تعددت دوافع أبناء الريف وميولهم العاطفية في سورية لاقتناء الاجهزة الخلوية. ويلمح مشتركون في الخدمة، وهم ينتمون الى فئات اجتماعية مخفوضة الدخل ومنها ما هو دون خط الفقر، الى ان الهاتف النقال يسمو بمنزلتهم الاجتماعية. ولعله بمثابة "الوجاهة" التي تخفي حقيقة الحال المادية وتدفع بمستخدميه الى "صدر المجالس والمضافات". ويبدو ان البيانات "الايجابية" عن المشتركين الجدد في خدمة الخلوي شجعت شركتي "سيريتل" المشغلتين له الى خفض قيمة البطاقة المسبقة الدفع للمرة الأولى ورسم التخصيص مرة ثانية في غضون شهر واحد بمعدل 500 ليرة سورية نحو عشرة دولارات، ما أكسبهما المزيد من الزبائن. ولم تلتزما بوضع جداول زمنية لاعادة النظر في تسعيرة المكالمات والرسم الشهري المرتفع قياساً الى الدخل المحدود لمعظم السوريين، والذي احتفظ بقيمته منذ اربع سنوات. واللافت ان اهتمام أهل الريف يكاد ينحصر في خدمة الهاتف الخلوي، دون الثابت او الانترنت اللذين يكاد استخدامهما يكون معدوماً. ويتجاهل أولئك حاجز الفقر وتفشي ظاهرة الأمية، التي قدّرتها تقارير مكتب الاحصاء المركزي بما يقارب 39 في المئة. ويقول مازن 25 عاماً، عامل في ورش البناء انه غدا محط إعجاب فتيات القرية باستخدامه الخلوي "على الطريق العام أو في موقف سيارات نقل الركاب". ويؤكد ان الكثير من شباب قريته قلدوه في محاولة لجذب الانتباه اليهم و"سرقة الأضواء مني، اذ ان الخلوي يدل الى المكانة الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية الغنية والمتشعبة". ويشير أحمد 31 عاماً، سائق جرار زراعي الى انه غدا مثار سخرية من أهل قريته منذ ثلاث سنوات وقت شرائه الخلوي. "راجت حكايات ونوادر مادتها الخلوي الخاص بي ومنها انني أتكلم مع الأقمار الاصطناعية في الفضاء. وقالت الاشاعات ان الجهاز الذي استخدمه بمثابة دمية للأطفال وانني أخاطب نفسي ولا يبادلني اشخاص آخرون الحديث، اي انني مجنون.