قالت مصادر أردنية مطلعة ل"الحياة" في عمان ان الولاياتالمتحدة تعهدت أخيراً زيادة مساعداتها السنوية للأردن الى بليون دولار، وفي موازاة ذلك توصلت عمان الى "اتفاق أولي مع السعودية والامارات العربية المتحدة والكويت على تأمينها بدائل من النفط العراقي في حال انقطعت الإمدادات عند بدء الحرب الاميركية" على العراق. وأوضحت المصادر ان واشنطن التي تقدم للأردن منحة سنوية تبلغ قيمتها 450 مليون دولار "قررت رفع مساعدتها الى بليون دولار في ضوء تقديراتها لحجم الخسائر التي سيمنى بها الاقتصاد الأردني نتيجة الحرب على العراق". واكدت ان "هذه الخطوة غير مشروطة بمشاركة الأردن مباشرة في الحرب، أو تقديمه اسناداً لوجستياً لها"، لكنها اشارت الى ان المملكة "ابدت استعدادها للمساهمة في إغاثة أي لاجئين محتملين داخل صحراء العراق الغربية" المتاخمة للحدود الشرقية بين البلدين. ويعتبر الأردن نفسه الخاسر الثاني بعد العراق من الحرب التي يؤكد اقتصاديون انها ستؤدي الى توقف البروتوكول التجاري مع بغداد، وتلحق أضراراً بالغة بقطاع الصادرات والنقل. وطلبت الإدارة الاميركية من الأردن العام الماضي تزويدها أرقاماً عن حجم خسائره المتوقعة من جراء الضربة العسكرية. الى ذلك، أكدت المصادر ان "السعودية والإمارات والكويت ستقدم للأردن احتياجاته النفطية التي تبلغ نحو 80 ألف برميل يومياً طوال مدة الضربة العسكرية وحتى انتهاء مرحلة الترتيبات الداخلية في العراق". وأوضحت ان الأردن سيحصل على هذه الكمية "ضمن اتفاق مماثل نسبياً للشروط العراقية، اذ ستقدم الدول الثلاث نصف الكمية مجاناً، والنصف الآخر بأسعار تفضيلية تقل كثيراً عن الأسعار الدولية للنفط" المرشحة للمزيد من الارتفاع عند بدء الحرب. ويقدم العراق للأردن منحة نفطية سنوية بقيمة 400 مليون دولار، وتبلغ كميتها نحو 2.7 مليون طن، كما يزوده كمية مماثلة بأسعار خاصة لا يزيد سعر البرميل بموجبها عن 19 دولاراً. وكان رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب صرح العام الماضي بأن "الضرر الذي سيمنى به الاقتصاد المحلي نتيجة الحرب يقاس بالنظر الى الفترة الزمنية التي تستغرقها العمليات العسكرية، وبأسعار النفط العالمية، الى قضية الترتيبات الداخلية المتعلقة بمستقبل العراق". ومعلوم ان الأردن اكد مراراً رفضه استخدام اراضيه وأجوائه منطلقاً لأي عمليات عسكرية ضد العراق. وحذر الملك عبدالله الثاني في مقابلة مع وكالة الانباء الأردنية الرسمية "بترا" أول من أمس من "المأساة التي ستخلفها الحرب المحتملة سواء على الشعب العراقي أو على المنطقة بأسرها". واكد ان الأردن "سيعمل باستمرار، ومع الجميع، للدعوة الى الحوار وحل الأمور بالطرق السلمية وتفادي الحرب وتداعياتها"، معرباً عن "ارتياحه الى الاجراءات الأردنية المتخذة تحسباً لأي طارئ قد يحدث في المنطقة".