واصل مزيج برنت خام القياس الاوروبي، انخفاضه في التداولات في بورصة النفط الدولية أمس الثلثاء، بعدما صرح مندوب لدى "اوبك" ان المنظمة تبحث في خطة لزيادة الانتاج بما يصل الى مليوني برميل يومياً لتهدئة ارتفاع الأسعار الذي يهدد الاقتصاد العالمي. من جهته، أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل في وقت لاحق، ان بلاده، أكبر مصدر للنفط في العالم، تؤيد زيادة انتاج "اوبك" لاحتواء ارتفاع الأسعار، لكنه لم يكشف عن أرقام هذه الزيادة. لندن، الرياض، الدوحة، أبوظبي - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - عُلم أمس ان عدداً من وزراء نفط "أوبك" سيعقدون اجتماعاً تشاورياً "غير رسمي" يوم الأحد المقبل في أبوظبي، للبحث في خطط زيادة الانتاج. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان وزير النفط الاماراتي، عبيد بن سيف الناصري، سيلتقي الاحد في أبوظبي عدداً من وزراء البترول العرب على هامش "المؤتمر الثالث للخصخصة وتمويل المشاريع لدول الشرق الأوسط وشمال افريقيا" الذي يعقد في العاصمة الاماراتية. وكشفت المصادر ان الجهات المنظمة للمؤتمر وجهت دعوات لوزير النفط الكويتي بالوكالة، احمد الفهد الصباح، ووزير الطاقة القطري، رئيس مؤتمر "أوبك"، عبدالله بن حمد العطية، ووزير النفط المصري، سامح فهمي، الى جانب وزراء آخرين للمشاركة في هذا المؤتمر. وذكرت مصادر نفطية ان تواجد الوزراء في أبوظبي سيكون مناسبة لاجراء مشاورات حول نية "أوبك" زيادة انتاجها من النفط الخام بمقدار يراوح بين مليون و1.5 مليون برميل يومياً لتهدئة الأسواق التي تسودها مخاوف من حدوث نقص في الامدادات بسبب توقف صادرات النفط الفنزويلي وحدوث تطورات عسكرية في منطقة الخليج. ولفتت المصادر الى أن اجتماع الأحد "غير الرسمي" في أبوظبي رافقته "اشاعات" عن امكان عقد اجتماع طارئ لمنظمة "أوبك" لإقرار زيادة متوقعة في انتاج المنظمة. غير أن مصادر مطلعة أكدت ل "الحياة" ان عقد اجتماع طارئ في هذا الوقت "غير وارد". وأكد الناصري ان لا حاجة لعقد اجتماع طارئ لمنظمة "أوبك". وقال ان بامكان الوزراء اتخاذ قرار بالتشاور في ما بينهم. وتؤكد المصادر ان مشاورات الاحد بين وزراء نفط الاماراتوقطر والكويت ستكون مهمة كونها تأتي قبل يوم واحد من الموعد الذي يتعين على "أوبك" اتخاذ قرار فيه بزيادة الانتاج، وذلك بعد مرور 20 يوم عمل فعلي على ارتفاع الأسعار فوق 28 دولاراً للبرميل. وفي العاشرة والدقيقة 22 بتوقيت غرينتش أمس، انخفض مزيج برنت في عقود شباط فبراير 90 سنتاً الى 29.35 دولار للبرميل بالمقارنة مع سعر الاغلاق أول من أمس الاثنين. وفي التداولات الالكترونية على نظام "أكسيس" في سوق نايمكس، انخفض الخام الاميركي الخفيف 64 سنتاً الى 31.46 دولار للبرميل في عقود شباط. وفي الثالثة والدقيقة 45 بتوقيت غرينتش، كان سعر برنت في عقود شباط يراوح عند 29.80 دولار لبرميل. وسجل أدنى مستوى له في التداولات الصباحية عند 29.24 دولار. وكانت الأسعار انخفضت بشدة الاثنين عقب تصريحات من دول أعضاء في "اوبك" ومن خارجها أثارت توقعات بزيادة الانتاج للمساهمة في تعويض النقص الذي تشهده الأسواق بسبب الإضراب في فنزويلا، خامس أكبر مصدر للنفط في العالم والذي بدأ قبل خمسة أسابيع. وكان مندوب رفيع المستوى لدى "اوبك" قال أيضاً أمس، ان الزيادة الانتاجية قد تصل الى مليوني برميل يومياً. وأضاف المندوب، الذي يمثل إحدى الدول الرئيسية المنتجة للنفط لوكالة "رويترز": "هناك خطة يتم تداولها الآن لزيادة الانتاج بما يراوح بين 1.5 مليون ومليوني برميل في اليوم". وأضاف ان مشاورات تجرى هاتفياً الآن وان قرار زيادة الإمدادات سيصدر قريباً ربما في غضون الاسبوع المقبل. من جهته، قال وزير الخارجية السعودي للصحافيين في الرياض رداً على سؤال في شأن تقارير صحافية تتعلق بعزم "اوبك" زيادة انتاجها مليوني برميل يومياً ابتداءً من 15 كانون الثاني، ان "أسعار النفط الخام ارتفعت بقوة ولا بد ان يكون هناك زيادة في الانتاج". وأضاف ان "اوبك متفقة على معادلة معينة للحفاظ على استقرار أسعار النفط". في فيينا، رفض مصدر في مقر "اوبك" تأكيد المعلومات الصحافية بان الدول الاعضاء تؤيد زيادة الانتاج الى مليوني برميل يومياً. وقال ان "أي قرار لم يتخذ حول آلية تصحيح الأسعار، من دون الحديث عن تحديد أرقام" تتعلق بزيادة محتملة في الانتاج. وأضاف: "سمعت أحاديث عن أرقام تراوح بين 5،1 ومليوني برميل يومياً، وقد تكون اقتراحات عرضها بعض الوزراء أو تكهنات من بعض الصحافيين". وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال يوروب" أمس ان عدداً كبيراً من أعضاء "اوبك"، سيدعم زيادة في الانتاج تصل الى مليوني برميل في اليوم، بعدما أدرك ان الأزمة الفنزويلية أدت الى نقص في السوق. وستفوق هذه الزيادة بكثير ال500 الف برميل في اليوم التي يجرى الحديث عنها باستمرار وتمثل آلية تصحيح الأسعار لمنظمة "اوبك". من جهته، أعلن وزير النفط القطري، عبدالله العطية، رئيس منظمة "أوبك"، أمس، انه لم يتلق بعد رقماً للزيادة المتوقعة في انتاج المنظمة. لكنه أضاف ان حجم الزيادة سيتحدد قبل 14 كانون الثاني يناير. وقال العطية لوكالة "رويترز" بعد اجتماع عقده مع وزير النفط الروسي ايغور يوسفوف: "لم أتلق أي ارقام من أي من الوزراء. ما زلت أتشاور مع الوزراء الآخرين". وأضاف: "ليس بوسعي اعطاءك رقماً الآن، لكن يجب ان يتحدد قبل 14 كانون الثاني"، الذي تكتمل فيه العشرون يوماً، مشيراً الى آلية ضبط الأسعار التي أقرتها المنظمة وتنص على زيادة الانتاج اذا استمر سعر الاشارة أعلى من النطاق الذي تستهدفه المنظمة بين 22 و28 دولاراً للبرميل لمدة 20 يوم عمل. واذا لم ينخفض سعر سلة "أوبك" القياسي عن 28 دولاراً للبرميل فان اليوم العشرين المعني يحل في 14 كانون الثاني. وكان أمس، اليوم الخامس عشر الذي استمر فيه السعر أعلى من الحد الأعلى للنطاق المستهدف. وذكر العطية ان روسيا، وهي ليست من أعضاء "أوبك" لكنها ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم، أبدت استعدادها للعمل مع المنظمة في الحد من أسعار النفط المرتفعة. وشكّلت اوضاع السوق النفطية وآفاق التعاون المستقبلي بين الدوحة وموسكو أجندة المحادثات التي أجراها العطية مع يوسفوف الذي زار الدوحة أمس بالاضافة الى مدينة راس لفان الصناعية، وهي أحدث مدينة لانتاج الطاقة في قطر. وجدد العطية رؤيته لسعر النفط الحالي وقال انه "سياسي"، مؤكداً حرص "اوبك" على إعادة الاستقرار الى السوق النفطية "بما يناسب المنتج والمستهلك معاً"، مشيراً الى ان المنظمة تراقب تطورات السوق حتى نهاية الفترة التي حددتها 14 الجاري. لكن يوسفوف، الذي يقوم بجولة في عدد من دول المنطقة أوضح سابقاً انه لن يكون من السهل زيادة انتاج بلاده. وزار يوسفوف السعودية والكويت وقطر. وكان من المقرر ان يزور ايران مساء أمس.