ذكرت مصادر مطلعة في "أوبك" أمس ان وزراء النفط في الدول الأعضاء يجرون مشاورات هاتفية لتحديد الكمية التي يتعين على المنظمة زيادتها من الانتاج بهدف تهدئة الأسواق، بعد الارتفاع في أسعار النفط، بسبب الاضراب في فنزويلا والتهديدات بشن عمل عسكري أميركي على العراق. ورجحت أن تكون الزيادة بمقدار مليون برميل يومياً. قالت مصادر "أوبك" ان المنظمة ستتخذ قرارها في شأن زيادة الانتاج في 14 كانون الثاني يناير الجاري، بعدما تكون أسعار النفط قد واصلت ارتفاعها لمدة 20 يوماً متواصلة. يشار الى ان "أوبك" تعمل بنظام آلية أسعار تؤكد زيادة الانتاج بمقدار 500 ألف برميل، اذا حافظت أسعار النفط على مستوياتها فوق الحد الأعلى للنطاق السعري الذي يراوح بين 22 و28 دولاراً للبرميل. وقال وزير النفط الاماراتي، عبيد بن سيف الناصري، ان "أوبك" لن تطبق آلية الأسعار بشكل "آلي"، وان الزيادة في الانتاج ستتحدد في إطار المشاورات بين وزراء النفط في المنظمة وحسب الحاجات الفعلية لأسواق النفط من دون الحاجة الى عقد اجتماع طارئ. وتشكل الزيادة المتوقعة في انتاج "أوبك" الخطوة الثانية في اتجاه المنظمة الى زيادة الانتاج الرسمي، بعد قرارها في كانون الأول ديسمبر الماضي في فيينا برفع السقف الانتاجي بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً، ليكون ابتداءً من أول الشهر الجاري 23 مليون برميل يومياً. وتعهدت "أوبك" بتوفير كميات إضافية من النفط الخام في حال حدوث نقص في الامدادات لأي سبب كان. وتؤكد المنظمة أنها تهدف الى تحقيق توازن بين العرض والطلب في أسواق النفط العالمية والمحافظة على أسعار النفط عند مستوى 25 دولاراً للبرميل. من جهته، قال وزير النفط الكويتي بالوكالة، الشيخ أحمد الفهد الصباح، انه اذا استمرت أسعار النفط عند معدلاتها الحالية حتى 14 كانون الثاني الحالي، فإن "أوبك" ستتحرك "ايجاباً لحل هذه المشكلة للتأكد من أن السوق النفطية لا تعاني عجزاً ولضمان استقرار الأسواق". وأشار خلال استقباله وزير النفط الروسي، الذي بدأ زيارة للكويت أمس، أنه يحتفظ بقنوات اتصال "مع زملائي وزراء نفط أوبك لإعداد السيناريو والاستراتيجية لخطوتها المقبلة إذا استمرت الأسعار الحالية لعشرين يوماً". وأكد وزير النفط الروسي، ايغور يوسيفوف، ان بلاده تدعم كل أشكال التعاون مع أوبك لدعم الامدادات والمحافظة على استقرار الأسواق النفطية العالمية "لما فيه مصلحة المنتجين والمستهلكين". وأعرب عن قناعته بأن "الأسعار للنفط يجب ألا ترتفع بهذه السرعة". وقال لوكالة "رويترز" قبل اجتماعه مع نظيره الكويتي: "يتعين على منتجي أوبك والمنتجين من خارجها زيادة الانتاج بما بين مليون و1.5 مليون برميل يومياً لمواجهة الموقف". من جهة اخرى، كشفت "شركة بترول أبوظبي الوطنية" أدنوك عن أسعار نفوطها الخام لشهر كانون الأول الماضي، وأعلنت في بيان لها أمس عن زيادة "مهمة" في أسعار نفوطها الأربعة. وفي لندن، قال متداولون ان برنت خام القياس العالمي التقط أنفاسه في التداولات الآجلة في بورصة البترول الدولية أمس، بعدما قفز نحو خمسة في المئة في اواخر تداولات الاسبوع الماضي. وذكروا ان الاضراب في فنزويلا لا يزال يدعم برنت على رغم اقتراب الموعد المحتمل لزيادة انتاج "اوبك" في 14 الشهر الجاري. وفي الثامنة والدقيقة 41 بتوقيت غرينيتش، ارتفع برنت في عقود شباط فبراير 11 سنتاً الى 30.88 دولار للبرميل ليراوح عند سعر أقل ب20 سنتاً من أعلى مستوى في عامين الذي بلغه أخيراً. وكان السعر يراوح في الثالثة والدقيقة 43 عند 30.63 درلار للبرميل.