كانت الحلقة الأخيرة التي أعدتها ماتيلدا فرج الله وقدمتها على شاشة الNBN مع الوزير جورج افرام، وعلى إثرها أبلغت شفوياً أن البرنامج سيتوقف. أما السبب بحسب الإدارة فهو ان شبكة البرامج ستتغير، ولكن الاتصال الهاتفي الذي تلقته فرج الله كان بمثابة صدمة بعد أن كانت تحضّر لحلقات أخرى ستظهر فيها على الNBN. وتقول ماتيلدا بصراحة انها تركت الNBN على خلاف كبير: "أفهم البلد وأفهم تركيبته وأعرف كيف تبرمج مصالح المؤسسات، إلا أنني لم أفهم الأسلوب الذي لم يكن لائقاًَ من الشركة بالنسبة إليّ، فلو قيل لي ان أسلوب الحوار الذي اعتمده يضرّ بمصلحة التلفزيون لكنت وافقت على ايقاف البرنامج ولكانت الصداقة مستمرة بيني وبين المحطة، إلا أن هذا الأسلوب الذي اعتمدوه جعل كلمة مؤسسة كبيرة عليهم". وتقول فرج الله انها رفعت دعوى ضد تلفزيون NBN ليس لأنها مهتمة بالعنصر المالي بل لأنها ببساطة - كما تقول - لا ترضى بأسلوب التعامل الذي اعتمده معها، وأضافت: "لقد علمتني هذه التجربة كثيراً وصوّبتني الى أهدافي الأساسية أكثر فأكثر، فقد عدت اليوم الى "اذاعة لبنان الحر" التي منها انطلقت وأنا مرتاحة جداً فيها، مرتاحة بالجوّ السياسي وبالسقف السياسي للبنان الحرّ، صحيح انها اذاعة فقيرة لكنها لم تقبل يوماً قرشاً واحداً من المال السياسي.، وفيها أطرح أسئلتي خلال البرنامج الذي أقدمه بكل موضوعية مهما كان الموضوع وكائناً من كان الضيف". لكن ماتيلدا لم تخفِ الجرح الكبير الذي ما زالت تشعر به اثر توقيفها عن تقديم برنامجها في الNBN وقالت ان الفرق بين "اذاعة لبنان الحر" وتلفزيون الNBN حيث تعدُّد الرؤوس مع استحالة المواجهة. وقالت: "لقد فسخ العقد معهم الآن وذلك قبل المدة المحددة لانتهائه، لذا سأستمر بالدعوى". أما بالنسبة الى خيارها التلفزيوني فقالت: "لا أريد الاطلالة السياسية، بل قررت ان أعيش فترة استقرار مع نفسي وبما أنني أحببت دائماً القضايا الاجتماعية، فأنا بصدد تصوير برنامج نسائي عربي لتلفزيون "هي" الفضائي ويطرح أجرأ القضايا في حياة النساء". وأوضحت فرج الله انها أحبّت التجربة الجديدة في فضائية "هي" لأنها من خلالها دخلت الى الدول العربية والى المشاهدين العرب وهذا كان جديداً بالنسبة اليها، كما قالت. وعن احتمال انتقالها الى محطة الLBC قالت: "لم تعرض عليّ الLBC العمل معها وفي المقابل لم أدقّ بابها يوماً وبصراحة لم أنتظر يوماً أي عرض منها لأن المنافسة الموجودة في هذه المحطة تخيفني وبصراحة أكثر تعبت من الطعن في الظهر وأشعر بأن هناك جوّاً ضاغطاً من المنافسة التي تصل أحياناً الى الأذى". وعن مدى توفيقها بين عملها الإذاعي وعملها التلفزيوني وبين أمومتها، قالت: "كياني المستقل المهني يوازي حياتي واستقراري في البيت، وفي الحقيقة لا أستطيع أن أعيش في واحدة من دون الأخرى وإلا أشعر بأنني أموت، فهما يكمّلان بعضهما بعضاً ولا شك في أنني محظوظة بزوج استطاع ان يدعمني من دون أي عقد نفسية واستطاع ان يقف الى جانبي خصوصاً حينما اتعرض الى مشكلات متعبة داخل المهنة، فهو متفهم جداً ومنفتح وواثق من قدرتي على العطاء خارج المنزل، لذا اعتبر نفسي محظوظة برعايته لي وهذا الدعم هو الذي جعلني أضع اسمي على طريق الإعلام".