جدد رئيس وزراء بريطانيا توني بلير الذي يواجه انخفاضاً في شعبيته وعدم ثقة بحكومته أمام قياديي حزبه الذين يشاركون في المؤتمر السنوي، قوله ان التراجع عن موقفه بشأن العراق ليس وارداً. واضاف في سياق دفاعه عن قراره: "نحن الذين بدأنا الحرب علينا ان نستكمل السلام". وشدد بلير، الذي بدا واثقاً بقدرته على الامساك بزمام الحزب، على ان أي رئيس للوزراء يتلقى المعلومات الاستخبارية التي وصلته بشأن العراق وأسلحة الدمار الشامل، لا بد أن يتعامل معها، مهما كانت عيوبها، معتبراً ان العراق، على رغم كل الجدل، هو "اليوم أفضل مما كان عليه في عهد صدام". وأقرّ بلير بأن الخلافات بشأن العراق لم تقتصر على المجتمع الدولي، بل تأثرت بها بريطانيا وحزبه والأصدقاء والعائلة، وأنه شخصياً "لا يكن أي ضغينة لمن اتخذ موقفاً مناهضاً لموقفه"، لكنه دعا هؤلاء جميعاً الى التفكير في الأسباب التي دفعته الى هذا الموقف. وحظي كلام بلير بتصفيق حار من المشاركين على رغم الانتقادات التي وجهها بعض المشاركين سواء في ما يتعلق بموقف الحزب من العراق أو بقضايا تتناول الصحة وتحديداً المستشفيات، أو الأقساط الجامعية التي ستفرض على الطلاب الجدد دفع مبالغ اضافية. وتعهد بلير بمشاورة القيادات الحزبية بعد ان اتهم من جانب وزراء سابقين وقيادات عمالية بأنه بات يعتمد على مستشارين من خارج الحزب وغير منتخبين لاتخاذ قرارات أبرزها تلك التي تضع الخدمات العامة في تصرف مؤسسات خاصة. وعلى رغم ان آخر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس أظهر ان 59 في المئة من البريطانيين لا يثقون به شخصياً، إلا أنه لا يزال الزعيم غير المتنازع عليه داخل الحزب مع ان وزير الخزانة غوردون براون الذي يعتبر خلفه المفترض لقي ترحيباً كبيراً اثناء القاء كلمته في اليوم الأول للمؤتمر. وشهدت أروقة المؤتمر وردهات الفنادق المجاورة مؤتمرات فرعية كان أبرزها على الصعيد المحلي التي تحدثت فيه كلير شورت وزيرة التعاون الدولي السابقة والتي اتهمت فيه بلير بأنه سياسي "نخبوي" تخلى عن أهداف حزب العمال ومبادئه وأن سياسته في ما يتعلق بالمستشفيات هي "سياسة فوقية تسيىء الى القيم العمالية". واتهم وزير الخارجية السابق روبن كوك بلير "بارتكاب خطأ كارثي من الطراز الأول"، ودعاه الى رفض أي طلب اضافي من الرئيس الأميركي جورج بوش للدخول في مغامرة جديدة في المستقبل. وكانت قضية الشرق الأوسط في اليومين الماضيين محور اهتمام الأوسط العمالية عبر الندوات الجانبية التي أقيمت سواء من قبل مجلس التفاهم العربي البريطاني المعروف ب"كابو" والتي شاركت فيها وزيرة الدولة للشؤون الداخلية آن ماكغرت أو "الحملة للتضامن مع الشعب الفلسطيني أو حفل الاستقبال الذي دعا اليه مجلس السفراء العرب في بريطانيا ودُعي رئيس الوزراء البريطاني توني بلير للمشاركة فيه. ومن المقرر أن يلقي كامد كرزاي رئيس افغانستان كلمة في المؤتمر بعد ظهر اليوم يعقب فيه كل من وزير الخارجية جاك سترو ووزير الدفاع جيف هون، ويهدف حزب العمال الحاكم في بريطانيا على حد قول رئيسه ايان مكارثي ل"الحياة" التأكيد على أن الاهتمام بالقضايا الدولية وتحديداً افغانستان لا يزال يحظى باهتمام كبير على رغم تركيز الأضواء على العراق.