورة في الخارج، اضافة الى عقد لقاءات مع الوزير او نائب الرئيس عبدالحليم خدام او وزير الخارجية فاروق الشرع. وأظهر الوزير الحسن "تفهماً" لفكرة تشكيل وفد او صيغة تنظيمية لعمل المراسلين في سورية البالغ عددهم اكثر من ستين مراسلاً. ومن الامور الجديدة التي وعد الحسن ب"حلها" السماح بوجود مراسلين اجانب معتمدين في سورية من دون الحاجة الى تجديد الاقامة دورياً، علماً ان العرف القائم حالياً هو الموافقة على مراسلين من الدول الصديقة مثل ايران وتشيخيا والصين وروسيا، والدول العربية مثل مصر والكويت.