بدأت أغاني جنوب افريقيا التي ارتبطت دائماً بالكفاح ضد الحكم العنصري تشهد تغييراً في الايقاع يستهدف قضايا اجتماعية مثل أثر الجريمة والايدز في هذا النظام الديموقراطي الحديث العهد. ومع اصابة نحو عشرة في المئة من سكان البلاد بفيروس "اتش اي في" المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب "الايدز" وفي ظل نسبة بطالة تصل الى 30 في المئة ووجود واحد من أعلى معدلات جرائم القتل في العالم أصبح كتّاب الأغاني في جنوب افريقيا يجدون مادة ثرية. وبعدما كانت الأغاني تكافح الفصل العنصري ورموزه أصبحت الآن تتناول المشكلات الاجتماعية. تقول احداها "من الذي أطلق أيدي المجرمين ليفسدوا علينا حياتنا". وأصبح مغنون من أمثال مابابوتسي وزولا يضيفون تعليقاتهم الاجتماعية اللاذعة باستخدام أسلوب موسيقي يطلق عليه "كويتو" وهي كلمة تعني باللهجة العامية المحلية "لغة لاذعة". ويلقى هذا الاسلوب رواجاً كبيراً بين الشبان الذين يمثلون ثلث المجتمع. ويقول زولا "طريقة الكويتو تريد ان تحول السلاح الى ميكروفون". ويتغنى مطربو الكويتو بكلماتهم بأسلوب يشبه موسيقى الهيب هوب الأميركية ولكن بنغمات جنوب افريقية متميزة. وقال رودبوب بول منيسي الذي أصدر اسطوانة مدمجة تمزج الايقاع الجديد بالموسيقى القديمة لفناني جنوب افريقيا مثل ميريام ماكيبا وليدي سميث بلاك مامبازو "أنا مختلف تماماً مع من يقول أن كويتو تحاكي الموسيقى الاميركية". وبدأ هيو ماسيكيلا الذي ارتبطت النغمات المنطلقة من بوقه بمطالب انهاء الحكم العنصري في التعاون مع مطربي الكويتو لإضفاء صبغة من موسيقى الجاز على اغانيهم. وأصدرت الحكومة توجيهات بضرورة أن تبث محطات الاذاعة المحلية 40 في المئة على الأقل من الموسيقى المحلية بعدما كانت النسبة المفروضة 20 في المئة بهدف الحد من هيمنة الموسيقى الأميركية. وقال مسؤول من شركة تابعة لمؤسسة "سوني" في جنوب افريقيا: "تنمو الصناعة المحلية بمعدل ستة الى عشرة في المئة سنوياً... ليس هناك نمو في المنتج المحلي مثل البوب روك الذي يحاكي اغاني الفنانين العالميين". وأضاف: "الناس يريدون موسيقى ذات طابع افريقي مثل موسيقى الأفريكانز أو الكويتو أو الجاز الافريقي".