وصف وزير الدفاع الاميركي وليم كوهين قرار العراق منع فرق التفتيش الدولي التابعة للجنة الخاصة اونسكوم من دخول مقرات حزب "البعث" بأنه تطور "خطير"، مؤكداً امكان استخدام الولاياتالمتحدة القوة ضد بغداد في اي وقت ومن دون انذار. واستدرك ان واشنطن تتريث بانتظار استكمال عمليات تفتيش. ونفت "اونسكوم" ان تكون حاولت مجدداً امس دخول مقر لقيادة الحزب. وأكدت مصادر ديبلوماسية لپ"الحياة" ان فرق "اونسكوم" فتشت مواقع عراقية "حساسة" بعضها قريب من القصر الجمهوري، فيما اعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان اوامر صدرت بارسال 7 طائرات من طراز "بي - 52" الى جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، لتنضم الى سبع طائرات اخرى من الطراز نفسه، وذلك بعد تحذير كوهين العراق. ويتوقع وصول حاملة طائرات الى الخليج. وقال كوهين امس ان الادارة الاميركية تعتزم "الانتظار" الى ان يكمل رئيس اللجنة الخاصة ريتشارد بتلر عمليات التفتيش، قبل الحكم على ما اذا كان الرئيس صدام حسين يتعاون ام لا مع الأممالمتحدة. وسئل هل العراق لا يزال عرضة للضربات الاميركية في اي وقت ومن دون انذار فأجاب: "الجواب هو نعم". وذكر مسؤول في مجلس الامن القومي الاميركي ان ما قاله كوهين هو تكرار "ان لدينا قوات في المنطقة للتحرك اذا كان ذلك ضرورياً". وتابع: "لا نزال نتوقع من العراق التعاون كلياً مع اونسكوم وتمكينها من القيام بعملها". وأوضح ان الادارة الاميركية تريد ان تعطي اونسكوم ورئيسها الوقت الكافي لاكمال سلسلة من عمليات التفتيش ولتقويم مدى تعاون العراق، مشيراً الى ان الادارة تتوقع ان يقدم بتلر تقريره الى مجلس الامن عندما ينتهي من تقويمه للتعاون العراقي. وفي باريس قالت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت امس بعد لقائها الرئيس جاك شيراك: "اتفقنا كلياً على ان من الأساسي لصدام حسين التعاون مع "اونسكوم"، والفرنسيون يدركون انه في حال عدم التعاون في سلسلة عمليات التفتيش فان موقفنا يقضي باستخدام القوة" ضد العراق. وتابعت: "اتفقنا على ذلك، وأعتقد ان ما حصل العام الماضي هو ان اعمال صدام عززت وحدة الحلفاء. ان مواقفنا متماثلة مع موقف الفرنسيين". وأعلنت الناطقة باسم الاليزيه كاترين كولونا ان شيراك ابلغ اولبرايت ان العراق سيتعرض الى ردود فعل قوية من الاسرة الدولية اذا افتعل ازمة جديدة. وأضافت كولونا ان الرئيس الفرنسي والوزيرة كانا على وفاق تام حيال هذه المسألة، مشيرة الى ان فرنسا متمسكة بقرارات مجلس الأمن و"لا يوجد ما يمكن التفاوض عليه" مع بغداد. وكانت اولبرايت اكدت في حديث الى قناة "يورو نيوز" ليل الأربعاء انه "لم يعد هناك مجال للقيام بأي جهود ديبلوماسية". وشددت على ان "استخدام القوة" ضد العراق ما زال وارداً. وأكدت باريس امس حق اللجنة الخاصة بدخول "كل المواقع التي تريد الدخول اليها" لكنها اشارت الى ان ممارسة هذا الحق يجب ان تتم وفق الترتيبات المحددة لتفتيش "المواقع الحساسة". وحذرت بريطانياالعراق من انها "لن تتردد ابداً" في استخدام القوة ضده اذا لزم الامر، وذكّر ناطق باسم الخارجية البريطانية بتأكيد رئيس الوزراء توني بلير انه "لن يكون هناك اي انذار" قبل توجيه ضربة الى العراق. وكان لطيف نصيف جاسم عضو القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم في العراق صرح بأن بغداد منعت خبراء اللجنة من تفتيش مقرات الحزب، وزاد ان "مقرات الحزب محظورة على التفتيش"، معتبراً أن محاولة الخبراء "عمل استفزازي إذ لا توجد داخل المقرات أي مواد يبحثون عنها من أسلحة الدمار الشامل". وأكد أنهم "منعوا من دخول مقر" للحزب. لكن نائب الرئيس التنفيذي ل "أونسكوم" تشارلز دولفر ذكر ان فرق "أونسكوم" قامت أمس ب "عمليات تفتيش" في بغداد، لم يكشف طبيعتها. ونفى أن تكون هذه الفرق حاولت العودة إلى مقر القيادة القومية لحزب البعث الذي مُنعت من دخوله الأربعاء. ونفى أيضاً ان "أونسكوم" حاولت دخول مواقع أخرى للحزب. وقال ل "الحياة" في نيويورك إن هذه المعلومات "خاطئة"، وانه منذ حادثة أول من أمس "لم نطلب زيارة ذلك الموقع أو أي موقع آخر لحزب البعث". وأكد الناطق باسم "أونسكوم" يوين بيوكانن ان فرق التفتيش "لم تواجه أي عملية منع" من السلطات العراقية أمس. وقال إن "تأخيراً" طرأ لدى محاولة دخول أحد المواقع و"تمت معالجته". وبعثت "أونسكوم" إلى مجلس الأمن بتقريرها الاسبوعي عن سير عمليات التفتيش، في حين أكد رئيس مجلس الأمن مندوب البحرين السفير جاسم بوعلاي "ان المجلس يتوقع التقرير الاستنتاجي الاسبوع المقبل ربما يوم الاثنين. وجاء في التقرير الاسبوعي ان الفرق المعنية بالاسلحة الكيماوية عثرت الاسبوع الماضي على معدات انتاج ذات "استخدام مزدوج" لم يعلن عنها سابقاً. وتضمن التقرير أيضاً رداً على اسئلة للسفير الروسي سيرغي لافروف، إشارة إلى قيام "اونسكوم" بعمليات تفتيش لمقار ومعسكرات "مجاهدين خلق" في العراق. وأكد التقرير حق "أونسكوم" في تفتيش أي موقع في العراق