أعربت الولاياتالمتحدة عن الأمل في التوصل الى حل ديبلوماسي للأزمة الناشبة مع كوريا الشمالية، وحضت سيولواشنطن على بدء محادثات مع بيونغيانغ. وفيما أكدت موسكو الحاجة الى "ديبلوماسية هادئة" للتقريب بين الطرفين، ذكرت تقارير صحافية ان القوات الأميركية والكورية الجنوبية تدرس خطط حرب محتملة. وقال مسؤول اميركي بارز انه يرى أملاً بحل ديبلوماسي للأزمة الناتجة من الطموحات النووية لكوريا الشمالية معززاً بذلك دلائل على ان واشنطن تريد نهاية للمواجهة التي تشتت تركيزها في حملتها لنزع سلاح العراق. وسئل جيمس مورياريتي المسؤول عن شؤون آسيا في مجلس الامن القومي الاميركي ما اذا كان متفائلاً في شأن تسوية الأزمة فقال: "نعم. نأمل بالوصول الى حل ديبلوماسي وسلمي". وأضاف عقب محادثات مع مسؤولين في وزارة الخارجية اليابانية ان آراء طوكيووواشنطن متطابقة. وجاءت تعليقات مورياريتي مماثلة لتعليقات صدرت عن مسؤولين اميركيين آخرين قالوا مراراً انهم يريدون تسوية سلمية للمواجهة. اذ أعلن نائب وزير الخارجية الاميركي ريتشارد ارميتاج أول من امس ان واشنطن مستعدة لبذل "كل جهد ممكن" للخروج من الطريق المسدود سلماً. ومن جهته، قال ناطق باسم الخارجية اليابانية انه اذا احيل موضوع البرنامج النووي لكوريا الشمالية الى مجلس الامن الدولي فان اليابان ترغب في ان تشارك طوكيووسيول في المحادثات مع الدول الخمس الدائمين في المجلس. وفي وقت سابق أمس حض الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب روه مو هيون الولاياتالمتحدة على بدء محادثات مع كوريا الشمالية لمحاولة تسوية الازمة في شبه الجزيرة الكورية المقسمة. وقال في كلمة امام حشد من رجال الاعمال الاميركيين والاوروبيين نقلتها شبكة "سي ان ان" الاخبارية ان "هناك حاجة الى حوار بين بيونغيانغ وواشنطن". وأعرب هيون عن القلق من تكهنات صحافية تتوقع هجوماً اميركياً على كوريا الشمالية الشيوعية، وقال ان "لا حاجة الى المبالغة في القلق" في شأن المسألة النووية. واعتبر ان التحالف مع الولاياتالمتحدة اساسي وان التظاهرات المناهضة لواشنطن في كوريا الجنوبية أخيراً تمثل دعوة الى علاقة اكثر نضجاً. في غضون ذلك تواصلت المساعي الديبلوماسية المكثفة لاحتواء الأزمة، فوصل نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر لوسيوكوف الى بكين في طريقه الى كوريا الشمالية التي يصل اليها اليوم، وأكد ان هناك حاجة "الى ديبلوماسية هادئة" للتقريب بين بيونغيانغ وواشنطن. وقال لوسيوكوف في مطار بكين "انا مقتنع بأن من الممكن تسوية الازمة سلماً. لكن لتحقيق ذلك علينا ان نعمل بجدية". وأضاف: "نحتاج الى بعض الوقت للقيام بعملنا... الديبلوماسية الهادئة. يجب ان نضمن ألا تصدر اي اعلانات حادة قد تسبب العداء. يتعين منح الديبلوماسة فرصة للبحث عن حل". وشدد على "ان هذه الازمة يجب حلها على مستوى الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية. لكن هناك دولاً كثيرة لها مصلحة جادة في التسوية ... لذلك من الضروري استخدام القوى من جميع الاطراف للمساعدة على تشجيع حوار". وكان المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أعرب الأربعاء الماضي عن تفاؤله بأن مهمة المبعوث الروسي ستبدأ في تسيير الامور في مجراها لايجاد حل. من جهتها، أعلنت الخارجية الصينية عقب اجتماع لوسيوكوف مع نظيره الصيني يانغ وينتشانغ ان الجانبين اتفقا على ان هناك حاجة لمواصلة العمل نحو حل ديبلوماسي. وتتعرض موسكووبكين لضغوط من كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة لاستخدام علاقاتهما الفريدة مع كوريا الشمالية للمساعدة في الوساطة من اجل التوصل الى حل. وقال لوسيوكوف انه سيتوجه الى كوريا الشمالية للحصول على مزيد من المعلومات في شأن الأساليب التي يمكن ان تنجح. وأضاف: "بعد ذلك يمكننا ان نحاول التوصل الى تفاهم". لكنه لم يخض في تفاصيل. من جهة أخرى، افادت صحيفة "جونغانغ" الكورية الجنوبية أمس ان الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية تضعان خطة حرب جديدة في شبه الجزيرة الكورية. لكن وزارة الدفاع الكورية الجنوبية نفت هذه المعلومات وأعلنت ان القيادة المشتركة الاميركية - الكورية الجنوبية تقوم بدرس روتيني لمخططات الدفاع القائمة. ونقلت الصحيفة عن مصادر حكومية ان القوات المشتركة تعيد النظر في خطط الدفاع العسكرية، خصوصاً في محيط سيول الواقعة على بعد 50 كلم جنوب المنطقة المنزوعة السلاح. واضافت ان الجنرال لي نام شين رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الكورية الجنوبية والجنرال ليون لابورت قائد القوات الاميركية في كوريا الجنوبية قررا وضع خطة جديدة حتى نهاية تموز يوليو المقبل. وأوضحت ان الخطة الجديدة تنص على نشر اكبر لقاذفات الصواريخ وصواريخ جو - ارض وانظمة رادار إضافة الى اسلحة اخرى.