أعلنت اسبانيا أمس ان اجتماع المانحين الذي سيعقد في هذا الشهر لتمويل اعادة بناء العراق سينجح، لكنها حذرت من انه لن يتم حشد موارد ضخمة جديدة لإعادة بناء بلد يخضع للاحتلال الاميركي - البريطاني. وقالت انا بالاثيو وزيرة الخارجية الاسبانية في مؤتمر صحافي "اذا أخذنا في الاعتبار الارقام التي ذكرها الرئيس جورج بوش 87 بليون دولار أو 20 بليون، فإن أي رقم سيقرر في مدريد سيبدو أقل من ذلك بكثير. وكانت بالاثيو تتحدث قبل اجتماع ستعقده مجموعة أساسية من المانحين الخميس المقبل للنظر في تقارير للامم المتحدة والبنك الدولي عن كلفة إعادة البناء التي تبلغ وفق بعض التقديرات 75 بليون دولار. ويعقد هذا الاجتماع قبل مؤتمر للمانحين تستضيفه مدريد في 23 و24 الجاري. وقالت ان درجة المشاركة في المؤتمر ستكون عالية وان الرسالة الاساسية هي إظهار اهتمام الجميع بإعمار العراق. إلا ان أوروبا صاحبة نصيب الاسد في المساعدات الدولية أقل سخاء في تحمل العبء. وأعلن الاتحاد الاوروبي انه سيتعهد تقديم 233 مليون دولار للعراق هذا العام، بالاضافة الى ما ستتبرع به الدول الاعضاء بصفة فردية. لكن من المستبعد ان يتم تخصيص مبالغ كبيرة من الدول الاوروبية التي عارضت الحرب مثل ألمانيا وفرنسا أو دول شمال اوروبا التي تتسم مساعداتها في العادة بالسخاء. وقال مسؤول أوروبي كبير طلب عدم نشر اسمه انه سيفاجأ اذا قدمت بقية العالم، بما في ذلك أوروبا واليابان والدول العربية، بليوني دولار لعام 2003 في مؤتمر مدريد، بالاضافة الى ما تعهدت به الولاياتالمتحدة. وفي الأجل الأطول يتوقف التمويل على تشكيل حكومة ديموقراطية في العراق، على رغم انه قد يمر عام قبل اجراء الانتخابات وهي فترة أطول مما تريده حكومات أوروبية عدة. وقال كريس باتن مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي ان التعهد بمبلغ لفترة طويلة الأمد مثلما حدث في افغانستان مستحيل بالنسبة الى لعراق قبل ان تتولى حكومة عراقية أمور البلاد. وأضاف: "عندما ذهبنا الى مؤتمر طوكيو لتقديم مساهمة لافغانستان كنا قادرين على تقديم مساهمة لخمس سنوات، لكن الوضع في العراق الآن مختلف. فنحن نتحدث عن العام الاول". كما يحرص الاوروبيون على معرفة حجم التمويلات التي يمكن ان تتوافر لمشروعات التنمية من مبيعات النفط العراقية. وقال عضو في لجنة المساعدات في برلمان الدنمارك "العراق يملك موارد طبيعية كبيرة جدا ويجب ان يتمكن من ادارة شؤونه بنفسه. ويجب ان تساعده هذه المساهمة لتخطي نقطة البداية أي أنها مساعدة انتقالية". بل ان مسؤولا ايطاليا كان أكثر صراحة في تقييمه للوضع اذ قال ان "ايطاليا ستقدم تعهدا ما. لكن لن يأتي شخص في اليوم التالي بحقيبة كبيرة مليئة بالنقود ويتركها على باب البنك المركزي العراقي". وقد شاركت ايطاليا ببعض القوات في المجهود الحربي في العراق. وتحرص الشركات الايطالية شأنها شأن الشركات الاوروبية على المشاركة في استغلال الثروات النفطية في العراق.