بيروت - "الحياة" - احتفلت مجلة "القافلة" الثقافية الشهرية التي تصدرها "أرامكو" السعودية بمرور خمسين سنة على صدورها. وأصدرت عدداً خاصاً للمناسبة تضمن عرضاً لمسيرة المجلة وآراء عدد من أبرز الكتّاب العرب الذين أسهموا في رفد المجلة بمقالاتهم الأدبية والعلمية والتاريخية، وتطلعات قراء المجلة من خلال استطلاع للرأي شمل 3334 قارئاً. في البداية كانت "قافلة الزيت" المجلة التي قررت شركة "أرامكو" اصدارها لموظفيها في العام 1373 هجرية، وتعهد رئيس تحريرها الراحل حافظ البارودي تحويلها الى مجلة ثقافية متنوعة، متجاوزة أخبار النفط الى مواضيع عن الحرف والتعليم والتدريب المهني والنشاطات الرياضية والصحة والأبحاث العلمية والثقافة والأدب على أنواعها الى جانب الاستطلاعات. ولم تكتف المجلة بالتجوال ضمن حدود المملكة العربية السعودية بل تجاوزتها الى بلاد العرب. فكتبت على صفحاتها عشرات التحقيقات عن الآثار والمدن الأثرية في سورية والمغرب وتونس ومصر والأردن ولبنان وليبيا والقدس واليمن وبحثت في أوضاع دول تحاول النهوض كأريتريا والسودان. وواصلت القافلة رحلتها الى الأندلس وايطاليا وبريطانيا، واستطلعت أحوال المسلمين أو معالم الحضارة الإسلامية في اسطنبول وأفغانستان وكشمير والمساجد في أميركا وساحل العاج والسنغال وصولاً الى التيبت. وكان من أبرز المساهمين في المجلة نثراً وشعراً وأدباً عباس محمود العقاد وأنور الجندي ومارون عبود وعبدالله بن سعد الرويشد ومحمد عبدالغني حسن ومحمود تيمور ومحمد يوسف نجم ومحمد علي قدس. وكتب للقافلة عميد الأدب العربي طه حسين وشيخ المؤرخين العرب نقولا زيادة. وتتطلع "القافلة" بحسب رئيس "أرامكو" السعودية، عبدالله بن صالح بن جمعة الى أن تكون "مجلة تعنى بمسائل تعاني من ندرة الطرح الصحافي على المستوى العربي". وتعد بنقلة في الشكل والمضمون في سنتها الواحدة والخمسين، فيما تتجه رغبات القراء بحسب استطلاع الرأي الى مواضيع تتعلق بعلم الكومبيوتر والاختراعات والاكتشافات والأمراض الشائعة والأغذية وتأثيرها في صحة الأنسان وعلوم الفلك والفضاء ومواضيع بيئية من دون اسقاط القصة الصغيرة والنقد الأدبي والاعجاز في القرآن الكريم والآثار والتراث والفنون التشكيلية والحضارات القديمة والحديثة ومستقبل الطاقة في العالم.