أكد زعيم جماعة "الجهاد" المصرية الدكتور أيمن الظواهري أن تنظيمه أوقف العمليات داخل مصر، معتبراً أن التغيير "لا بد أن يتم من الداخل لا من الخارج"، ووصف هذا القرار بأنه "الصوت الحكيم". لكن الظواهري الذي يقيم في مكان غير معلوم وتعتبره السلطات الاميركية المطلوب الثاني لديها بعد زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن، أكد أن العمليات ضد الأميركيين ستستمر، واعتبر أن ردود الفعل الاميركية ضد الاسلاميين والحركات الاسلامية "هي الثمن الذي يجب أن يدفع مهما كان، طالما أنه في مرضاة الله". وجاء كلام الظواهري في رسالة تسلمها امس محامي "الجماعات الإسلامية" في مصر السيد منتصر الزيات، وحصلت "الحياة" على صورة منها، مثّلت رداً على نداء وجهه إليه الزيات ونشرته "الحياة" في بداية أيلول سبتمبر الماضي طالبه فيه بالرد على اسئلة واستفسارات تتعلق بوجهة نظر الظواهري واتباعه في عواقب احداث أيلول 2001، نص الرسالة ص7. وتلقى المحامي المصري رسالة زميله القديم عبر موقع "مركز المستقبل والدراسات السياسية" على شبكة الانترنت. وكان المركز نظم ندوة في ذلك الشهر عن مستقبل الحركات الاسلامية وكان من المفترض ان تتلى خلالها رسالة الظواهري التي تصادف وصولها الى الزيات بالتزامن مع تحقيقات تجريها نيابة أمن الدولة مع 43 من أعضاء الجهاد اوقفوا قبل اسابيع بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات ضد أهداف أميركية واسرائيلية داخل مصر. وجاء تأكيد الظواهري وقف العمليات داخل مصر ليزيد من الاقتناع بأن المتهمين في القضية لا يرتبطون به أو بتنظيم "القاعدة" وانما يعملون تحت لواء فصيل آخر للجهاد يرجح أن يكون محركوه خارج مصر ممن عارضوا أساساً التحالف الذي أبرمه الظواهري في شباط فبراير 1998 مع بن لادن تحت لافتة "الجبهة الاسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين" التي حمل بيانها التأسيسي فتوى "توجب على المسلمين قتل الاميركيين اينما وجدوا"، وهو ما تكرر في رسالة الظواهري امس، إذ أعاد وصف هجمات 11 أيلول بأنها "غزوة مباركة"، مطالباً الزيات المعروف بتوجهاته السلمية "بألا يوقف النفوس المسلمة الجديدة التي تثق بكلامه عن انتهاج العمل الجهادي المتمثل في قتل الاميركان كافة"، وقال للزيات: "إذا كانت هذه المفاهيم تتعارض مع مصطلح مصلحة المسلمين فأنت أدرى أن الجهاد ضد أعداء الله الذين يقتلوننا في كل مكان لا بد وأن يكون له ثمن".