يقدم رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش انموفيك هانس بليكس ورئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الى مجلس الامن في جلسة مغلقة اليوم "تقريراً مكملاً" للتقويم الاول للاعلان الذي قدمته الحكومة العراقية عن برامجها لاسلحة الدمار الشامل. وكثف المفتشون، الذين واصلوا اعمالهم للاسبوع السابع على التوالي، نشاطاتهم مع اقتراب موعد 27 كانون الثاني يناير الحاسم حين سيقدم بليكس والبرادعي تقريراً الى مجلس الامن عن نتائج اول شهرين من عمليات التفتيش. في غضون ذلك، واصل العراق اتهامه المفتشين ب"التجسس". يقدم هانس بليكس ومحمد البرادعي الى مجلس الامن في جلسة مغلقة اليوم "تقريراً مكملاً" لتقويمهما الاول للاعلان الذي قدمته الحكومة العراقية عن برامجها لأسلحة الدمار الشامل. ولا يتوقع الديبلوماسيون ومسؤولو الاممالمتحدة ان يسفر هذا الاجتماع عن كشف الكثير. واوضح المندوب الفرنسي في مؤتمر صحافي ان الامر يتعلق "بتقديم اضافة الى التقويم الاول" للاعلان العراقي، الذي كان بليكس والبرادعي قدماه في 19 كانون الاول ديسمبر الماضي. وكان البرادعي أكد في حديث الى شبكة التلفزيون الاميركية "اي بي سي" الثلثاء انه لا يملك أدلة على ان العراقيين اعادوا تحريك برنامجهم النووي السري، لكنه اكد انه "يحتاج الى بضعة اشهر للتوصل الى استنتاج". وأوضح ديبلوماسيون ان لا شيء يدل على ان اجتماع اليوم يمكن ان يؤدي الى تغيير في تحليل كبيري المفتشين اللذين سيؤكدان انهما غير قادرين على تقديم نتائج نهائية حالياً. اما الاستحقاق الحقيقي المقبل فيأتي بعد ثلاثة اسابيع اي في 27 الجاري عندما سيبلغ بليكس والبرادعي مجلس الامن بموجب القرار 1441 الذي اعتمد في 8 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، نتائج شهرين من عمل فريق التفتيش في العراق. وقبل ذلك سيزور بليكس والبرادعي بغداد في 19 او 20 الجاري. طارق عزيز: المفتشون يتجسسون على قدراتنا العلمية الى ذلك، اتهم نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز المفتشين ب"التجسس". وشجب، خلال لقاء مع وفد من ناشطين من اجل السلام جنوب افريقيين في بغداد، "الامبرياليين، المعتدين في واشنطن ولندن" وهددهما ب"خسائر فادحة" في حال وقوع حرب. وكرر نائب رئيس الوزراء العراقي الاتهامات التي وجهها الاثنين والثلثاء الرئيس صدام حسين لمفتشي الاممالمتحدة بالتجسس، قائلاً: "ان قسماً كبيراً من عملهم هنا في العراق ليس البحث عن أسلحة دمار شامل. انهم يبحثون عن معلومات اخرى، عن القدرات العسكرية التقليدية العراقية ومعلومات عن القدرات العلمية والصناعية العراقية في المجال المدني بالاضافة الى مسائل تجسس". وكان الرئيس العراقي اتهم الاثنين الخبراء الدوليين، وللمرة الاولى منذ وصول المفتشين الى العراق في 25 تشرين الثاني نوفمبر، بأنهم يقومون بعمل "استخباري صرف" بضغط من الولاياتالمتحدة. وكرر صدام اتهاماته الثلثاء قائلا ان المفتشين "يقومون بأعمال استخبارية سوقية". الى ذلك، قال طارق عزيز: "على رغم ان المفتشين موجودون هنا ويقومون بعملهم، وعلى رغم تعاون العراق معهم بشكل كامل، فإن التحضير للحرب مستمر". واشاد بالمواقف العالمية المعارضة للحرب في العراق، وقال: "الحركة الدولية ضد مخططات الحرب مهمة جداً، وتقول للامبرياليين والمعتدين في واشنطن ولندن بأنه ليس بوسعهم التحرك بحرية ضد شعب العراق وان الشعوب في العالم أجمع خصوصا في العالم الاسلامي ستقاوم ذلك". واضاف ان هذه المواقف "يمكن ان تساهم في تجنب الحرب، وفي حال وقع العدوان فإن ذلك يمكن ان يساعد في الحاق خسائر فادحة بالمعتدي". في غضون ذلك، دخلت عمليات التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل في العراق أمس اسبوعها السابع، وبدأ المفتشون، الذين يبلغ عددهم مئة في اللجنة وعشرة تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلثاء استخدام مروحيات لعملياتهم في العراق. وذكر المركز الصحافي لوزارة الاعلام العراقية ان خمس فرق بدأت أمس - وهو اليوم الاربعين من عملياتها منذ وصولها الى بغداد - عمليات التفتيش الميدانية. ويزور فريق من خبراء الاسلحة النووية ثلاثة مصانع اسمنت في السماوة والكوفة وكربلاء جنوبالعراق. وفي بغداد توجه فريق كيماوي لزيارة شركة الطارق، كما توجه فريق بيولوجي لزيارة كلية الطب في جامعة صدام. ويقوم خبراء صواريخ بتفتيش مصنع المأمون القريب من القعقاع على بعد حوالى 30 كلم جنوببغداد. وفي مدينة الموصل، التي تقع على مسافة 375 كيلومترا شمال العاصمة، زار المفتشون مصنعاً للأدوية بعد بضعة ايام من افتتاح مكتب لهم في المدينة.