أملت سورية من "الجميع"، بما في ذلك "حكومة الحرب" الإسرائيلية برئاسة ارييل شارون، "تجنب تصعيد أكبر" في الشرق الأوسط، لكنها تعهدت استخدام "كل الوسائل المتاحة للدفاع عن نفسها" في حال تعرضت إلى "عدوان جديد" بعد الغارة الإسرائيلية على موقع عين الصاحب. ودعت ناطقة سورية رسمية واشنطن إلى "عدم قطع الحوار" وإلى "استخدام لغة الحوار بدل التهديد"، على رغم أن "العلاقات متدهورة"، محذرة من أن السياسات الأميركية المنحازة الى اسرائيل "تعيد عملية السلام إلى نقطة الصفر" و"تزيد العداء" لأميركا في الشرق الأوسط. وقالت الناطقة باسم الخارجية بشرى كنفاني أمس: "إن لسورية الحق في الدفاع المشروع عن نفسها بكل الوسائل المتاحة إذا ما تعرضت لاعتداءات إسرائيلية جديدة". وسألتها "الحياة" إذا كانت تشير إلى "الوسائل العسكرية"، فأجابت: "الدفاع عن النفس له مضمونه. لا حاجة لتوضيح معنى الدفاع عن النفس". وزادت: "نأمل أن نستطيع جميعاً تجنب تصعيد أكبر، لكن إذا استمرت إسرائيل في خرق سيادتنا واتفاق فك الاشتباك في الجولان للعام 1974، فإن سورية ستستخدم حقها في الدفاع عن النفس". وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن قال ل"الحياة" إن "لا ضمانات لديه ان المرحلة المقبلة ستشهد هدوءاً"، داعياً "كل الأطراف إلى ضبط النفس والاعتدال وتجنب تصعيد أكبر" لأن "الوضع معقد وخطر جداً". وعن المطالب الأميركية المتعلقة بالوجود السوري في لبنان، قالت كنفاني: "لا يفترض لسورية تقديم كشف حساب الى أحد بشأن علاقتها مع لبنان. وجودنا قانوني وبرضا الغالبية، وإن لم يكن الجميع، في لبنان". من جهة اخرى، أعلن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع أن "الأمن في لبنان وسورية واحد"، مؤكداً ان ما يتعرض له أي منهما "يهم البلد الآخر والمنطقة ككل". وأضاف: "لا نستطيع أن نفصل الأمور بعضها عن بعض، لا العراق عن فلسطين ولا ما يسمى ب"قانون المحاسبة" عن الضربة العسكرية الجوية الاسرائيلية". وقال: "هناك ترابط بين ضوء أخضر هنا وضوء أخضر هناك لكن بالتأكيد فإن الخاسر هو من يبدأ العدوان مهما كانت قوته العسكرية". كلام الشرع نقلته "الوكالة الوطنية للإعلام"، اللبنانية الرسمية بعد لقائه وزير الاعلام اللبناني ميشال سماحة على رأس وفد، لبحث التنسيق بين البلدين. وعن زيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جورج تينت المرتقبة لسورية قال: "ليست لدي أي معلومات رسمية عن هذا الموضوع". وفي القدسالمحتلة قال ناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ان "الدول التي تؤوي منظمات ارهابية هي هدف مشروع لاسرائيل من منطلق الدفاع عن النفس". على صعيد آخر كشفت مصادر صحافية اميركية ان اسرائيل حولت صواريخ موجهة من طراز "كروز" الاميركية الصنع الى صواريخ ذات قدرة على حمل رؤوس نووية تنطلق من غواصات، لتصبح بذلك الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط القادرة على اطلاق رؤوس نووية من الجو والبحر واليابسة. ونقلت صحيفة "لوس انجليس تايمز" الاميركية عن موظفين كبيرين في الادارة الاميركية هذا النبأ الذي اكده مصدر رسمي اسرائيلي ايضاً. واشارت الى ان هذه الخطوة الاسرائيلية قد تعرقل مساعي الولاياتالمتحدة لوقف تطوير السلاح النووي الايراني.