تصاعد التوتر في مدينة بورتسودان الساحلية في شرق السودان أمس لليوم الثالث على التوالي، وشهدت المدينة مواجهات ادت الى مقتل ستة مواطنين إثر احتجاجات على مقتل زعيم قبلي في مقر المحكمة الجنائية في وسط المدينة على يد رجل من قبيلة منافسة أراد الثأر لشقيقه. وافاد شهود أن مواجهات وقعت في سوق المدينة عصر أمس وان جموعا من ابناء قبيلة الهدندوة التي ينتمي اليها قاتل الزعيم القبلي احتلت سوق المدينة لمدة ساعتين، قبل ان تتدخل قوات الامن وتستخدم الرصاص ما ادى الى وقوع قتيلين. وقتل اربعة آخرون من الطرفين لدى مهاجمة مئات من افراد قبيلة بني عامر التي ينتمي اليها القتيل وكيل ناظر القبيلة عامر محمود محمد، احياء يسكنها منتمون الى قبيلة النوراب وهي أحد فروع قبيلة الهدندوة، بالاسلحة البيضاء للثأر لمقتل الزعيم القبلي، ما ادى الى مواجهات واحراق منازل. وتدخلت قوات الجيش والامن والشرطة مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات. واستمر التوتر في بورتسودان ميناء البلاد الرئيسي، ومنعت السلطات سيارات محملة بالمواطنين من دخول المدينة. وقرر حاكم ولاية كسلا اللواء حاتم الوسيلة تمديد حظر التجول في بورتسودان ومدينة سواكن القريبة منها لمنع وقوع احتكاكات بين القبيلتين، واعلن اعتقال مشاركين في التظاهرات. ونفى ان يكون لحظر التجول تأثير على حركة الصادرات والواردات في الميناء. وعززت السلطات امس وجودها في الطرقات الرئيسية والاسواق، وطوّقت مقر المحكمة التي شهدت بدء محاكمة المتهم بقتل وكيل ناظر بني عامر. وبدأت الحكومة اتصالات مع زعماء القبائل لاحتواء الموقف.