سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باول : 12 دولة تقف معنا في الحرب . الأمير عبد الله يستقبل فرانكس ومبارك في الامارات والأردن ينفي صفقة مع أميركا واشنطن تتحفظ عن اجتماع "الفرصة الأخيرة" وغل يلوح بقوات لحماية التركمان
تعهد الرئيس جورج بوش في كلمته الاذاعية الاسبوعية أمس حماية الولاياتالمتحدة من "الجماعات الارهابية والأنظمة غير الشرعية"، مثل تنظيم "القاعدة" والعراق. في الوقت ذاته وجه وزير الخارجية الاميركي كولن باول من دافوس انذاراً جديداً الى بغداد، مشدداً على أن القرار 1441 القى عليها عبء نزع أسلحة الدمار الشامل وليس على المفتشين، و"لا يمكن المجتمع الدولي أن يتراجع الآن لأن الأمر أصبح صعباً". واستدرك: "على العراق ان ينصاع وإلا سيُجبر على الانصياع بالقوة العسكرية". وكان أعلن أن "12 دولة على الأقل" ستقف الى جانب الولاياتالمتحدة في حال شن هجوم على العراق، حتى من دون قرار جديد من مجلس الأمن راجع ص2 و3 و4. واقترحت سويسرا "اجتماع الفرصة الأخيرة" بين الجانبين الأميركي والعراقي لتسوية الأزمة، ما أعاد الى الأذهان لقاء نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز في جنيف عشية حرب الخليج الثانية، وزير الخارجية الأميركي آنذاك جيمس بيكر الذي أبلغه "الانذار الأخير". لكن باول قلل من احتمالات استجابة الاقتراح السويسري. وللمرة الأولى، أكدت تركيا بوضوح على لسان رئيس الوزراء عبدالله غل، الذي استضاف في اسطنبول قبل يومين المؤتمر الوزاري الاقليمي السداسي، أن انقرة "ستنظر بالطبع" في احتمال ارسال قوات الى شمال العراق، اذا اندلعت حرب، مشدداً على أن بين الأهداف "حماية التركمان العراقيين من مجازر" محتملة. وتحدث عن حق لهم في حصة من نفط كركوك، فيما استبعد الأردن أي دور له في الحرب، وأعلن ان هدف صواريخ "باتريوت" التي طلبها من أميركا، حماية اجوائه من "أي تهديد ولو كان مصدره اسرائيل". أما دمشق فجددت رفضها الحرب، نافية وجود توتر في علاقاتها مع طهران. في الرياض استقبل ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز امس القائد العام للقيادة المركزية الأميركية الجنرال توني فرانكس. وحضر اللقاء مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، والمستشاران في ديوان ولي العهد، الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، والأمير بندر بن سلمان بن محمد آل سعود، ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول الركن صالح بن علي المحيا، والسفير الاميركي لدى المملكة روبرت غوردن. وكان فرانكس زار الكويت في اطار جولة على المنطقة شملت الأردن ايضاً. وعلى هامش المنتدى الاقتصادي في دافوس اجرى باول "مناقشة مستفيضة" مع رئيس وزراء تركيا ورجب طيب أردوغان زعيم حزب "العدالة والتنمية" في شأن استخدام قواعد تركية في هجوم محتمل على العراق، وقال: "لم نناقش مواعيد محددة"، لكنه أوضح ان لدى الجانب التركي "تفهماً جيداً لأهمية عنصر الوقت". وقلل باول من احتمال تنظيم "اجتماع الفرصة الأخيرة" بين الأميركيين والعراقيين في جنيف، موضحاً ان سويسرا لم تقدم اقتراحها في طلب رسمي لاستضافة المحادثات. وفي الكويت، فرض الجيش الاميركي امس تعتيماً على مناورات بالذخيرة الحية بدأت في الصحراء على بعد نحو خمسة كيلومترات من الحدود مع العراق. ويتوقع ان تصل هذه المناورات التي تشارك فيها وحدات مشاة و200 دبابة، في عملية شبيهة ب"عاصفة الصحراء"، الى ذروتها مساء اليوم. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين عسكريين ان البنتاغون لن يتمكن من حشد القوة المطلوبة للغزو قبل أواخر شباط فبراير أو أوائل آذار مارس. ورأس الرئيس صدام حسين امس اجتماعاً لكبار اعضاء القيادة العراقية، فيما أعلن رئيس البرلمان العراقي سعدون حمادي ان "العراق سيدافع عن نفسه". واكدت مصادر بريطانية ل"الحياة" ان الفترة التي تنتظر فيها لندنوواشنطن لاعطاء مزيد من الوقت لمجلس الأمن هي نهاية شباط في أقصى الحالات. وزادت ان الشهر الاضافي لا يؤثر في الخطط العسكرية. وقال مسؤول بريطاني ان "بقية اعضاء المجلس تدرك ان الأمور لا تسير على ما يرام. لكننا نعترف بالحاجة الى مزيد من الوقت كي يستكمل المفتشون مهمتهم". في دافوس أعلن رئيس الوزراء التركي ان انقرة "ستنظر بالطبع" في دخول شمال العراق في حال اندلعت حرب، واشار الى ان بين أهداف هذا التحرك "حماية التركمان العراقيين من مجازر" محتملة. وكرر في مؤتمر صحافي ان بلاده تريد العراق "موحداً غير مقسم"، وسألته "الحياة" عن الاتهامات الموجهة الى تركيا وطمعها بحقول النفط في كركوك، وهل ترغب حكومته في اعطاء تعهد علني بعدم الطمع بهذه الحقول فأجاب: "سلامة أراضي العراق مهمة لنا، لكن موارده تخص كل العراق وليس جزءاً منه، وهي ليست فقط للعرب بل للاكراد والتركمان ايضاً، وهؤلاء جزء اساسي منه". واستدرك غل: "تركيا لا تريد الحصول على أي أرض من جيرانها. نحن مهتمون بكركوك والنفط، ولكن كيف؟ وبأي طريقة؟... اذا كان هناك استقرار في المنطقة والحدود مضمونة وساد السلام، التعاون الاقتصادي سيزيد وكذلك التجارة والاستثمارات المشتركة، وستكون هناك فرصة للحصول على حصة" من نفط كركوك. وختم قائلاً: "نريد وضعاً سلمياً وحلاً سلمياً ولا نريد ان نذهب لنتمركز في أراضي الغير". وعلى صعيد التحركات العربية لمناقشة سبل تفادي الحرب، زار الرئيس المصري حسني مبارك أمس الامارات حيث أجرى محادثات مع رئيس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وشددا على مواصلة السعي الى حل سلمي للأزمة العراقية في اطار الشرعية الدولية. وطالبا بغداد بتنفيذ قرارات مجلس الأمن "لتجنيب الشعب العراقي العواقب الوخيمة" التي ستترتب على أي مواجهة عسكرية. في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب أمس ان الأردن "لن يشارك في أي عمل عسكري ضد العراق، ولن يكون مقراً أو ممراً له"، فيما صرح وزير الإعلام الأردني محمد العدوان الى "الحياة" بأن بطاريات صواريخ "باتريوت" التي طلبتها عمان من واشنطن "ستصل خلال شهر، وهدفها حماية الأردن من أي تهديد، ولو كان مصدره اسرائيل". وشدد على عدم وجود "صفقة سياسية" وراء هذا التوجه. وفي دمشق، اعتبرت مديرة إدارة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية السورية الدكتورة بثينة شعبان ان العراق "يتعاون مع المفتشين الى الحد الأقصى"، مشددة على أن سورية "ستبقى ضد أي حرب" تستهدفه. وقالت ان اجتماع وزراء خارجية السعودية وسورية ومصر والأردن وايران وتركيا "بديل من القمة" الاقليمية ولكن "إذا دعت الحاجة ستعقد". ونفت وجود توتر في العلاقات بين دمشقوطهران.