سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يبدأ الانتاج من المشروع بين 2008 و2009 ويستمر 25 سنة ويشمل ناقلات . قطر و"اكسون موبيل" الاميركية تبرمان اتفاقاً لتصدير الغاز المسال قيمته 12 بليون دولار
ابرمت قطر أمس اتفاقاً لتصدير الغاز الطبيعي بقيمة 12 بليون دولار مع شركة "اكسون موبيل" الاميركية يهدف الى تلبية الطلب المتزايد على الغاز في الولاياتالمتحدة. ومن المقرر ان تبدأ صادرات الغاز بموجب الاتفاق الذي يمتد نحو 25 سنة الوصول الى الولاياتالمتحدة بين سنتي 2008 و 2009. قال وزير الطاقة والصناعة القطري عبدالله العطية ان اجمالي الاستثمار المتوقع في اتفاق الغاز مع "اكسون موبيل"، بما فيه الناقلات، يبلغ نحو 12 بليون دولار، لافتاً الى ان المشروع يهدف الى انتاج 15.6 مليون طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال. واضاف العطية: "هذا هو اكبر مشروع للغاز الطبيعي المسال يعلن عنه لتوريد الغاز الى الولاياتالمتحدة. وهو يعطي لقطر للبترول واكسون موبيل الصدارة في التوريد لسوق الغاز الطبيعي الاميركية المهمة". ويمثل الاتفاق اكبر استثمار في قطاع الغاز القطري وسيرفع الطاقة الانتاجية الحالية لمجمع راس غاز بانشاء خطين لتسييل الغاز الطبيعي بطاقة 7.8 مليون طن سنوياً لكل منهما. ويبلغ الانتاج الحالي لراس غاز 6.6 مليون طن سنوياً. وستملك "قطر للبترول" 70 في المئة و"اكسون موبيل"، اكبر شركة نفط في العالم، 30 في المئة من خطي الانتاج الجديدين في راس غاز. وقال العطية ان هذا الاتفاق "انجاز كبير لدولة قطر ويلقي الضوء على الجهود المشتركة الناجحة بين قطر للبترول واكسون موبيل". وقال يوسف حسين كمال وزير المال القطري رئيس مجلس ادارة راس غاز ان توقيع الاتفاق يمثل "خطوة كبيرة للشركة". ووصف الاتفاق بأنه الأضخم بين اتفاقات الشركة لتوريد الغاز المسال. وأضاف ل"الحياة": "ان أولويتنا في الشركة حالياً هي تنفيذ هذا المشروع". وقال: "ان هذا المشروع يعطينا مرونة في تخفيض التكاليف بنسب عالية وسترتفع لدينا نسبة الربحية". وقال هاري لونغويل المدير ونائب الرئيس التنفيذي في "اكسون موبيل" انه يجري حالياً تقويم عدة مواقع لإنشاء مرافئ استقبال لناقلات الغاز، لافتاً الى ان عملية الحصول على الموافقات من السلطات الاميركية ستبدأ في الربع الاخير من السنة الجارية. وتملك "اكسون موبيل" حصة مقدارها 25 في المئة في خطي الانتاج القائمين حالياً في مجمع راس غاز وتبلغ طاقتهما 3.3 مليون طن سنوياً. ويصدر معظم انتاج هذين الخطين الى شركة "كوغاز" في كوريا الجنوبية بموجب اتفاق يسري لمدة 25 سنة، كما يصدر بعض الانتاج الى السوق الفورية. وتملك "قطر للبترول" 63 في المئة من الحصة المتبقية في خطي الانتاج بينما تملك "كوغاز" خمسة في المئة و"ايتوشو كورب" اربعة في المئة ومؤسسة اليابان للغاز الطبيعي المسال ثلاثة في المئة. واستثمرت قطر اكثر من 12 بليون دولار خلال السنوات العشر الماضية في تطوير احتياطاتها من الغاز وهي ثالث اكبر احتياطات من نوعها في العالم بعد روسيا وايران. وكانت مصادر قطرية قالت ل"الحياة" عند الكشف عن المحادثات في شأن المشروع بين قطر و"اكسون موبيل" في تموز يوليو الماضي ان قطر تشكل مصدراً مهماً للولايات المتحدة ومناطق اخرى من العالم في مجال الغاز، مشيرة الى ان قطر ستكون من أكبر المصدرين للغاز الطبيعي المسال الى السوق الاميركية لان قطر هي الوحيدة القادرة على تلبية الحاجات الاميركية بصفة مستمرة من خلال احتياطات ضخمة من الغاز بلغت حتى الآن نحو 900 تريليون قدم مكعبة. وأكدت المصادر ان استثمارات قطر في مدينة رأس لفان الصناعية، وهي مدينة حديثة لانتاج الطاقة، ستبلغ بحلول سنة 2007 نحو 24 بليون دولار. وقال العطية هذا الاسبوع ان قطر تنوي استثمار ما يصل الى 30 بليون دولار لتعزيز صادراتها من الغاز الطبيعي المسال الى اكثر من 45 مليون طن سنوياً بحلول سنة 2010. وتبيع قطر حالياً نحو 15 مليون طن اساساً الى اليابانوكوريا الجنوبية وايضاً الى اسبانياوالولاياتالمتحدة. ووقعت "قطر للبترول" و"كونوكو فيليبس" في تموز الماضي اتفاق مبادئ لمشروع "قطر غاز 3" وهو مشروع ضخم للغاز الطبيعي المسال مقره قطر ويخدم اسواق الولاياتالمتحدة. ويشكل الاتفاق اطاراً لاتفاقات المشروع المقترح ولانجاز عدد من دراسات الجدوى الاقتصادية. و"قطر غاز 3" هو مشروع متكامل لانتاج الغاز وتملكه بالمشاركة "قطر للبترول" و"كونوكو فيليبس" ويتألف من وحدات لانتاج الغاز من حقل الشمال القطري بمقدار 7.5 مليون طن سنوياً في محطة انتاج خاصة سيتم بناؤها في مدينة رأس لفان الصناعية. ومن المقرر ان يشحن الغاز المسال بأسطول من الناقلات الحديثة التي تنوي "كونوكو فيليبس" شراءها. وستكون الشركة الاميركية مسؤولة عن تحويل الغاز المسال الى غاز وتسويقه في الولاياتالمتحدة. وقدرت مصادر صناعة الشحن ان الاتفاق بين "قطر للبترول" و"كونوكو فيليبس" سيتطلب ما بين 10 و12 ناقلة عملاقة سعتها ما بين 200 و220 متر مكعب وعدداً مماثلاً من الناقلات على الاقل للمشروع المحتمل بين "قطر للبترول" و"اكسون موبيل". وقدرت قيمة الناقلات بنحو ستة بلايين دولار على الاقل. وارتفعت اسعار الغاز الطبيعي الاميركي بشدة في الأعوام الاخيرة مع نقص المعروض بسبب قلة المخزونات والتراجع السريع في معدلات الانتاج في الحقول المحلية مع تزايد الطلب نتيجة ارتفاع استهلاك الطاقة. ويعتبر كثير من المشرعين الاميركيين الغاز الطبيعي المسال عنصراً مهماً في امدادات الوقود الاميركية على المدى الطويل. وتتجه صناعة الطاقة في الولاياتالمتحدة الى زيادة اعتمادها على الغاز الطبيعي لتلبية حاجاتها المختلفة وخصوصاً لتوليد الكهرباء، نظراً الى تراجع انتاج النفط وارتفاع الطلب. لكن المشكلة تكمن في ان انتاج الغاز الطبيعي أيضاً بدأ في التراجع في العقد الماضي، ما دفع بعض محطات الكهرباء الى التحول من الغاز الى النفط مجدداً لان مخزون الغاز انخفض الى أدنى مستوى منذ عشرة أعوام، اضافة الى ارتفاع الاسعار الى مستويات قياسية في العام الماضي والسنة الجارية. والولاياتالمتحدة أكبر دولة مستهلكة للغاز الطبيعي، الذي يمثل 24 في المئة من اجمالي متطلبات الطاقة في البلاد، في حين يمثل النفط 39 في المئة والفحم الحجري 23 في المئة، والبقية من مصادر الطاقة الاخرى. وحسب الارقام التي اوردتها ادارة معلومات الطاقة، التابعة لوزارة الطاقة الاميركية، يبلغ احتياط الولاياتالمتحدة من الغاز الطبيعي 183 تريليون قدم مكعبة، أي نحو 3.3 في المئة من الاحتياطات العالمية. وبلغ انتاج الولاياتالمتحدة من الغاز الطبيعي العام الماضي 19 تريليون قدم مكعبة مقابل استهلاك مقداره 23.2 تريليون قدم مكعبة. وبلغت "الواردات الصافية" وهي أقل من الاستهلاك ناقصاً الانتاج العام الماضي 3.5 تريليون قدم مكعبة تمثل 15 في المئة من اجمالي الطلب. وقالت ادارة معلومات الطاقة ان استهلاك الغاز الطبيعي في الولاياتالمتحدة ارتفع من عام 1990 الى عام 2002 بنسبة 21 في المئة، علماً ان الاستهلاك تراجع نسبياً عام 2000 نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي.