سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التأييد للحرب يتراجع الى أدنى مستوياته ... ولندن تعتبر العمل الإرهابي ضدها "محتوماً". بلير : صدام يضعف أمام الحشد العسكري لكنه يحاول إعادة بناء برنامجه النووي
صعّد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير حملته على الرئيس العراقي صدام حسين، قائلاً ان حكمه يهتز ويضعف في ظل استمرار تدفق الحشود العسكرية الأميركية والبريطانية الى منطقة الخليج. وفيما أظهر استطلاع للرأي البريطاني ارتفاع المعارضة لعمل عسكري ضد صدام حسين إلى 47 في المئة من 37 في المئة منذ ثلاثة شهور، حذر بلير من ان تعرض بريطانيا لمحاولة اعتداء ارهابي تنفذه مجموعة مثل "القاعدة" أمر "محتوم". قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير انه مقتنع ان في امكانه كسب تأييد الرأي العام لعمل عسكري ضد العراق اذا تطلب الأمر ذلك، على رغم استطلاع رأي اظهر ان التأييد له تراجع الى أدنى مستوياته. إذ أظهر الاستطلاع الذي نشرته أمس صحيفة "ذي غادريان"، بعد ساعات فقط من اعلان الحكومة ارسالها ربع جيشها النظامي الى الخليج للانضمام للقوات الاميركية هناك، ان ما يقرب من نصف البريطانيين يعارض الآن شن حرب ضد العراق. وأبلغ بلير برلمانيين بارزين في "لجنة تنسيق" في مجلس العموم تستجوبه مرتين في السنة: "لم ندخل الحرب بعد. أي اننا لم نصل الى الظروف التي يمكنني ان اقول فيها للشعب البريطاني اننا في صراع مع العراق". وأضاف: "وعندما يأتي هذا الوقت، اذا جاء، سيدرك الناس ان الاسباب مقبولة ومرضية لان ليس هناك سبيل آخر متاح امامنا". وتزعم بريطانيا، اكبر حليف للولايات المتحدة، ان الرئيس صدام حسين يُخفي اسلحة دمار شامل. لكن بلير يواجه انزعاجاً من الرأي العام وخلافات متنامية داخل حزب العمال الذي يتزعمه. وأوضح الاستطلاع الذي نشرته "ذي غارديان" ان معارضة عمل عسكري ضد صدام حسين ارتفعت إلى 47 في المئة من 37 في المئة منذ ثلاثة أشهر. كما أظهر الاستطلاع الذي اجري بالهاتف وشمل 1002 شخص ان تأييد القيام بغزو انخفض خلال الفترة نفسها الى 30 في المئة من 42 في المئة. وقال بلير ان نظام الرئيس صدام "يضعف نتيجة الحشد العسكري". وأضاف في جلسة الاستجواب التي دامت ساعتين ونصف ساعة: "انهم نظام صدام مذعورون. يضعفون. نحصل على كمية كبيرة من المعلومات الاستخباراتية من هناك عما يحصل في العراق، ولهذا السبب يجب ان نواصل الضغط حتى آخر الطريق". وسُئل بلير أمام اللجنة عن رأيه في الاستطلاع الذي نشرته "ذي غارديان"، فأجاب بأنه يتفهم عدم ارتياح الرأي العام ازاء هجوم محتمل على صدام اذا ما خالف قرار الاممالمتحدة في شأن نزع السلاح. وعلى رغم انه أقر بأن ليس لديه دليل يربط مباشرة العراق بتنظيم "القاعدة" او بالاعتقالات التي جرت في بريطانيا أخيراً في قضية الارهاب، الا انه اعرب عن اعتقاده بأن العراق يحاول اعادة بناء قدراته النووية. واضاف: "نحن متأكدون من وجود أسلحة كيماوية وبيولوجية. ونعتقد أنهم يحاولون اعادة بناء برنامجهم النووي... أما الشوط الذي قطعوه حتى الآن فأمر لسنا على يقين منه". وقال بلير انه يتوقع ان تأذن الاممالمتحدة بالعمل العسكري اذا ثبت ان صدام كذب في شأن اسلحة الدمار الشامل، لكنه يحتفظ بحق توجيهه ضربة مع الولاياتالمتحدة اذا استخدم احد اعضاء مجلس الامن حق الفيتو النقض على قرار ثان يصرح بالهجوم. وقال: "يجب ان نعطي اشارة لصدام بأن هناك مخرجاً من هذا الوضع. وليس هناك مخرج... سوى نزع اسلحة الدمار الشامل". واعلنت بريطانيا الاثنين انها ارسلت قوة اضافية من 26 الف فرد إلى الخليج لتنضم إلى 4 آلاف من افراد مشاة البحرية. وابحرت حاملة الطائرات "آرك رويال" بالفعل على رأس اسطول من 16 سفينة. الهجوم الارهابي "أمر محتوم" وعن موضوع الارهاب، قال بلير للجنة مجلس العموم ان تعرض بريطانيا لمحاولة اعتداء ارهابي تنفذه مجموعة مثل "القاعدة" أمر "محتوم". وأضاف: "اعتقد انه محتوم ان تحاول الجماعات الارهابية بطريقة او اخرى" مهاجمة بريطانيا و"اعتقد ان الاعتقالات الاخيرة تدل على ان الشبكة الارهابية هنا موجودة كما هي الحال في بقية العالم". وأشاد بالدور الذي تلعبه اجهزة الامن والاستخبارات فى حماية بريطانيا، قائلاً انها تقف في "الخط الاول" لردع اي هجمات ارهابية محتملة. وأضاف ان بلاده تنفق الملايين من الجنيهات من اجل اعداد نفسها ضد اي هجمات محتملة من خلال شراء اللقاحات والالبسة الواقية واتخاذ الاجراءات الضرورية لحماية البلاد. سترو وفي وقت لاحق تحدث وزير الخارجية جاك سترو أمام النواب في مجلس العموم متهماً العراق ب"إغفالات واضحة" في تقريره عن اسلحة الدمار التي يملكها والتي قدمها الى لجنة التفتيش الدولية. وقال: "خالف العراق لفترة طويلة واجباته الشرعية الدولية للتخلي عن اسلحته وكان يضحك في وجه الأممالمتحدة". ومن المقرر ان تكون جمعيات معارضة للحرب على العراق نفّذت ليل أمس اعتصاماً بالشموع أمام مجلس العموم للضغط على النواب لمعارضة أي ضربة عسكرية لبغداد.