دعا حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، الإسلامي المعارض، أعضاءه إلى "الانفتاح" على كل القوى السياسية والاجتماعية و"الاسهام في نشر ثقافة التسامح ومحاربة ثقافة العنف والتطرف والغلو الديني التزاماً بالإسلام الذي لا يكتفي بتحريم الاعتداء على النفس البشرية، بل يحرم التنازل عن الدفاع عنها استسلاماً للطغاة والمستبدين". وتأتي دعوة "الإصلاح" بعد انتقادات حملته جزءاً من مسؤولية عملية اغتيال الزعيم المعارض جارالله عمر، الأمين العام المساعد ل"للحزب الاشتراكي اليمني"، أثناء جلسة افتتاح المؤتمر لحزب "الإصلاح". واعتبرت هذه الدعوة أيضاً مؤشراً إلى وجود تيار إسلامي متشدد داخل "التجمع" ينتمي إليه قاتلا جارالله عمر والمرسلين الأميركيين في مستشفى جبلة، بعدما كشفت التحقيقات وجود علاقة تنسيق بين القاتلين، وانتماءهما إلى خلية متطرفة تضم عناصر لها علاقة ب"التجمع" وينتمي بعضها إلى "جامعة الايمان" التي يديرها الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس مجلس الشورى في "التجمع". وعلى رغم أن بيان "الإصلاح" أمس، بعد أول اجتماع للهيئة العليا برئاسة الشيخ عبدالله الأحمر، دان العمليتين، إلا أن أوساطاً في تحالف أحزاب المعارضة مع "الإصلاح" لا تزال تعتبر اغتيال جارالله عمر "نتيجة تعبئة دينية خاطئة"، وتطالب حليفها بخطوات عملية للتخلص من تيار المتشددين وتقوية التيار المعتدل "تعزيزاً للتحالف الجديد ولدوره في تقوية المعارضة". واعتبر بيان "الإصلاح" أمس اغتيال جارالله عمر "انتقاماً" من كلمة الحزب الاشتراكي التي ألقاها قبل مقتله، ودعا فيها إلى "اجراءات ثورية للتصدي لثقافة العنف ومحاربة الثارات وظاهرة حمل السلاح في البلد". وطالب البيان السلطة ب"العمل الجاد والشفافية الكاملة في ملاحقة من يقف وراء الجناة واطلاع الرأي العام على مجريات التحقيق مع القتلة في صنعاء وجبلة التزاماً بالدستور والقانون وعدم تحويل الجرائم والأعمال الإرهابية إلى وسيلة للمكايدات السياسية مما يقتل الحقيقة مرتين". وشكلت الهيئة العليا ل"الإصلاح" لجنة من أعضائها لمتابعة التحقيق بالتنسيق مع الحزب الاشتراكي. وجددت تأكيد أهمية استمرار تحالف "اللقاء المشترك" ب"اعتباره في هذه المرحلة نواة أساسية لتحقيق اصطفاف وطني من أجل تعزيز التجربة الديموقراطية والحد من السيطرة على مؤسسات المجتمع المدني". وفي اشارة واضحة إلى الحكم تحدث بيان "الإصلاح" عن "الضيق بالآخر وتحويل ساحة الاختلاف في الرؤى والبرامج إلى ساحة صراع وتجاوز المؤسسات واختراق النظم والعبث بالمقدرات واستخدام عبارات التخوين الوطني والتكفير السياسي". إلى ذلك، دانت قبيلتا بني حشيش في محافظة صنعاء وريدة في محافظة عمران عمليتي اغتيال جارالله عمر والمرسلين الأميركيين على يد متطرفين ينتميان إليهما ينتمي القاتل علي جارالله إلى بني حشيش والقاتل عابد الكامل لريدة. وعقدت كل من القبيلتين على حدة مهرجاناً حاشداً لإدانة القتل والقتلة وإعلان البراءة منهما، وبأنهما "خرجا عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وسماحته وانتهكا أعراف وتقاليد المجتمع اليمني والقبيلة اليمنية اللذين يرفضان التطرف والإرهاب والجرائم بكل أشكالها وصورها". وطالبت القبيلتان الدولة باتخاذ اجراءاتها القانونية حيال القتلة، وتعهدتا بأن تكون دائماً "دعماً للقانون وسنداً للدولة في بسط الأمن والاستقرار".