لم تجدِ قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولا قرارات مجلس الأمن في حل قضية فلسطين. فلم نقسم فلسطين طبقاً للقرار 181، ولا عاد اللاجئون طبقاً للقرار 194. ولم يتم تطبيق القرارين 242 و338. ولم تنفذ اتفاقات أوسلو وكامب ديفيد وطابا وشرم الشيخ والعقبة. ولا نفذت توصيات تقرير تينيت، ولا خطة "خارطة الطريق". كلها تموت، واحدة تلو أخرى. ولم يستطع اليهود القضاء على الفلسطينيين على رغم مساعدة أميركا. والفلسطينيون لم يطردوا اليهود من فلسطين على رغم مساعدة العرب. الحل في رأيي هو إقامة دولة فلسطينية ديموقراطية واحدة على كل أرض فلسطين تضم الفلسطينيين واليهود، واللاجئين العائدين الى ديارهم. قد يخشى اليهود الأكثرية العربية، وسيطرتها على الدولة من طريق الانتخابات. ولكن في إمكان التفاهم العقلاني بين الطرفين حل هذه المشكلة. فينص دستور واضح صراحة على ان يكون رئيس الجمهورية مثلاً من اليهود ورئيس الوزراء من العرب، أو العكس، مع كفالة حرية الأديان. ويكون للدولة برلمان منتخب مناصفة بين الفريقين، مهما زادت نسبة طرف على الآخر. وفي الإمكان اعتبار الدولة اللبنانية كنموذج لذلك. ففيها اثنيات عرقية مثل فلسطين وأكثر. وفيها استقرار وحرية، لأن الدستور ينظم كل شيء. فلماذا يخشى اليهود الدولة الواحدة الديموقراطية؟ مع ان ذلك يزيل العداء من النفوس. واقامة دولتين لا تزيل العداء، خصوصاً في حال عدم عودة اللاجئين. والمشكلات ستظل عالقة الى يوم القيامة. وأرض فلسطين تتسع لليهود والعرب معاً، فهي فارغة من جهة النقب والجليل. وستكون الدولة الديموقراطية الواحدة دولة قوية اقتصادياً وسياسياً، وتكون كياناً عظيماً. ولا ينسَ اليهود الذين هاجروا أو استوطنوا فلسطين انهم قاموا بطرد السكان الأصليين. وهذا لم يحصل على مدى التاريخ. فالمستوطنون الأوروبيون عندما هاجروا الى ما يعرف الآن بأميركا وقعت بينهم وبين السكان الأصليين الهنود الحمر حروب طويلة. ولكن الأميركيين لم يطردوهم الى بلدان اخرى كما فعل اليهود. لذلك على اليهود، إن أرادوا ان يكونوا جزءاً من المنطقة، ان يغيروا من أسلوب معاملتهم للفلسطينيين، وأن يشاركوهم في الحكم، لأنهم هم السكان الأصليون. جدة - سليمان محمد عصفور