كانت ماغي فرح نجمة الأيام الأخيرة من السنة التي فاتت ب"توقّعاتها" الفلكية و"تنجيمها" الكوكبي، ولم تدع أي شاشة أرضية أو فضائية "تعتب" عليها فأطلت عبرها كلها تبصّر وتتكهّن وتسأل الأبراج وترصد حركة الكواكب بعينها المجرّدة! وكان المشاهدون يبصرونها كلما "فقسوا" الريموت كونترول، تنتقل من شاشة الى أخرى مصطحبة معها كتابها الجديد ومجيبة عن أسئلة المذيعات والمذيعين الذين - في معظمهم - لم يكونوا "يقلّون" عنها حذاقة في أسئلتهم الفلكية! وكانت ماغي فرح على شيء من الذكاء في إثارتها فضول المشاهدين إذ كانت تقول القليل عن ابراجهم دافعة إياهم الى متابعة خصائص تلك الأبراج ومصائرها في كتابها نفسه وعبر شرائه طبعاً. واطلالاتها الكثيرة التي غزت الشاشات دفعت أحد الاصدقاء الى التندّر قائلاً: "حتماً اتصلت الفضائية العراقية بالآنسة ماغي - كما سمّاها زياد الرحباني مرّة - لتسألها إن كانت ستقع الحرب على العراق أم لا". فماغي فرح المتجددة شكلاً - لا مضموناً - تملك الأجوبة من كل ما يطرح عليها من اسئلة أياً تكن: فلكية أم ماورائية أم تنجيمية أم سياسية... كان على ماغي فرح ان تحافظ على صورتها الإعلامية التي صنعتها في السنوات الاخيرة بعدما انتقلت من "صوت لبنان" الى الشاشة الصغيرة، فإطلالاتها الكثيرة خلال اليومين الأخيرين من السنة الفائتة أساءت اليها شخصياً وإعلامياً ولكنها ساعدتها حتماً على ترويج كتابها وعلى مزاحمة المنجّمات الاخريات وربما المنجّمين الآخرين على الفوز بالقراء والمشترين. فهؤلاء جميعاً يجدون في الأيام الاخيرة من السنة فرصة مناسبة لترويج كتبهم و"بضاعتهم" الفلكية وهم بالتالي لا يعدمون أي وسيلة إعلامية أو دعائية لتحقيق مآربهم. ماغي فرح هيأت نفسها جيداً لإطلالتها الفلكية وفاجأت جمهورها حقاً ب"اللوك" الجديد الذي اختارته. أما صوتها الذي كان جميلاً إذاعياً فما زال يحافظ على شيء من جماله الإذاعي. وهذا كما يعلم الجميع، كان الأداة التي استطاعت بها ماغي فرح ان تصل الى جمهور "صوت لبنان" أيام الحرب أو الحروب "الأهلية وغير الأهلية! إلا ان "اللوك الجديد" لم ينقذ ماغي فرح من "الثرثرة" الإعلامية التي طالما أخذت عليها. فهي لا تعرف متى عليها ان تصمت وتصغي، ولا تعرف ايضاً متى عليها ان تتكلّم! كما انها في أحيان كثيرة تتكلّم لتتكلّم وعلى الجمهور ان يصغي حتى ولو ملّ مثل هذا الكلام. في "صوت لبنان" كانت ماغي فرح تقول ما تريد ان تقول، من غير رقابة ولا رقيب. وكان برنامج "البث المباشر" فرصتها الذهبية لتمارس نوعاً من "السلطة" الإعلامية والسياسية التي لم يكن أحد في الاذاعة يستطيع مواجهتها. طبعاً بدلت ماغي فرح لهجتها. ونمت اطلالتها الاولى عن ذكاء ما في المحاورة وعن خبرة ما في الاستماع والمناقشة. الا ان "تنطحها" السلطوي لم يتوار تماماً فكانت تبدو في كثير من الأحيان مدعية ومتصنعة علماً ان فريقاً من الصحافيين كان يساعدها في فتح الملفات وتوفير المعلومات والوثائق. وفي اطلالاتها الفلكية الاخيرة بدت على كثير من الادعاء والغطرسة وراحت احياناً تتكلم وكأنها عالمة فلك تخرجت للتو من ارقى الاكاديميات العالمية في علم الفلك. وبدت كأنها "تستهبل" الجمهور في احكامها "العرفية" وعباراتها التنجيمية التي لا تخطئ وكانت تطلقها عشوائياً، من غير تواضع او خفر. ولا احد يدري كيف توصلت ماغي فرح الى ان تصبح عالمة فلكية - اسوة بسواها من الفلكيات اللواتي يملأن الصحف والشاشات - فيما يتطلب هذا العلم اختصاصاً اكاديمياً. وماغي فرح - مثل سواها - تظن انها اذا قرأت كتب الابراج تستطيع ان تكون عالمة فلكية! ولمَ لا ما دام الجهل يعتري معظم الشاشات الصغيرة التي تسعى الى ملء اوقاتها بما توافر من صبحيات ومسائيات وثرثرات حول فنجان قهوة او شاي؟ في احدى اطلالاتها الاخيرة تحدثت ماغي فرح عن مسيرتها الاعلامية الطويلة، وعندما سألها المذيع عن بداياتها اجابت بسرعة وابهام وكأنها لا تريد ان تذكّر المشاهدين بماضيها الاذاعي في "صوت لبنان". ولكن هل نسيت ماغي فرح انها بدأت عملها الاذاعي قارئة للأبراج. ماغي فرح، أياً يكن برجك، كل سنة وأنت بخير!