سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"حماس" تدعو الى ضرب اسرائيل "في كل مكان"و"الجهاد" تطالب قوات الامن بالانضمام الى المقاومة . فشل مساعي الوساطة بين عرفات وقريع بسبب الخلاف على تسمية وزير الداخلية
دعت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس جميع القوى الفلسطينية الى العمل على ضرب اسرائيل في كل مكان، في حين دعت حركة "الجهاد الاسلامي" رجال الشرطة وقوات الامن الفلسطينية الى الانضمام الى حركات المقاومة في التصدي للاعتداءات الاسرائيلية على رفح، وناشدت "رجال السلطة عدم الانصراف الى الصراعات السياسية والبحث عن المناصب الحكومية". جاء ذلك في وقت فشلت المداولات الفلسطينية الداخلية في التوصل الى قاسم مشترك ينهي دراما التشكيلة الحكومية الجديدة في ظل تمسك الرئيس ياسر عرفات باعفاء اللواء نصر يوسف من منصب وزير الداخلية الذي كلفه به قبل نحو اسبوع بعد رفض الاخير اداء اليمين الدستوري، الامر الذي اعتبره الرئيس "عصيانا" من مسؤول عسكري امام القائد الاعلى لقوات الامن الفلسطينية اي عرفات نفسه. بعد ساعات طويلة حاول خلالها اعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح" تقريب وجهات نظر الرئيس ياسر عرفات ورئيس وزرائه احمد قريع ابو علاء في قضية اللواء نصر يوسف الذي كان عرفات كلفه تولي منصب وزير الداخلية في حكومة الطوارئ التي اعلنها بمرسوم رئاسي الاحد الماضي، انفض الاجتماع من دون التوصل الى "حل" ينهي اشكالية بدء الحكومة مهام عملها. تزامن ذلك مع تكثيف العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين، اذ سيرت قوات الاحتلال دوريات بشكل مكثف على غير العادة في شوارع رام الله حيث عقدت الاجتماعات. واكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان اجتماعا اخر لمركزية "فتح" كان مقررا ان يعقد مساء امس في محاولة اخرى لانهاء الخلاف الناشب بين عرفات وقريع الذين يتمسك كل منهما بموقفه، الاول برفض تعيين اللواء يوسف وزيرا للداخلية، والثاني يصر على ذلك، فيما امتنع اعضاء اللجنة المركزية عن ابداء رأيهم في المسألة واثروا "التوسط" بين الرجلين. واشارت المصادر الى ان الرئيس الفلسطيني منح رئيس وزرائه خيار تعيين اي شخص اخر يرتئيه مناسبا منصب الداخلية، معتبرا رفض اللواء نصر يوسف اداء اليمين الدستوري في حكومة الطوارئ التي شكلها بمثابة "مخالفة عسكرية" لا يمكن التغاضي عنها. واوضحت ان "موقف اللواء يوسف اثار حفيظة الرئيس الذي كان قد وافق - شفويا - على تسلميه كافة الصلاحيات الامنية". اسماء مرشحة للداخلية وطرح من بين الاسماء المرشحة لتولي هذا المنصب عضو اللجنة المركزية حكم بلعاوي، غير ان المصادر الرسمية الفلسطينية نفت ذلك. وغادر رئيس الوزراء المكلف مقر الرئاسة بعد انفضاض الاجتماع . فيما شوهد اللواء نصر يوسف وهو يغادر المقر قبل ذلك. ومن المقرر ان يعقد اجتماع لاعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قبيل اللقاء الثاني لاعضاء مركزية "فتح" مساء السبت. وفيما انشغلت القيادة الفلسطينية في الحكومة الجديدة وطبيعة تشكيلتها والشخوص المشاركة فيها، دعت حركة "الجهاد الاسلامي" في بيان رجال الشرطة وقوات الامن التابعة للسلطة الفلسطينية الى "عدم الوقوف مكتوفي الايدي والانضمام الى حركات المقاومة للتصدي للعدوان الاسرائيليالمتواصل على رفح". وطالب البيان "رجال السلطة بعدم التلهي بالصراعات السياسية والبحث عن المناصب الحكومية والوقوف صفا واحدا مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض عجائزه ونسائه واطفاله الى عدوان اسرائيلي متواصل". "حماس" من جانبه، طالب الناطق باسم "حماس" عبد العزيز الرنتيسي جميع الفصائل الفلسطينية بالعمل على ضرب اسرائيل "في كل مكان"، معتبرا انه "لا يمكن ان يكون العدو الصهيوني آمنا في تل ابيب بينما اطفالنا يذبحون في رفح". وسادت حالة من الاستياء والسخط الشديدين رافقتهما لامبالاة كاملة في الشارع الفلسطيني ازاء ما يجري خلف اسوار المقاطعة حيث مقر الرئاسة الفلسطيني في ضوء التصعيد العسكري الاسرائيلي وحال الحصار الخانق الذي تعيشه الاراضي الفلسطينية بفعل الاغلاق والحواجز العسكرية الاسرائيلية التي تمنع المواطنين من التحرك خارج نطاق المدن التي يقطنونها، فيما تنكل الدوريات الاسرائيلية التي تدخل المدن وتخرج منها دون رقيب او حسيب، بالمواطنين. واكد شهود في رام الله ان قوات من الشرطة الاسرائيلية اصدرت مخالفات سير بحق عدد من المركبات الفلسطينية وسط المدينة خلال الايام الماضية.