اعتبر الجنوبيون في اليمن محاولة اغتيال مستشار الرئيس عبدربه منصور هادي، الدكتور ياسين سعيد نعمان، استمرارا لمخطط تصفية قيادات الجنوب في الدولة “وهو المخطط الذي بدأ قبل حرب صيف عام 1994 ولم ينته حتى اليوم”، حسب رؤيتهم. وقال قيادي بارز في الحراك الجنوبي ل “الشرق” إن الرئيس السابق علي عبدالله صالح والقائد العسكري علي محسن الأحمر هما من قتلا الجنوبيين قبل عام 1994 وهما من اغتالا قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء سالم قطن وعميد كلية القيادة والأركان العميد عمر بارشيد، الذي قُتِلَ الشهر الجاري في حضرموت بعبوة ناسفة، إضافة إلى عدد من كبار ضباط الجنوب الذين تمت تصفيتهم أثناء الحرب مع القاعدة العام الماضي. إلى ذلك، تواصلت تداعيات محاولة اغتيال ياسين سعيد نعمان على شكل احتجاجات منددة بالعملية من مختلف الأطراف السياسية بما فيها المؤتمر الشعبي العام حزب الرئيس السابق الذي يتهم الإخوان المسلمين بالوقوف وراء العملية، فيما نأى ياسين بنفسه وبحزبه “الاشتراكي اليمني” عن هذه الاتهامات. وشهدت عدة محافظات يمنية تظاهرات غاضبة أدانت محاولة اغتيال مستشار الرئيس الذي يعد أحد رموز الثورة وقيادياً بارزاً من أبناء الجنوب، وشارك في هذه التظاهرات مختلف القوى السياسية باستثناء حزب الإصلاح، الذراع السياسية لإخوان اليمن، لأسباب غير معروفة رغم أن ياسين وحزبه حلفاء للإصلاح في تكتل اللقاء المشترك. وكانت أكبر المظاهرات في محافظة تعز التي تضم شريحة كبيرة من أنصار الدكتور ياسين والمطالبين بترشيحه رئيسا للجمهورية بعد انتهاء الفترة الانتقالية للرئيس هادي. وشاركت فيها القوى اليسارية والمستقلون وأنصار الحزب الاشتراكي اليمني بينما لم يكن حزب الإصلاح مع المتظاهرين، حسب مصادر حزبية تحدثت ل “الشرق”. من جانبه، أدان المؤتمر الشعبي العام محاولة الاغتيال ووصف الاعتداء على الدكتور ياسين بالإجرامي، واعتبر حزب الرئيس السابق، في بيانٍ له، “إطلاق النار على سيارة الشخصية الوطنية والسياسي البارز نعمان اعتداءً على الوحدة الوطنية والوفاق الوطني والسلم الاجتماعي والدولة المدنية التي يعد الدكتور ياسين من الداعين لها”. وطالب المؤتمر الأجهزة الأمنية والحكومة بتحمل مسؤولياتها في تعقب وضبط الجناة ومن يقف خلفهم وتقديمهم للقضاء سواء كانت تلك الجهات عسكرية أو قبلية أو سياسية. من جهتها، أدانت أحزاب اللقاء المشترك محاولة الاغتيال التي تعرض لها “المناضل الوطني الجسور والقيادي في المشترك الدكتور ياسين سعيد نعمان”، وحذرت “أولئك الذين لا يزالون يعبثون بالأمن والاستقرار في البلد من التمادي في أفعالهم التي لا يدركون نتائجها وتبعاتها”. وأكد المشترك، في بيان صحفي، أن أحزابه لن تظل مكتوفة الأيدي إزاء استهداف قياداتها وأعضائها وتهديد الأمن والسكينة في المجتمع. ودعت أحزاب المشترك الجهات الأمنية في البلاد إلى الوقوف بحزم أمام العابثين بأمن الوطن والكشف عن هوية المجرمين ومن يقفون وراءهم وتقديمهم جميعا لمحاكمات عاجلة يطَّلع الرأي العام على تفاصيلها. وطالبت أحزاب المشترك اليمنيين ب “أخذ الحيطة والحذر والإبلاغ عن كل التحركات المشبوهة والعدائية للعصابات الإجرامية من بقايا النظام”. كما اتهمت أحزاب المشترك بقايا نظام صالح بالوقوف وراء العملية، في حين اتهم حزب صالح الفرقة الأولى مدرع التي تعد الجناح العسكري لحزب الإصلاح الإخواني بالوقوف وراء العملية كون النقطة العسكرية التي أطلقت النار على الدكتور ياسين سعيد نعمان تابعة لقوات الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر. جانب من التظاهرات بعد محاولة الاغتيال (الشرق)