عكست تشكيلة حكومة الدكتور محمد مصطفى ميرو توجهات سورية في السنوات المقبلة التي ستقوم على أسس "الحاجة القصوى الى التغيير في بعض القطاعات" و"التقليل من الفساد" والسير قدما نحو "الشفافية" و"الانفتاح التدرجي" على اساس "التزاوج بين الرعيل القديم والخبرات الشابة" للحؤول دون احداث صدمات كبيرة تترك اثرها في الاداء السياسي والاقتصادي والاجتماعي. واظهر وجود عضو قيادة قطرية واحد هو وزير الدفاع العماد اول مصطفى طلاس وتشكيل الحكومة من مسؤول ليس عضواً في القيادة القطرية للمرة الاولى، ان عجلة التغيير بدأت في الاتجاهات كافة. وفيما احتفظ وزراء الدفاع والخارجية والداخلية بحقائبهم، طال التغيير وزارتين من "حقائب السيادة"، إذ نال السفير عدنان عمران حقيبة الاعلام والسيد نبيل الخطيب حقيبة العدل، وكانت التوقعات أشارت إلى ان هذين التغييرين سيؤديان الى تطوير الدور الاعلامي والعمل على تفعيل القانون. وتستند هذه التوقعات الى تجربة الخطيب في مهماته في "محكمة الأمن الاقتصادي" في السنوات الماضية، وإلى خبرات السفير عمران في العمل الديبلوماسي في الخارج للبناء على ما قام به الدكتور محمد سلمان في السنوات ال13 الاخيرة. وعرف عن السفير عمران 66 عاماً قدراته في "الديبلوماسية العامة" خلال المهمات التي قام بها بعد دراسته العلوم السياسية والقانون الدولي والعلوم السياسية في جامعة كولومبيا بعد العام 1962، إذ أنه عمل في الوفد السوري الدائم في نيويورك بين عامي 1964 و1966 وفي سفارتي سورية في موسكو وبرلين بين 1966 و1970. وقالت مصادر مطلعة ان السفير عمران كان اول العاملين كمدير لادارة المكاتب الخاصة والمنظمات الدولية بين 1971 و1974 حين انتقل للعمل كسفير مقيم في بريطانيا ومعتمد للسويد الى العام 1980 عندما انتخب أميناً عاماً مساعداً لجامعة الدول العربية، ذلك المنصب الذي جدد له مرتين استثنائياً قبل ان يعود الى دمشق للعمل كمعاون لوزير الخارجية فاروق الشرع. الأمر الآخر الذي اظهرته تشكيلة الحكومة التي اعلنها الرئيس الاسد مساء اول من أمس، مدى الرغبة الفعلية في التغيير الاقتصادي على اساس وجود "رؤية اقتصادية شاملة" تدخل سورية الى "العولمة". وتبين ذلك في ذهاب حقيبة التخطيط الى الدكتور عصام الزعيم الذي عمل في العقود الاخيرة استاذاً في جامعة مكسيكو، والتعليم العالي الى الدكتور حسان ريشه الذي يعمل في "الجمعية العلمية للمعلوماتية" برئاسة العقيد الركن الدكتور بشار الاسد، والنقل للمهندس مكرم عبيد المدير العام ل"المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية" التي طورت الاتصالات في البلاد، والتربية للدكتور محمود السيد استاذ الجامعة البارز، ومنصب نائب الرئيس للشؤون الاقتصادية للمدير العام ل"مؤسسة المناطق الحرة" الدكتور خالد رعد استاذ العلوم السياسية والاقتصادية، اضافة الى دخول خبرات كبيرة اظهرت كفاءتها في قطاعاتها مثل رئيس "اتحاد طلبة سورية" هيثم ضويحي الذي تسلم وزارة شؤون الرئاسة نظراً لخلفيته في السلك البرلماني كنائب لأربع دورات ودوره في مؤسسة حزب "البعث"، والدكتورة بارعة القدسي وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل عن "الحزب الوحدي الاشتراكي" بزعامة صفوان قدسي.