سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مهاتير يشكك في قدرة المسلمين على التأثير في واشنطن ما دام المسؤولون الاميركيون ينحازون الى اسرائيل . الدول الاسلامية تطالب الولايات المتحدة بسحب قواتها من العراق
طالبت الدول الاسلامية أمس ب"طرد كل القوات الاجنبية من العراق" في بداية اجتماع قمة يعقد في ماليزيا، فيما كانت تركيا الدولة الوحيدة التي دافعت عن نشر قوات لها مع التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. ودعا عبدالواحد بلقزيز الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي التي تضم 57 دولة، الى جلاء القوات الاجنبية عن العراق واتاحة الفرصة امام الاممالمتحدة لادارة شؤونه. وبدأت أعمال قمة منظمة المؤتمر الاسلامي، التي تعقد في بوتراغايا العاصمة الادارية الجديدة لماليزيا، باجتماعات لمسؤولين كبار، ويلتقي وزراء الخارجية غداً فيما يجتمع زعماء الدول الاعضاء في المنظمة الخميس والجمعة المقبلين 16 و17 تشرين الاول اكتوبر الحالي. ومن المتوقع ان يحضر زعماء 35 دولة ما وصف بأنه اكبر تجمع لزعماء الدول الاسلامية منذ هجمات 11 ايلول سبتمبر عام 2001 على الولاياتالمتحدة. ومن المقرر ايضا ان يحضر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الاجتماع الذي سيشارك فيه ايضاً من زعماء الدول غير الاعضاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيسة الفيليبينية غلوريا ارويو اللذان يضم بلداهما طائفة اسلامية كبيرة. وقال بلقزيز لدى افتتاح الاجتماع التحضيري للقمة ان كل الصراعات التي تشمل مسلمين واحتلال العراق والمشكلة الفلسطينية تحتاج الى بحث على نحو عاجل. وأوضح "يأتي في مقدمة هذه الامور اجلاء القوات الاجنبية من العراق للسماح للامم المتحدة بإدارة شؤونه". لكن رئيس الوفد التركي قال انه على رغم ان انقرة كانت تفضل صدور تفويض من الاممالمتحدة يساعد في استعادة النظام في العراق الا ان الامر الاكثر اهمية هو وجود تحرك. وصرح تحسين بورك اوغلو للصحافيين: "قررنا ان نفعل شيئاً. من السهل علينا، بالطبع، ان نبقى بعيدين وان نوجه انتقادات ونقول ان الاحتلال يجب ان ينتهي". ورداً على سؤال عما اذا كانت القوات التركية لن تنتشر في المناطق الكردية حيث ينظر الى تركيا بشكوك، قال: "لا. لدينا بالفعل قوات هناك، ولن نرسل مزيداً منها. سيتم نشرهم القوات التركية في مكان آخر". وتتفاوض تركيا حالياً على شروط نشر القوات مع واشنطن على رغم معارضة مجلس الحكم الانتقالي في العراق وجود أي قوات من الدول المجاورة. ويتوقع ان يشارك وفد من مجلس الحكم في اجتماع القمة. وتطالب ايران، الجار الشمالي للعراق، بجلاء القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة من هذا البلد. وقال نائب وزير الخارجية الايراني جومالي خسرو: "كل الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي تدعو دول الاحتلال الى مغادرة العراق وتسليم السلطة الى الشعب العراقي" وندد بلقزيز بعدم وفاء اسرائيل بالتزاماتها في عملية السلام، فيما يتوقع ان يبحث رئيس الوفد السوري بشار جعفري الهجوم الاسرائيلي الذي شنته اسرائيل على بلاده الاسبوع الماضي. لكن رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، الذي تستضيف بلاده القمة الاسلامية قبل تقاعده في 31 تشرين الاول الحالي، قال ان منظمة المؤتمر الاسلامي لن يكون لها تأثير يذكر ما دام المسؤولون الاميركيون ينحازون لدعم اسرائيل. وقال مهاتير في مؤتمر صحافي: "يمكننا ان نخوض حرباً لكن ليس لدينا القدرة على خوض حرب. وهذه هي المشكلة. نحن المسلمين الذين سمحنا لأنفسنا ان نصبح ضعفاء. الناس يتجبرون علينا". وقال بلقزيز ان الاجتماع، الذي يستمر ثمانية ايام وينتهي في 18 تشرين الاول، يجب ان يبحث في التحديات الكبيرة التي تواجه المسلمين نتيجة للارهاب والعولمة "والحملة على الاسلام والمسلمين وحقوق الانسان". ولفت الى ان "الشعب العراقي الذي عانى الامرين من سنوات الحصار والعقوبات واستنزاف الثروات قد ابتلي أخيراً باحتلال اراضيه واغتصاب سيادته وحرمانه من استقلاله وتدمير بلاده ومنشآته ونهبها وحرقها وانعدام الامن ونقص الخدمات الاساسية". وأضاف ان القضية الفلسطينية من التحديات الاساسية التي تواجه العالم الاسلامي في ضوء "تعنت الحكومة الاسرائيلية في الوفاء بالتزاماتها التي تفرضها عليها خريطة الطريق، والامعان في ممارساتها اللاشرعية في التنكيل بالشعب الفلسطيني وممتلكاته ومحاولة قهره".