- 1 - حَديثُ الثّقافةِ ماتِعٌ شائق" لكنّهُ شائكٌ أيضاً. وإنّه لَمِنْ دَوَاعي الأسِف أنّ الثّقافةَ لا تَحْظى بالاهتمامِ نَفْسِهِ الذي تنالُهُ القضايا السّياسيّةُ والاقتصاديّةُ والأمنيّةُ العَسْكريّة، أو "الصُّلْبَة". هذه هي الحالُ في وطنِنا العربيّ، وفي كُلّ أصْقاعِ الأُمّة" وهذا هو الوضعُ في الاتّفاقاتِ المُبْرَمةِ بيْنَ الاتّحادِ الأُوروبيّ وبُلْدانِ جنوبِ البَحْرِ المتوسِّط، وفي عمليّةِ برشلونة. هَلْ هذا مَعْقولٌ أو مَقْبول؟ أليس الأمْنُ الإنسانيُّ، أو الأمْنُ "النّاعِم"، المتمثّلُ في صَوْنِ كرامةِ الإنسان وفي تلبيةِ احتياجاتِه - الرّوحانيّةِ والوِجْدانيّةِ قبْلَ المادّيّة - من مُسْتلزَماتِ الاستقرارِ أيضاً؟ ألا يَسْتدعي ذلك تَفْعيلَ دوْرِ الثّقافةِ في تَعْزيزِ هذا الأمْنِ النّاعِم، من حيثُ تَحْليلُ مَضْمونِهِ وتَفْكيكُه، ومن حيثُ تَعْميمُ فلسفتِهِ ومبادئه؟ بهذا المَعْنى، فإنّ الثّقافةَ أمْنٌ "وِقائيّ". فهيَ العِمادُ الذي تَرْتِكزُ عليَهِ أخْلاقيّاتُ التّضامُنِ الإنْسانيّ، والعَدالةُ الاجتماعيّة، ودوْلةُ القانونِ والمؤسّسات، وفلسفةُ التّآزُرِ والتّكافُلِ والحِوار وقَبْولِ الرّأي الآخَر والتّنوُّعِ بكُلِّ أشكالِهِ وألوانِه. أقول: إن الثّقافةَ هي حَجَرُ الزّاويةِ في بُنْيَانِ التّنميةِ بمفْهومِها الشّامل الذي يَصِلُ بيْنَ الأبْعادِ الإنْسانيّةِ والاجتماعيّةِ والاقتصاديّةِ والسّياسيّة. والتّنميةُ لا تكونُ تنميةً إنْ لمْ تكنُ مُسْتدامَة. و"ثقافةُ الاستدامة" تَعْني تلك المصفوفةَ من القِيَمِ والعاداتِ وأساليبِ المعيشة التي تُغَذِّي ويُغَذِّيها "رأسُ المالِ البشريّ"" فتَعُدُّ الإنسانَ مِحْورَ التّنميةِ الشّاملةِ وهدفَها، وتُعْنى بمُسْتقبَل بيئتِهِ وتناغُمِهِ معها، وتَحثُّهُ على التّفاعُلِ الاجتماعيّ ضِمْنَ إطار ثقافةِ المشارَكة ومن ثَمّ ثقافةِ السّلام. ثقافةِ المشارَكة تلك تَقومُ على مشاركةِ الفَرْدِ في شُؤونِ مُجْتمعِه، وعلى احترام الحقوقِ والواجبات. كما أنّها تَضْمَنُ سلامةَ المسيرةِ الإنمائيّةِ الاقتصاديّةِ المُتسارِعة، وعَدالةَ تَوْزيعِ مَرْدودِها. وثقافةٌ كهذه تُغْري بالاسْتثمارِ من أجْلِ التّنمية، وتُعَزِّزُ الثّقةَ بالمُناخِ الاقتصاديّ والاجتماعيّ والسّياسيِّ في أقْطارِنا. فهيَ أساسيّةٌ في مسيرةِ "الانتماءِ والإنماء" التي يَرْمزُ إليها شِعارُ منتدى الفكر العربي. أمّا ثقافةُ السّلام فهيَ أوْسعُ وأعْمقُ من مُجَرّدِ غِيابِ الحَرْب" بمعنى أنّ البشرَ طَوّروا أسلحةً للحَرْبِ والفَتْكِ والقَتْل يُمكنُ أنْ تَمْحَقَ مظاهرَ الحياةِ على كوْكبِنا مرّاتٍ ومرّات، ونجحُوا في صَوْغِ قانْونٍ للحَرْب" لكنّهم لمْ يُفْلحوا بَعْد في تطوير أسلحةٍ "ناعمةٍ" للسّلامِ بيْنَ الأُمم ولا للسّلامِ الاجتماعيّ داخِلَها، وأخْفقوُا في صَوْغِ قانونٍ للسِّلْم. - 2 - أنّ الثّقافةَ هي القاسِمُ المشترَكُ الأعْظم الذي يُحَدِّدُ هُوِيّةَ الفَرْدِ الواحدِ منّا وهُوِيّةَ الأمّةِ على حَدٍّ سواء. لكنْ مَنْ قالَ إنّ الأُمّةَ - وهي مَفْهومٌ عَبْرُ قُطْريّ - كيَانٌ اجتماعيٌّ واحِد؟ ففي ثَمانٍ وخَمْسينَ 58 دوْلةً إسْلاميّة هنالكَ فُرُوقٌ واضِحةُ المعالِم من أقْصى الغَرْب إلى أقْصى الشّرْق. أضِفْ إلى ذلك مُجْتمعاتِ المُهاجِرينَ إلى الغَرْبِ الأميركيّ والأُوروبيّ. وهذه المُجْتمعاتُ تتدفّقُ حيويّةً وفُتُوّةً، وتَمُورُ بالحَركةِ والبَركة" ومِنْ شأنِها حينَ تُعْطى الفُرْصة أنْ تُساهِمَ في اسْتِنارةِ الأُمّةِ واسْتِنفارِها. فالحَداثاتُ مُتعدِّدة، وهي دِيناميّةٌ غَيْرُ ساكنة. كما أنّ التّنوُّعَ الثّقافِيّ مَصْدرُ قوّةٍ وإلْهام إذا أُحْسِنَ تَوْظيفُه. مُشْكلةُ المُشْكلات أنّ النّمَطَ الغَرْبيّ في عالَمِنا المُعَوْلم يُمْلى إمْلاءً عليْنا وعلى الآخَرين مِنْ حيثُ نَدْري ومِنْ حيثُ لا نَدْري، حتّى عن طريقِ ما يُسَمّى المجتمعَ المدنيَّ العَوْلميّ. فإذا لمْ يَنْمُ المجتمعُ الأهْليُّ أو المدنيّ من القاعِدةِ إلى القِمّة عَبْرَ القَناعاتِ المحلّيّةِ وقَناعاتِ الجماهير، ومن خِلالِ تَعَدُّدِ الحَداثات، حينئذٍ سيكونُ من الصّعبِ أنْ نُناوىءَ بنجاح التّيّاراتِ السّلبيّةَ للعَوْلمة. قَدْ لا نستطيعُ أنْ نُغَيِّرَ مَجْرى التّاريخ" إلاّ أنّنا مُطالَبُونَ في هذه الحِقْبةِ العَصِيبةِ بالصُّمُود. كيف؟ أُجيبُ بكُلِّ بَساطة: بمُضاعَفةِ "إنْتاجِنا الثّقافيّ" في الثّقافةِ العالَميّة، وبالتّوْظيفِ الحَصيفِ الحَكيمِ لثقافتِنا. مثالٌ على ذلك: شبَكةُ مراكزِ البُحُوثِ المهتّمَةِ بشُؤونِنا تَحْتَ العنوانِ العَريض "الاستشْراق"، التي أخَذَتْ منْذُ 11/9/2001 تَتَنامَى وكأنّنا عدوٌّ يجبُ سَبْرُ أغْوارِهِ حتّى أعْمقِ الأعْماق. فأيْنَ العَربُ من تَعْليمِ لُغتِهمْ بأُسلوبيّتِهمْ وبمُنطلقاتِهِمْ؟ أيْنَ المبادراتُ العربيّةُ الإسْلاميّةُ في طرْحِ ثقافتِنا الخالصة من شوائبِ المُداخَلاتِ الاسْتِشْراقيّةِ التي تَضَعُ أُمَّتَنا تَحْتَ المِبْضع وكأنّها في غرفةِ عمليّاتٍ جِراحيّة، كما تَضعُ إنسانَنا تَحْتَ المِجْهر وكأنّهُ عَيِّنةٌ مَخْبَرِيّة؟ وأُجيب: بإقْبالِ شبابِنا على الحياة - فلا عُقَدَ ولا انكفاء، ولا عُزْلةَ ولا إقْصاء - وعلى التّعاوُنِ والحِوارِ الفاعِلِ المُتفاعِل مَعَ شبابِ العالَم من أجْلِ تَوْضيحِ وَجْهِنا الإنسانيّ والثّقافيّ. فالشّبابُ همُ الذين سيرْسمونَ صورةَ ثقافتِنا في العُقُودِ القليلةِ القادِمة. كما أُجيب: بانْخِراطِنا في ثقافةِ الانْضواء تحت خَيْمةِ "الجَوَامعِ العالَميّة". وقدْ يكونُ من الحكمةِ هنا أنْ نعودَ إلى خَيْمةٍ عَبْرِ قُطْريّةٍ أُخْرى أهْمَلْناها بما فيهِ الكفاية" ألا وهيَ "الجَنوب". ولعلّهُ من حُسْنِ الطّالِع أنّ المنتدى سَيَسْتَضيفُ بَعْدَ أيامِ معدودة اجتماعَ "لَجْنَةِ الجنوب" في عمّان. وستكونُ هذه - ولا رَيْب - فُرْصةً سانِحة لفَتْحِ بَعْضِ الملفّاتِ المُهمّة. كذلكَ أُجيب: بإيلائنا المَزيدَ من الاهتمام لرُقْعَتِنا الجغرافيّة التي أُسمِّيها "الهِلالَ المتأزّم". وهو الإقْليمُ الممتدُّ من شاطيء الأطلسيّ عند الطّرَفِ الشّماليّ الغَرْبيّ لإفريقيا، الذي يتّجِهُ إلى الجنوبِ الشّرْقيّ عَبْرَ الصّحراءِ الكُبْرى، ثُمّ يَنْحني إلى الشّمالِ الشّرْقيّ، شامِلاً الكُونغو والسُّودانَ والقَرْنَ الإفريقيّ وشبْهَ الجزيرةِ العربيّة وشماليَّ القارّةِ الهِنْدّية، ومن ثَمّ آسيا الوُسْطى. ويَضمُّ هذا الإقْليم وطنَنا العربيّ ودولَ الجِوار، ومعظمُها ذَوَاتُ خلفيّةٍ حضاريّةٍ إسْلاميةٍ واحدة وثقافاتٍ مُتقارِبة. وهو متأزّم لأنّهُ يكادُ لا يَنْقضي عَقْدٌ من الزّمان من دونِ انْدلاعِ أزمةٍ فيه أو أزَمات تشدُّهُ إلى النّزاعِ والصِّراع. فما أحوجَنا فيه إلى ما يُشبهُ "خُطّة مارشال" لإعادةِ تأهيلِ شعوبِهِ المَسْحُوقة في فِلسَطين والعِراق وكشْمير وشيشانيا وغَيْرِها" إلى صنادَيقِ زَكاةٍ وصَدَقات لتمويلِ فيالقِ سلامٍ وإعْلامٍ وثقافة" إلى سياساتٍ بعيدةِ المدى تَسْتندُ إلى رؤى نافِذة، سياساتٍِ من أجْلِ الإنسان، لا سياساتِ نَفْطٍ أو أسلحة" إلى إدارة الصّالحِ العام بوَجْهٍ إنسانيّ" إلى حواراتٍ عربيّةٍ عربيّة وإسْلاميّةٍ إسْلاميّة، إضافةً إلى حِواراتٍ مَعَ "الآخَر". - 3 - ضمنَ هذا السّياق، كُنْتُ مِنَ المبادِرين في مشروع "شركاء في الإنْسانيّة" الذي يَسْعى إلى تَعْزيزِ التّعاوُنِ المثمر في شتّى المجالاتِ الإنْسانيّة بيْنَ المُنظّمات الأهْليّةِ الأميركيّةِ بصورةٍ خاصّة ومنظّماتِنا، وإلى تَشْجيعِ التّغطيةِ الإعْلاميّةِ النّزيهة المسؤولةِ والمَوْزونة لأحْداثِ العالمِ وقضاياه. وضِمْنَ هذا السّياقِ أيضاً، جاءتْ دعْوتي مُنْذُ بِضْعِ سنين لإنشاء برلمانٍ للثّقافات تُمَثَّلُ فيهِ ثقافاتُ العالَمِ بأسْرِه. وقدْ وَفّقَنا اللهُ - جَلّ وعَلا - قبْلَ بضعةِ أسابيعَ فقط، بالتّآزُرِ مَعَ إخوةٍ أفاضِلَ في تركيا ودَعْمٍ منهم، بتأسيسِ "برلمان الثّقافات" بأدواتِهِ الأرْبع: جمعيّتِهِ العُمُوميّة، ولجانِهِ التّوجيهيّة والتّنفيذيّة والخاصّة بالعُضْويّة. ويعملُ البرلمانُ الآن من مَرْكَزٍ موقّتٍ في جامعة بِلْكِنْت بأنقرة قبْلَ أنْ يَنْتقلَ إلى مَقَرِّهِ الدّائم الذي قدّمَتْهُ الحكومةُ التّركيّةُ في اسطنبول، حيث الشّرْقُ غَرْبٌ والغَرْبُ شَرْقٌ! ومِنَ المؤمَّلِ أنْ يَنالَ برلمانُنا هذا دَعْماً متزايِداً يُمَكِّنُنا من فَتْحِ فَرْعٍ رئيسيٍّ له في كُلٍّ من برلين وكيُوتو. وليس سِرًّا أنّ مجلسَ الأمْنِ في هيئةِ الأُمَم قدْ تُعادُ هيْكليّتُهُ في مُقْبلِ السّنين بحيث يَنْضَوي تحتَهُ ثلاثةُ مجالس: واحِدٌ للأمْنِ السّياسيّ، وآخَرُ للأمْنِ الاقتصاديّ، وثالثٌ للأمْنِ الاجتماعيّ. ويَحِقُّ لنا أنْ نتساءلَ عن الأمْنِ الثّقافيّ ومكانتِهِ في اهتماماتِ هيئةِ الأُمم. فعَسى أنْ يملأَ برلمانُ الثّقافات فراغاً في هذا الإطار. - 4 - وفي كُلِّ هذا لا بُدَّ أن يَنهضَ المجتمعُ الأهليّ بدور الحافز المُساعدِ والمُحرّكِ والمُوَجِّه. فهوَ المُؤهَّلُ - بأذرُعِهِ ومُنظّماتِهِ وتنظيماتهِ المُتعدّدة، وبمُرونتهِ العالية ، وحُرّيّتهِ المسؤولة - للقيامِِ بالتوعية، وترسيخ أخلاقيات الجودة والإتقان والمساءلة والشّفافيّة والشّورى والدّيموقراطيّة، والقيم العالميّة المقرونة بالتضامن وتناغُم الإنسان مع الطبيعة وبثقافة الاستدامة. وبمَقدور مؤسّسات المجتمعِ الأهليّ أن تنموَ وتشِبَّ أكثر عن طريقِ التّشبيك، محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا. بإمكانها أن تُجنّدَ البيت والمدرسة والمعهَد والجامعة، وأن تَنثُرَ مكاتب خدمة الجمهور في المدن والقرى والأرياف والبوادي. تستطيعُ هذه المؤسّسات أن تُساهمَ في توفيرِ قاعدة معلوماتية دقيقة تُحدَّثُ وتُجدّدُ باستمرار. وقد تنشأُ هذه ضمن إطار منتدىً يُعنى بحِوار السياساتِ والبرامجِ والسيناريوهات. مثلُ هذا المنتدى يمكن أن يكون معلماً من معالم كلّ قُطر من أقطارنا" على أن ينتظم عِقدُها في اتحادٍ عبْر قطريّ واسع الآفاق عميق الرؤيا. ولن يكون التمويل عبئا إذا توافرت الإرادة. - 5 - قبلَ بضعةِ أيّام ، تابعنا أوروبا - في قِمَّةِ كوبنهاغن - وهي تُعيد تعريف نفسِها" مُلقِّنةً العالمَ أجمع درساً بليغاً متمثِّلاً في تلك الدّيناميّة التي يتمتّع بها مفهومُ "الاتّحاد الأوروبيّ" ذاتُه. فمن مجموعة متواضعة متمركزة حول الفحم والصُّلب، تنامى الاتّحاد حتّى أضحى ذلك العِملاقَ المَهيب بفلسفته الاحتوائيّة. فسينمو قريباً من خمسةَ عشرَ 15 عضواً إلى خمسةٍ وعشرين 25" وسيربو عددً سكّانِهِ الإجماليّ حينئذٍ على 450 مليونَ نسمة. أفلمْ يحن الأوان لأنْ نُبادرَ إلى تأسيس هيئات عبْرِ قُطْريّة للمياه والطّاقةِ والبيئة، بمفهومِها الإنسانيّ الواسع، على غرار ما أنجزَهُ الاتّحادُ الأوروبيّ بالفحم والصُّلب؟ ما دوْرُ ثقافتنا في تحفيز هذا التوجّه وتجسيده؟ ذلكم هو السّؤالُ الذي يجدرُ بكُلّ دارات الفكر في إقليمنا وفي المهجر أنْ تَنْبريَ للإجابةِ عنه. - 6 - والحَقُّ أنّ المطلوبَ الآن - في المَقامِ الأوّل - مُراجعةُ ما تَمّ مِنْ نَدَواتٍ ومُلْتقَياتٍ ومن بُحُوثٍ ودِراسات في مجالات الثّقافةِ العربيّةِ الإسْلاميّة، مُراجعةً نَقْديّةً مِهْنيّةً رصينةً صارِمة، تُغَرْبِلُ وتُشَذِّبُ وتُهَذِّبُ وتُقَلِّمُ بنَصْلٍ حادّ" على الأقلّ مُنْذُ قيامِ المنظّمةِ العربيّةِ للتّربيةِ والثّقافةِ والعلوم الأليكسو بمشروعِها الكبير عن استراتيجيّةِ الثّقافةِ العربيّة بكُلِّ أبْعادِها: التّربويّةِ والاجتماعيّةِ والعِلْميّةِ والاقتصاديّةِ والسّياسيّة، حتّى أيّامِنا هذه، بما في ذلك تَدَاعِيَاتُ زلزالِ الحادي عَشَر من أيلول سبتمبر 2001. المطلوبُ الآن - أكثرَ من أيِّ وقْتٍ مَضَى - تَجْسيدُ الفِكْرِ في برامجِ عَمَلٍ مدروسة نقطِفُ ثِمارَها النّاضِجةَ اليانعة" وفي مُقْترَحاتٍ عمليّةٍ قابلةٍ للتّطبيقِ خطْوةً خطْوة ومَرْحلةً مَرْحلة" وفي تَغْييرِ الأنْفُس، بالتّعْبيرِ القُرْآنيّ البليغ، أو الذّهنيّات. فالتّحدّي الرّئيسيُّ أمامَ الفِكْر إنّما يَكْمنُ في مجالِ التّطبيق، على أهمّيّةِ التّنْظير. * رئيس منتدى الفكر العربيّ وراعيه" رئيس نادي روما. والمقالة مستلّة من كلمة الأمير الحسَن بن طلال في افتتاح نَدوةِ منتدى الفِكْرِ العربيّ "الثّقافة العربيّة الإسْلاميّة: أمْن وهُوِيّة"" عمّان" 17-18 كانون الأوّل ديسمبر 2002.