كانت البساطة وغياب نيلسون مانديلا أبرز عناوين افتتاح المونديال الجنوب إفريقي في استاد سوكر سيتي في جوهانسبرج أمس، في أول بطولة لكأس العالم في القارة الأفريقية. وشهد الحفل مجموعة هائلة من الأغاني والرقصات، بمشاركة آلاف الموسيقيين والراقصين الذين رحبوا بالعالم في القارة الأفريقية، قبل أن يفتتح الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما رسمياً البطولة التي تستضيفها جنوب أفريقيا حتى 11 يوليو المقبل. وبدأ الحفل بعرض لطائرات حربية علقت بذيولها العلم الجنوب أفريقي، ورحب رئيس مجموعة "ماخونيا رويال تراست" المسؤولة عن تنسيق أنشطة ثقافية زولاني مكيفا بالحضور، وقال "اللحظة التاريخية جاءت". والتف المئات من المشاركين في الاستعراضات بثياب تحمل ألوان قوس قزح وجرى تشكيل تسعة خطوط من مركز الملعب، تشكل الجسور إلى المدن التسع الأخرى المشاركة في استضافة البطولة، فيما دوت أصوات عشرات الآلاف من أبواق فوفوزيلا معلنة عن حفل افتتاح البطولة. واستمع نحو 70 ألف متفرج شكلوا بحراً من الألوان بأغان من ست دول إفريقية تأهلت الى كأس العالم هي جنوب افريقيا ونيجيريا وغانا والكاميرون وساحل العاج والجزائر بالإضافة إلى الفنان الأمريكي روبرت كيلي، كما استمتع الحضور أيضاً بالرقصات التقليدية، وقدمت المطربة الجنوب أفريقية ثانديسوا مازواي الأغنية الشهيرة للمطربة الراحلة ميريام ماكيبا "ماما أفريقيا"، فيما شارك في العروض الفنية نجم الراي الجزائري الشاب خالد، بينما غاب مانديلا عن الافتتاح بعد وفاة زيناني ابنة أحد أحفاده في حادث سيارة في طريق عودتها من حفل قبل انطلاق البطولة. وقالت مؤسسة نلسون مانديلا "يعبر شعب جنوب أفريقيا وجميع شعوب العالم عن تعاطفهم مع مانديلا وأسرته في هذه المأساة." وبلغت حمى المونديال الذورة مع حفل الافتتاح حيث وضعت شاشات تلفزيونية عملاقة في أماكن كثيرة من جنوب إفريقيا لضمان مشاهدته ومشاهدة المباراة الافتتاحية للمنتخب المضيف. وتأمل جنوب إفريقيا أن تكون كأس العالم بمثابة فرصة لفتح صفحة جديدة في بلد ابتلي بمعدلات جريمة مرتفعة وانتشار لمرض نقص المناعة المكتسب (إيدز) وخلافات عرقية بعد 16 عاماً من نهاية نظام الفصل العنصري.