استشهد فلسطينيان امس احدهما توفي متأثرا بجروح اصيب بها قبل ايام في غزة خلال عدوان اسرائيلي واسع، والآخر توفي في جباليا فور اصابته برصاص اطلقه جنود الاحتلال الذين قاموا بتجريف مساحات واسعة من الاراضي. وهدم الجيش الاسرائيلي عددا من المنازل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. استشهد شاب فلسطيني صباح فجر امس متأثرا بجروح اصيب بها في مجزرة حي الزيتون بمدينة غزة، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي ليل السبت - الاحد الماضي، فيما تضاربت الانباء عن استشهاد شابين او ثلاثة في رفح التي هدمت قوات الاحتلال فيها سبعة منازل. وأعلن الدكتور معاوية حسنين مدير الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشفاء بغزة امس ان الشاب منير عبدالحي مرسي 23 عاماً من مخيم جباليا استشهد صباحا متأثراً بجروحه التي اصيب بها. وباستشهاد مرسي يرتفع عدد شهداء مجزرة حي الزيتون الى 13 شهيداً. وكان مرسي واحداً من مجموعة مسلحة مكونة من خمسة شبان سطروا ملحمة بطولية في الدفاع عن الحي الذي اجتاحته اكثر من 60 دبابة وآلية عسكرية ليل السبت - الاحد دمرت عدداً من المنازل والورش وقتلت 12 شاباً واصابت 65 بجروح. وقال الناجي الوحيد من المجموعة الذي فضل عدم ذكر اسمه ان ثلاثة من افرادها استشهدوا بعد معركة دامت نحو ساعتين قرب مسجد الشمعة في احد شوارع الحي في قلب مدينة غزة القديمة، عندما اكتشف جنود الاحتلال المنطقة التي كانوا يتحصنون فيها ويمنعون تقدم الدبابات في اتجاه شارع عمر المختار ومركز المدينة. وأشار الى ان مرسي اصيب بجروح خطرة جراء اصابته بشظايا قذيفة المدفعية التي أطلقتها احدى الدبابات الاسرائيلية، فارتطمت بجدار منزل وارتدت شظاياها على افراد المجموعة الخمسة. وظل مرسي في غيبوبة تامة في غرفة العناية الفائقة الى ان فارق الحياة امس. ولفت الناجي الى ان افراد المجموعة حاولوا لمدة ساعتين دون تقدم الدبابات في هذا المحور، مشيراً الى ان احدى القذائف طاولت سيارة أجرة كانت متوقفة في المكان فدمرتها، كما دمرت القوات المعتدية اعمدة الهاتف والكهرباء والشبكات والحقت اضراراً بعدد من المنازل المجاورة للمسجد. وافاد مصدر طبي فلسطيني امس ان فتى فلسطينيا قتل برصاص الجيش الاسرائيلي خلال عملية اسرائيلية لتجريف اراض فلسطينية شرق جباليا شمال غزة. وقال مدير الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشفاء في غزة ان "المواطن ناهض مبارك ابو دحروج 81 عاما استشهد اثر اصابته برصاصة في رأسه اطلقتها دبابات اسرائيلية تقوم بحماية جرافات عسكرية تقوم بعملية تجريف شرق جباليا". وقال شهود عيان ان ابو دحروج دخل الى المنطقة القريبة من مقبرة الشهداء شرق جباليا بعدما اعتقد ان قوات الاحتلال انسحبت من المنطقة في اعقاب عمليات تجريف طاولت نحو ثلاثمئة دونم. من جهة اخرى هدمت جرافات الاحتلال سبعة منازل كلياً في حي الشعوت في مدينة رفح الواقعة على بعد نحو 40 كيلومتراً جنوب مدينة غزة. وقال شهود ل"الحياة" ان نحو 20 دبابة وآلية عسكرية توغلت في حي الشعوت فجر امس وسط اطلاق نار كثيف مقاومة لها ولمنعها من التقدم وهدم المنازل كما جرت العادة. واضافوا ان قوات الاحتلال طالبت سكان عدد من المنازل التي تبعد أكثر من 100 متر عن الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر بإخلاء منازلهم لهدمها. واشار الباحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في مدينة رفح يوسف ابراهيم ل"الحياة" ان جرافات الاحتلال هدمت المنازل على وجه السرعة من دون ان تعطي الفرصة لأصحابها لإخلاء ما فيها من أثاث واجهزة وممتلكات. واوضح ابراهيم ان 10 عائلات يزيد عدد افرادها عن 70 فرداً اصبحت بلا مأوى، وستضاف الى قائمة طويلة تضم مئات العائلات الاخرى التي هدمت جرافات الاحتلال منازلها على مدار أكثر من عامين من عمر الانتفاضة. وشدد على ان هدم المنازل جريمة حرب بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين والقانون الدولي الانساني الذي يحظر على سلطات الاحتلال ارتكاب مثل هذه الجرائم. وافادت مصادر طبية فلسطينية ان صبيين فلسطينيين اصيبا برصاص الجيش الاسرائيلي خلال عملية التجريف وهدم المنازل بمحاذاة الشريط الحدودي. وقالت المصادر ان فتيين هما نضال فرحات وخالد الصوفي كلاهما 15 عاما اصيبا برصاص جنود الاحتلال عندما اطلق هؤلاء النار من دبابة اسرائيلية كانت تقوم بحماية جرافة عسكرية اثناء عملية تجريف وتسوية تجاه عدد من الفتية والاطفال في منطقة تل السلطان في رفح. الى ذلك، تضاربت الانباء والمعلومات حول وجود ثلاث جثث لفلسطينيين قتلهم الاحتلال الاسرائيلي خلال الايام الثلاثة الماضية. وقال ابراهيم ان سلطات الاحتلال ابلغت الجانب الفلسطيني انها تحتجز جثث ثلاثة شبان، اثنان منهم قتلا قرب مستوطنة "عتسمونه" وتقع ضمن تجمع مستوطنات "غوش قطيف" الى شمال مدينة رفح ليل الاثنين - الثلثاء، والثالث سقط على الشريط الحدودي ليل الثلثاء - الاربعاء. واضاف ان سيارات الاسعاف التابعة لوزارة الصحة توجهت الى معبر رفح الحدودي شرق المدينة لتسلم الجثت بناء على طلب اسرائيل الا انها لم تتسلمها بعد ان طالب الجانب الاسرائيلي السائقين بالتوجه الى حاجز المواصي العسكري الاسرائيلي غرب المدينة لكن من دون جدوى. وشكك ابراهيم في الرواية الاسرائيلية، لافتاً الى ان مثل هذه الرواية تكرر مرات عدة في المدينة ابان الانتفاضة وثبت في ما بعد انه لا يوجد أي جثث لدى سلطات الاحتلال. واشار الى ان البحث والتحري في المدينة لم يثبت وجود مفقودين، او مواطنين اختفت آثارهم خلال الايام الاخيرة.