دشنت شركة ارامكو السعودية مرحلة تاريخية جديدة في مسيرة مجلة (القافلة) في احتفالية اقيمت مساء البارحة بمناسبة مرور خمسين سنة على صدور القافلة.وشهدت قاعة معرض ارامكو السعودية بمدينة الظهران فعاليات الاحتفالية التي حضرها عدد من المسؤولين ولفيف من الادباء والاعلاميين والوجوه الاجتماعية حيث احتضن الحفل برنامجا خطابيا استعرض تاريخ المجلة وابرز تطلعاتها المستقبلية. صبية في الخمسين بدأ الحفل الذي قدمه رئيس تحرير المجلة محمد طحلاوي بآي من الذكر الحكيم تلتها كلمة الشكر القاها المدير التنفيذي لشؤون ارامكو السعودية عبداللطيف احمد العثمان جاء فيها: يطيب لي ان ارحب بكم هنا في ارامكو السعودية ونحن نحتفل بأحد اسهاماتها التي ظلت دوما مصدرا لاعتزازها بقدر ما تعتز باسهاماتها في دعم الاقتصاد الوطني وبمشاريعها البترولية الجبارة. اجل فالقافلة اسهام في مجال العلم والثقافة والمعرفة وهو مجال غال علينا بما يمثله من خدمة للمجتمع تدرك اهميتها شركة مثل ارامكو السعودية بنى صرحها على قاعدة متينة من التعليم والتثقيف والتدريب. واضاف العثمان: هذه المجالات التي ادرك عالم اليوم المشغول بالتقنيات والصناعات انها ذات دور اساس في نهضة المجتمع وضمان نجاح الانسان في العيش بتناغم مع معطيات العالم المحيط به. وقال: لقد ظلت القافلة منارة تتيح لاهل العلم والفكر والادب في المملكة العربية السعودية والعالم العربي بأسره ان ينفعوا بعلمهم مجتمعا متعطشا لما لديهم من كنوز وقد حرصت الشركة على ان تضم دفتا المجلة كما متنوعا من الموضوعات التي تهم القارىء وتعمق ثقافته في شتى ميادين الحياة، وان تقدم له هذه الموضوعات باسلوب شائق وراق في آن معا واستمرت القافلة تؤدي هذا الدور الحيوي لخمسين عاما نشرت خلالها الاف المقالات باقلام الالاف من اعلام الادب والعلم والفكر في امتنا العربية المجيدة. وقال العثمان: لقد بلغت القافلة اليوم الخمسين من عمرها غير انها لا تزال كما ترون في ميعة الصبا تتحلى بحكمة وخبرة الشيوخ بينما تجرى في عروقها حماسة الشباب وطموحهم وكما تسنى لها ان تحقق ما حققته خلال السنوات الخمسين الماضية بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بما قدمه لها الكثيرون داخل الشركة وخارجها من دعم واسناد واسهامات ثمينة فانها تتطلع الى السنوات الخمسين القادمة طامحة الى تحقيق المزيد من الانجازات بإذن الله وآملة ألا ينقطع عنها هذا المدد الخير. واختتم العثمان كلمة الشركة قائلا: اختم كلمتي في هذه الامسية السعيدة بتقديم خالص الشكر والتقدير والامتنان نيابة عن ادارة ارامكو السعودية واصالة عن نفسي شخصيا لكل فرد تولى رئاسة تحرير القافلة او اشرف عليها اداريا او عمل ضمن طواقم تحريرها كما اشكر كل مبدع اسهم بخلاصة فكره وعلمه في هذه المجلة واسأل الله جلت قدرته ان يتغمد من توفي منهم بواسع رحمته وان يمتع من بقي منهم بموفور الصحة والسعادة والرضا. واشكركم على تلطفكم بقبول دعوتنا، وتجشمكم عناء الحضور لمشاركتنا هذه المناسبة السعيدة. تكريم رؤساء التحرير وبعد كلمة العثمان كرمت الشركة رؤساء تحرير (القافلة) السابقين بتقديم هدايا تذكارية وهم: 1 حافظ البارودي رحمه الله رئيس التحرير بين عامي 1373 1375ه وقد تم تسليم درع التكريم لمدير العلاقات العامة بالشركة ناصر النفيسي. 2 شكيب الاموي رحمه الله رئيس التحرير بين عامي 1375 1382ه وسلم درع التكريم الى مدير العلاقات العامة. 3 سيف الدين عاشور رحمه الله رئيس التحرير بين عامي 1382 1387ه وتسلم درع التكريم نجلاه خالد ووليد. 4 منصور مدني رحمه الله رئيس التحرير بين عامي 1387 1396ه وتسلم مدير العلاقات العامة درع التكريم. 5 عبدالله الغامدي رئيس التحرير بين عامي 1396 1409ه وقد تسلم الدرع شخصيا. 6 عبدالله الخالد رئيس التحرير بين عامي 1409 1419ه وتسلم الدرع. 7 عصام زين الدين توفيق رئيس التحرير بين عامي 1419 1421ه وتسلم ابنه البراء الدرع. 8 محمد طحلاوي رئيس التحرير الحالي. كلمة رؤساء التحرير وتتويجا لفقرة تكريم رؤساء التحرير القى رئيس التحرير السابق عبدالله الغامدي كلمة رؤساء التحرير قال فيها: اصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي رؤساء تحرير مجلة (القافلة) اتقدم الى شركة ارامكو السعودية ممثلة في رئيسها وكبير ادارييها التنفيذيين عبدالله بن صالح بن جمعة وعبداللطيف احمد العثمان المدير التنفيذي لشؤون ارامكو السعودية ومدير ادارة العلاقات العامة وناصر عبدالرزاق النفيسي وجميع مسؤولي هذه الادارة بالشكر والتقدير على دعوتهم لنا لتكريم رؤساء تحريرها بمناسبة مرور نصف قرن على صدور القافلة وهذه البادرة تأتي لترسيخ ما انتهجته الشركة منذ زمن بعيد من تكريم لموظفيها وهم على رأس العمل ليشمل اليوم اهل الاختصاص ممن غادروا مكاتبهم متقاعدين ليبقى التواصل معهم فحري بنا الاشادة بهذه البادرة الكريمة التي نعيشها واقعا حيا في هذه اللحظات السعيدة والتي جمعتنا بالعديد من اهل القلم من البلاد العربية عامة والمملكة خاصة ممن ساهم في مسيرة هذه المجلة بنتاجه الفكري. وقال الغامدي ان مسيرة القافلة عبر نصف قرنها المنصرم لجديرة بان تكتب عنها بحوث تتناول مراحل تطورها في كل حقبة رأسها رئيس تحرير جديد لمعرفة مدى اسهاماتها في الساحة الثقافية في المملكة بصورة عامة والمنطقة الشرقية بصورة خاصة ومدى ما وصلت اليه من تطور ابان كل حقبة.. ولعلنا نرى في المستقبل القريب مثل هذا العمل من ذوي الاختصاص ومع هذا يمكنني القول باختصار ان مجلة القافلة كانت وما زالت مجلة رائدة بكل معنى الكلمة في مجال تخصصها بين المجلات الرائدة في المملكة.. فلقد كانت مرجعا موثقا من المراجع التي اعتمدتها وزارة المعارف يوما ما في كثير من نصوص المطالعة واتمنى ان تعود مرة اخرى لهذه الريادة ليس فقط في مناهج وزارة المعارف بل مرجعا لمختلف البحوث العلمية والفكرية وباقلام سعودية باذن الله واحب ان اشير الى انه خلال فترة عملي كرئيس تحرير للقافلة التي امتدت قرابة 14 سنة كان عبدالله ابن صالح بن جمعة يومها مديرا للعلاقات العامة وفي عهده تقرر نقل القافلة طباعة من الطباعة العادية الى الطباعة الملونة بالكامل وهذه نقلة متميزة لم تكن لتتوافر لاي مجلة اخرى يومها في المملكة. وقبل ان اختتم كلمتي اود ان اشير ايضا الى ان النجاح الذي وصلت اليه القافلة هو اولا واخيرا بفضل من الله عز وجل ثم مباركة الدولة حفظها الله لنهج القافلة الذي سارت عليه وجهود جميع المسؤولين الذين تسلموا ادارة هذه المجلة وجهود محرريها وكتابها الذين كانوا يعملون بروح الفريق الواحد على اختلاف ثقافاتهم وتخصصاتهم حيث لم يألوا جميعهم جهدا في دعم مسيرة القافلة وتطويرها لتحتل المكانة اللائقة بها بين المجلات الرائدة في المملكة ولن انسى ابدا دور اهل الفكر الرائد من المملكة وخارجها في دعم مسيرة القافلة بفكرهم الذي تصدر صفحاتها. اخيرا وليس اخرا ان ما اتخذتموه من قرار لتطوير مجلة القافلة واصدارها في ثوبها الجديد شكلا ومحتوى لشاهد على الرياد المتجددة التي تغبطون عليها، نباركها لكم فسيروا على بركة الله. وفي الختام اكرر الشكر والتقدير باسمي واسم جميع الزملاء على هذه الدعوة الكريمة وامل ان يستمر التواصل بين المجلة في عهدها الجديد وبين اهل القلم في المملكة العربية السعودية على اختلاف تخصصاتهم. كلمة الكتاب ثم جاء دور كتاب المجلة حيث تم اختيار عبدالله الشباط لالقاء الكلمة تمثيلا لهم وقال الشباط: اقدر لاسرة تحرير هذه المجلة الرائدة (القافلة) ترشيحها لي لامثل هذا الجمع المتألق بنور العلم.. المتوشح بوشاح الثقافة والفكر الاصيل في ان اقف امام الاسرة الكبيرة التي تمثلون طلائعها المباركة، ولاشك في ان هذا الترشيح ماهو الا وسام يحق لي ان افخر به فان من واجبي ان احني رأسي احتراما وتقديرا لمن يفوقني علما ومعرفة وفهما احناء الطالب لمعلمه والتائه لمرشده كما لا يفوتني ان اقف مشرئب العنق متطاولا لاصل الى ايدي اولئك الاعلام الذين تولوا رئاسة تحرير هذه المجلة ومن شاركهم في تحريرها بشكل متوال على مدى نصف قرن من الزمان والذي نحتفل اليوم بمروره على هذا العمل الفكري الذي كتب له الاستمرار في العطاء بصورة تزداد تألقا يوما بعد يوم حتى غدت مجلداتها موسوعة علمية لا يستغنى عن الرجوع اليها عالم او باحث او طالب معرفة. ولم يكن كل ذلك ليتحقق لولا الاصرار والمثابرة على مواصلة الجهاد المرير في خدمة الكلمة الهادفة والفكرة النيرة اللتين تستحقان الاكبار والتقدير من اولئك الذين اسهموا بامدادها بانتاجهم العقلي واولئك الذين استمتعوا بمطالعتها والاستفادة من بعض محتوياتها العالية المستوى، وقد كان لهذه المجلة بل القائمين عليها الفضل الاكبر في تعريفنا على الكثير من الحقائق العلمية والدينية والادبية وكذلك افادتنا ببعض ما يكتبه اساطين الفكر العربي في وطننا الكبير امثال: الدكتور طه حسين، وعباس محمود العقاد ووديع فلسطين ود.منذر الشعار ود.جميل علوش ود. يوسف نوفل والدكتورة نعمات احمد فؤاد ود.نقولا زيادة ومحمد عبدالغني حسن وغيرهم كثيرون ممن اسهموا بمقالاتهم وتحقيقاتهم تحريرا في هذه المجلة وكذلك قدمت لنا صورا عن عشرات الشخصيات الادبية والفكرية المعاصرة وغير المعاصرة. وكان لها الفضل في استكتاب عدد كبير من الكتاب السعوديين الذين اثروا الساحة الادبية بمقالاتهم وقصائدهم وقصصهم وابحاثهم المتميزة. ايها السادة.. ان جهد خمسين عاما في عالم الصحافة والنشر ليس بالشيء اليسير بل ان نتاج ذلك يعتبر ثروة يجب المحافظة عليها والاعتزاز بها ووضعها في مكان امن من سويداء القلب والعقل معا لتظل نبراسا يهتدي به الباحثون عن الفكر الرفيع والادب الفريد الجديد الذي استقى مادته من ينابيع اللغة الاصيلة الممثلة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والتراث العربي الخالد الذي ظل محتفظا باصالته وعذوبته وقوته في معناه ومبناه حيث انطلقت القافلة لتتخذ لها مكانا رحبا في مسيرة الفكر وكل ما اتمناه ان يتمسك القائمون على هذا المشروع الثقافي العظيم بالمحافظة عليه وبذل المزيد من الجهد لدوام عطائه واستمراره بالصورة التي عايشناه بها طيلة الفترة التي نحتفل اليوم بمرورها بل وان يبذلوا قصارى جهدهم لتطوير هذا المشروع حتى لا يتراجع عن مستواه المتميز فلهم ولكم مني التحية وفائق التقدير. مسيرة القافلة وبعد الكلمات قدم فؤاد فهد الذرمان عرضا لمسيرة (القافلة) التاريخية وخطواتها المستقبلية تعليقا على شرائح ضوئية في مسرح القاعة وبعد العرض القى الشاعر البحريني المعروف عبدالرحمن رفيع مقاطع شعرية متعددة اختتمها بابيات تهنئة للمجلة. وبعد الشعر عرضت الشركة فيلما وثائقيا ثلاثي الابعاد واستعرض الفيلم الطاقة الطبيعية في باطن الارض ودور شركة ارامكو السعودية التاريخي في انتاج الطاقة وتسويقها واصرارها على الحفاظ على دورها العالمي امام تحديات المستقبل. وعلى اثر عرض الفيلم دعي الجميع الى مأدبة العشاء التي اقامتها الشركة على شرف الحضور. تكريم الغامدي تكريم عبدالله الخالد