فيما تتوقع استطلاعات الرأي فوزاً مؤكداً لحزب "ليكود" وزعيمه ارييل شارون في الانتخابات الاسرائيلية التي تنظم اليوم، وصل حوار القاهرة بين الفصائل الفلسطينية ال12 إلى طريق مسدود بعد خلاف على عدد من القضايا التي يراد تضمينها في البيان الختامي، في حين تبذل مساعي اللحظة الأخيرة لاقناع "حركة المقاومة الاسلامية" حماس وحركة "الجهاد الاسلامي" بالموافقة على "صيغة توافقية" في ما يتعلق بنقاط الخلاف. وفي هذا السبيل، التقى ممثلو الفصائل مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان مساء أمس. وفي وقت متقدم من ليل امس، ذكرت مصادر فلسطينية ان رؤساء الوفود توصلوا بعد اجتماع مع عمر سليمان الى "صيغة ترضي كل الاطراف" ستعلن اليوم بعد جلسة ختامية. راجع ص 4 و 5 وعلمت "الحياة" ان نقاط الخلاف تتناول رفض حركتي "حماس" و"الجهاد" تضمين البيان الختامي عبارة تؤكد ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، على أساس ان الحركتين لا تشاركان في المنظمة. كما يتعلق الخلاف برفض الحركتين وضع "وديعة" لدى مصر تتعلق بتجميد العمل العسكري لمدة عام، لكن قد توافق الحركتان على استثناء المدنيين الفلسطينيين والاسرائيليين في مناطق ال1948. كما ان ثمة خلافات في شأن تضمين البيان عبارة تتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، وتقترح "حماس" و"الجهاد" صيغة بديلة مبهمة تتضمن اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس "في الأراضي الفلسطينية المحتلة". وهناك أيضاً خلاف يتعلق بعودة اللاجئين الفلسطينيين وفق قرارات الشرعية الدولية ومنها القرار 194، إذ تقترح الحركتان صيغة بديلة تطالب بعودة اللاجئين الى ديارهم التي هجروا منها. في غضون ذلك، يتوجه الناخبون الاسرائيليون اليوم الى صناديق الاقتراع لاختيار الكنيست الجديدة. ولا يتوقع ان تحمل الانتخابات أي مفاجآت، فاستطلاعات الرأي ما زالت تؤكد فوز اليمين المتطرف وتتوقع انتصاراً كاسحاً لشارون وحزبه، في ظل غياب الحماسة لدى جمهور الناخبين وقناعتهم بأن هذه الانتخابات لن تأتي بأي جديد أو بأي حلول لمشاكل اسرائيل، خصوصاً بعد فشل الحكومة الاسرائيلية الحالية في جلب الأمن والسلام ووقف التدهور الاقتصادي ومظاهر الفساد. وحسب الاستطلاعات، سيفوز "ليكود" ب33 مقعداً في الكنيست الجديدة في مقابل 19 مقعداً في الكنيست الحالية، وان يحصل حزب "العمل" على 18 أو 19 مقعداً في مقابل 25 حالياً، وان يشغل حزب "شينوي" المركز الثالث بحصوله على 16 مقعداً مقابل ستة حالياً. وكشفت مصادر صحافية أمس ان شارون بدأ بإعداد "خطاب الانتصار" الذي يتردد انه سيضمنه دعوة الى زعيم حزب "العمل" عمرام متسناع الانضمام الى حكومة "وحدة وطنية"، وقبوله المبدئي برؤية الرئيس جورج بوش لحل النزاع في الشرق الاوسط مرفقة بشروطه التعجيزية. وينشغل شارون حالياً بطبيعة تحالفاته بعد الانتخابات، فهو يرفض الارتهان الى اليمين، وفي الوقت نفسه يريد تشكيل حكومة "وحدة وطنية" مع حزب "العمل" الذي يرفض ذلك. وهذا ما حدا بأركان الحزب الى حض الناخبين على التصويت ل"ليكود" حتى يتمكن من تشكيل حكومة قوية تكون قادرة على مواجهة ابتزازات الأحزاب الأخرى.