في معرض الدلالة الى عمق الأزمة المهنية في حياة الممثلين اللبنانيين، يتندّر الممثل الكوميدي العريق صلاح تيزاني المعروف بشخصيته الشعبية "أبو سليم الطبل"، والذي يحترف الكتابة والتمثيل منذ ما يقارب الخمسين عاماً بمعادلة غريبة هي نتاج تدقيق في ساعات العمل قياساً الى ساعات الراحة المفقودة في هذه المهنة الفنية التي لم تستطع كل النقابات الفنية اللبنانية أن تؤمن لأصحابها ولأهلها أبسط شروط الضمانات الاجتماعية أو الصحية المقدمة للمهنيين في جميع المهن في لبنان... يقول أبو سليم: "إذا اعتبرنا ان كل حلقة تلفزيونية من الحلقات التي كتبتها في حياتي المهنية الطويلة استغرقت يومين لا أكثر فمعنى ذلك أنني أمضيت أربعة آلاف من يوم من حياتي في الكتابة. تضاف اليها أربعة آلاف يوم في تمثيل تلك الحلقات فيصبح المجموع ثمانية آلاف يوم. وإذا قسمنا الثمانية آلاف يوم على عدد سنوات حياتي الفنية فنكون أمام خمسة عشر عاماً كاملة بالأيام والأشهر والدقائق والتفاصيل أمضيتها في العمل بلا توقف بين الكتابة والتمثيل.".. ويختتم : "أيعقل أن يمضي فنان ما يقارب الخمسين عاماً من حياته كلها في خدمة الفن، منها خمسة عشر عاماً في الأستوديو "تحت النار"، ولا يجد في النهاية من يقول له أننا نكافئك ب"القانون المهني" ليس لي فحسب، فأنا واحد من كثر، بل لأجيال كاملة اجتهدت في الماضي وتابعت في الحاضر وأجيال جديدة تدخل المعترك ولا تملك أي أمل في مستقبل محمي انسانياً ومهنياً؟! ويذكر ان "نقابة ممثلي الإذاعة والتلفزيون والمسرح" تقدمت بمشروع لانجاز "القانون المهني" الذي ينظم المهن الفنية الى الحكومة اللبنانية، وما زال موضع أخذ وردّ بين النقابات الفنية نفسها المختلفة على مضمونه!