فاجأت وزارة الداخلية المصرية جماعة "الاخوان المسلمين" للمرة الثانية بتحديد يوم الاربعاء المقبل موعداً لاجراء الانتخابات البرلمانية التكميلية في دائرة دمنهور المرشح فيها نائب الجماعة الدكتور جمال حشمت، الذي اسقط البرلمان عضويته قبل ثلاثة أسابيع، في مواجهة مرشح حزب الوفد المعارض خيري قلج. وجاء الاعلان بعد يومين من اعتقال 14 من قادة الجماعة. وباغت القرار ايضاً كل الأوساط السياسية بما في ذلك المرشحون، اذ لم ينشر موعد الانتخابات في الصحف كما جرت العادة. واستدعي حشمت الى مديرية أمن محافظة البحيرة عقب صلاة الجمعة بعد يوم واحد من حملة الاعتقالات لإخطاره بموعد الانتخابات. وكان البرلمان قرر اسقاط عضوية حشمت استجابة لتقرير من محكمة النقض عن حصول خطأ في احصاء أصوات الناخبين أتاح لمرشح الحزب الوطني الحاكم خوض جولة الاعادة ضد حشمت بدلاً من مرشح الوفد خيري قلج. وقرر البرلمان اعادة الانتخابات بين الأخير وحشمت وأعلن خلو الدائرة بعد إسقاط عضوية النائب. وقال حشمت إنه لن يتخذ اجراءً قانونياً ضد الموعد المفاجئ للانتخابات، لافتاً الى أن "القانون نص على اجراء الانتخابات التكميلية وفقاً لقرار يصدر من وزير الداخلية قبل موعدها بخمسة واربعين يوماً"، لكنه استغرب صدور القرار قبل الانتخابات بأربعة أيام واخطاره بأسلوب الاستدعاء بدلاً من الاعلان في الصحف. واكد حشمت في تصريحات ل"الحياة" اثناء جولة بين أنصاره لإبلاغهم بموعد الانتخابات "إننا مستعدون لكل الاحتمالات ولن نستجيب لأي استفزاز"، لكنه اعرب عن خشيته من "مواجهة غير مسؤولة". وناشد نائب "الاخوان" السابق الرئيس حسني مبارك إصدار توجيهات الى المسؤولين المعنيين لاجراء انتخابات نزيهة. وقال إنه "في هذه الحال ستكون وساماً على صدر مصر ولن يضير مجلس الشعب وجود معارض إضافي وسط المعارضين الحاليين، خصوصاً أن نواب الحزب الحاكم شهدوا لي بالنزاهة والموضوعية والاداء البرلماني الراقي على مدى عامين".