دشنت واشنطن أمس مرحلة جديدة من التحضيرات العسكرية للحرب المحتملة على العراق. إذ عرضت على حلف الأطلسي اقتراحاتها الرسمية لدوره، فيما اعتبر البيت الأبيض أن "العالم سيكون أفضل حالاً إذا رحل الرئيس صدام حسين وحوكم". وفي حين حذر الرئيس حسني مبارك بغداد ضمناً من عواقب الانفعال في التعاطي مع الأزمة، ومن "خطأ حساب قاتل"، أعلن وزير الخارجية المصري أحمد ماهر أن زيارة موفد صدام للقاهرة مؤجلة. وللمرة الأولى تطرق رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إلى احتمالات مواجهة "فيتو" في مجلس الأمن في حال طرح للتصويت أي قرار يخول بعمل عسكري ضد العراق، فلوّح بالاستعداد لضرب هذا البلد من دون حاجة إلى قرار دولي جديد "إذا تحدى صدام المفتشين" الذين تفقدوا أمس للمرة الأولى القصر الجمهوري في بغداد وحالوا دون دخول رئيس المجلس الوطني البرلمان سعدون حمادي. ووصفت الخارجية العراقية تفتيش القصر بأنه "استفزازي" راجع ص2 و3. وفي الوقت الذي ناقش نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام في موسكو مع الرئيس فلاديمير بوتين ملف الأزمة العراقية، وتوافقا على التنسيق في مجلس الأمن، كان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي مجتمعاً مع وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف لطلب التدخل لاقناع بغداد بالكف عن "التعاون السلبي" مع المفتشين. في واشنطن، أعلن الناطق باسم البيت الأبيض آري فلايشر أمس أن العالم سيكون أفضل حالاً إذا رحل صدام عن العراق وحوكم. ورداً على سؤال عن الطريقة التي يمكن أن يحاكم بها الرئيس العراقي، قال الناطق: "فلنتركه يبدأ بالرحيل". وعرضت واشنطن أمس على حلف الأطلسي ستة اقتراحات لدعم يقدمه الحلف اذا نشبب حرب على العراق. وقدمت الاقتراحات خلال زيارة مساعد وزير الدفاع الأميركي بول ولفوفيتز لمقر الحلف مطلع كانون الأول ديسمبر، وضمت الخيارات استخدام وسائل مشتركة في حوزة الحلف مثل طائرات "اواكس" وتقديم دعم لوجستي للدول التي تقرر في شكل فردي ارسال قوات إلى العراق، وتقديم مساعدة لتركيا في حال تعرضها لهجوم عراقي، والقيام بمهمة لحفظ السلام بعد الحرب. وبدأ قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال تومي فرانكس في تامبا بولاية فلوريدا أمس اجتماعات مع القيادة تركز على خطط الحملة على العراق، إضافة إلى أفغانستان. ونقلت وكالة "اسوشيتدبرس" عن مسؤولين في البنتاغون ان منفيين عراقيين يريدون مساعدة الجيش الأميركي في حملته، سيلتحقون بمراكز تدريب هذا الأسبوع. وقال مسؤولون ان مجموعة أولى من أعضاء في المعارضة العراقية تطوعوا للخدمة مع القوات الأميركية أبلغها البنتاغون التجمع في مراكز تعبئة خلال الأيام القليلة المقبلة. وبعد اجتماع وصِف بأنه "عاصف" مع النواب البريطانيين الأعضاء في حزب العمال، قال بلير إن مجلس الأمن سيصادق على قرار ثانٍ يسمح بشن حرب على العراق، إذا تحدى صدام المفتشين. لكنه استدرك أن لندن تعطي نفسها حق تجاوزه في حال استخدم "الفيتو في شكل غير عقلاني" في المجلس. وشدد على عدم وجود علاقة بين الأزمة و"النفط العراقي أو غيره من النظريات التي تتحدث عن مؤامرة". وجاء كلام بلير فيما كان 750 جندياً من نخبة البحرية الملكية البريطانية يستعدون لمغادرة البلاد في طريقهم إلى المنطقة. تفتيش القصر ونقل التلفزيون العراقي عن الرئيس صدام حسين قوله خلال استقباله وفدا من رؤساء العشائر الاردنية يزور بغداد حالياً: "نحن لا نريد القتال اختياراً ولكن عندما يفرض علينا نقاتل". واضاف: "لو اراد الله لهذا الشعب ان يحقق كامل حقوقه من غير قتال فنحمد الله على ذلك ولو اراد الله ان يحقق حقوقه بالقتال فنحمد الله على ذلك ايضاً". وفي بغداد، وصف ناطق باسم وزارة الخارجية دخول المفتشين القصر الجمهوري بأنه "خطوة استفزازية واضحة للتحرش بمواقع مهمة لها علاقة بالأمن الوطني، وليست لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد بما يسمى نزع السلاح أو البرامج السابقة أو الرقابة المستمرة". وذكر أن "مدير عمليات لجنة انموفيك بيركوس، الذي وصل من نيويورك الثلثاء أبلغ المدير العام لدائرة الرقابة الوطنية، انه لن يجري أي نشاط في اليوم التالي، وربما يلتحق بأحد فرق التفتيش، لكن الدائرة فوجئت بخروجه مع فريقه من الفندق، حيث أقلتهما خمس سيارات ضمن 17 مفتشاً ومن دون انذار، وانطلقت سيارات الدائرة للحاق بالفريق، ما أدى إلى ارباك واستياء شديدين ومخالفة أنظمة المرور وارباك حركة السير". وتابع ان الفريق سلك طريقاً أوصله إلى مناطق مختلفة من بغداد، ثم عاد إلى مبنى القصر الجمهوري. طائرات اسناد عمودية من طراز "سي كينغ" على متن الحاملة البريطانية "اوشن" قبيل ابحارها الى المتوسط. ا ف ب