سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غالبية المجموعات السياسية في البرلمان الأوروبي تطالب بنشر قوات فصل دولية . أوروبا تطالب إسرائيل بوقف بناء الجدار الفاصل وتحذر من تخلي أميركا عن التزاماتها في المنطقة
دعا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أمس إسرائيل إلى وقف بناء الجدار الفاصل، والحكومة الأميركية إلى عدم التخلي عن التزاماتها في الشرق الأوسط، مع اقتراب الحملة لإعادة انتخاب الرئيس جورج بوش بولاية ثانية. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن خيبته الشديدة ازاء فشل الجهود الديبلوماسية والخوف من تصاعد التوتر إلى درجة تفجر الحرب الاقليمية. ودعا الاتحاد إسرائيل إلى وقف بناء الجدار الذي يشق الأراضي المحتلة وسياسات الاغتيالات ووضع حد لنشاط الاستيطان. ودان في المقابل العمليات الاستشهادية التي تستهدف الإسرائيليين الأبرياء في إسرائيل، وطالب حكومة رئيس الوزراء أحمد قريع أبو علاء بتفكيك منظمات المقاومة المسلحة. وأعرب سولانا عن خيبته الشديدة، في كلمة ألقاها أمام البرلمان الأوروبي صباح أمس في بروكسيل، وقال في تقرير متشائم إن الفترة الأخيرة "شهدت تصاعد التوتر والضحايا ونسف البيوت". ورأى أن الوضع بلغ "درجة عالية من التوتر" ويثير تساؤلات حول ما إذا كانت "خريطة الطريق" قابلة للتنفيذ، كذلك حول مخاطر تفجر الحرب على الصعيد الاقليمي بعد عملية القصف التي نفذتها المقاتلات الإسرائيلية الأحد الماضي في عمق الأراضي السورية. وقال سولانا إن إسرائيل "تمتلك حق الدفاع المشروع ولكن في نطاق الشرعية الدولية"، مشدداً على عدم التنازل عن شرط احترام القانون الدولي. ودعا المسؤول الأوروبي البلدان العربية إلى التمسك بالمبادرة السعودية التي كانت حظيت باجماع القمة العربية في بيروت حول الحل السلمي للنزاع العربي - الإسرائيلي. ورأى سولانا عدم وجود أي بديل عن "خريطة الطريق"، وذلك على رغم الاخفاقات المتراكمة. وقال إن "لا وجود لأي خطة بديلة تحظى بموافقة الطرفين" الإسرائيلي والفلسطيني. وألح سولانا على ضرورة "تسريع وتيرة اجتماعات ممثلي اللجنة الرباعية في المنطقة وإقامة آلية للمراقبة في أقرب وقت ممكن". ويطالب الاتحاد الأوروبي حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني "أبو علاء" ب"استعجال إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية". وأعلن سولانا أنه يجري اتصالات منتظمة مع "أبو علاء" قال إنه "جدير بالاحترام". وأضاف بأنه طالبه أبو علاء بالعمل على "إعادة تنظيم الأجهزة الأمنية والسعي إلى وضع حد للعمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين الأبرياء في إسرائيل". وشدد سولانا على وجوب أن تضع إسرائيل حداً لسياسات الاغتيالات ونشاط الاستيطان والجدار الذي يفصل الأراضي الفلسطينية بعضها عن بعض. وقال ل"الحياة" إن الاتحاد يعارض بشدة بناء الجدار الأمني. وأمام المأزق الديبلوماسي والجدار الإسرائيلي، تحدثت غالبية المجموعات السياسية في البرلمان عن ضرورة نشر قوات دولية للفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأجمعت على عدم جدوى الجدار الإسرائيلي. وقال زعيم الكتلة الاشتراكية في البرلمان انريكي كريسبو: "من سور الصين العظيم إلى سور برلين مثل هذه الحواجز تثبت دائماً عدم جدواها". ووصف زميله زعيم المجموعة الديموقراطية المسيحية، بناء الجدار بالمأساة، وقال هانز غيرت بوتيرينغ المانيا: "إذا بنيت جداراً سيسبب لك مزيداً من الكراهية واليأس". وأضاف ان "الجدار يمثل سبباً اضافياً يؤكد الحاجة إلى نشر قوة سلام دولية تفصل بين الشعبين". وانتقد زعيم كتلة الخضر دانيال كونبنديت اسلوب المراحل الذي تعتمده "خريطة الطريق"، ودعا إلى إحداث "صدمة سياسية" مثل إعلان الأممالمتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية ونشر قوات دولية تفصل بين الطرفين وإلزام الفلسطينيين بنزع أسلحة الميليشيات والإسرائيليين بسحب المستوطنين. وانتقدت زعيمة الكتلة الشيوعية لويزا مورغانتيني بطء الديبلوماسية، وتحدثت عن "مسؤولية جماعية إسرائيلية - أميركية - أوروبية وعربية ازاء ما يتعرض له الفلسطينيون". وتترأس لويزا مورغانتيني لجنة العلاقات مع المجلس التشريعي الفلسطيني، ودعت إلى نشر قوات دولية ل"وقف رقصة الموت التي يشارك فيها رئيس الوزراء ارييل شارون وحركة حماس والجهاد الإسلامي".