نيويورك - "الحياة"، رويترز، ا ف ب - استقبل قادة القبارصة اليونانيين بانزعاج شديد طلب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان منهم التعامل مع نظرائهم القبارصة الاتراك على قدم المساواة. وزاد في انزعاجهم ان موقف انان بدا وكأنه يحظى بتأييد اميركي، انعكس في لقاء وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت مع وزيري الخارجية اليوناني جورج باباندريو والتركي اسماعيل جيم للطلب من بلديهما المساعدة في انجاح الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين طرفي النزاع القبرصيين. وكان انان التقى مساء اول من امس الرئيسين القبرصي اليوناني غلافكوس كليريديس والقبرصي التركي رؤوف دنكطاش كلاً على حدة، وقرأ امامهما اعلاناً صادراً عن الاممالمتحدة يدعوهما الى الاعتراف "بوضع متساو" سياسياً بينهما، مشدداً على ان ذلك يجب يؤخذ في الاعتبار خلال التسوية النهائية لمشكلة الجزيرة المقسمة. وشدد على وجوب اجراء محادثات مباشرة بين كليريديس ودنكطاش "يمثل فيها كل منهما نفسه ولا يمثل اي طرف آخر"، وذلك "كزعيمين متساويين سياسياً". واحدث ذلك انزعاجاً بالغاً لدى القادة القبارصة اليونانيين الذين يعتبرون انفسهم الممثلين الشرعيين الوحيدين للجزيرة المقسمة منذ 26 عاماً. وفي المقابل، رأى القبارصة الاتراك ان الخطوة الدولية تشكل "تقدماً ملموساً لكن غير كاف" في طريق التوصل الى تسوية للمشكلة القبرصية التي تراوح مكانها منذ اجتياح الجيش التركي شمال الجزيرة واعلان دولة مستقلة فيه لم تعترف بها سوى انقرة. وعكس تعليق القبارصة الاتراك رغبتهم في الاعتراف بدولتهم شمال الجزيرة، شرطاً لاعادة توحيد شطري قبرص. واثر لقائه انان، دعا الرئيس القبرصي اليوناني الى اجتماع مفتوح ل"المجلس الوطني" وهو يضم قادة الاحزاب السياسية الذين رافقوه الى نيويورك للتباحث في "التحول الجديد في الموقف الدولي". ولم يرشح شيء عن الاجتماع باستثناء البيان المتسم بالحذر الذي اصدره في وقت لاحق الناطق باسم الحكومة القبرصية اليونانية ميخاليس بابابيترو وعكس عدم رضا جانبه، رافضاً اعطاء مزيد من التفاصيل والاجابة عن اي اسئلة، "بناء على تعليمات من كليريديس". كما لم تتوافر تفاصيل على الفور عن الاجتماعين اللذين عقدهما مستشار انان للشؤون القبرصية الفارو دي سوتو مستشار مساء امس، مع كليريديس ودنكطاش، فيما افيد ان القبارصة اليونانيين بدأوا سلسلة اتصالات مع دول صديقة وقوى سياسية للاطلاع على ملابسات التحول الدولي. وكان انان اشار في بيانه ايضاً الى ان الطرفين يشاركان في المحادثات بشكل غير مباشر ومن دون تقارب منذ كانون الاول ديسمبر 1999، لتمهيد الطريق امام مفاوضات جادة تؤدي الى حل شامل. واضاف: "اعتقد ان الوقت حان للمضي قدماً"، مشيراً الى نفاد صبر المجتمع الدولي من الجمود الذي لا يزال يخيم على المفاوضات. وفي الوقت نفسه، دعت وزيرة الخارجية الاميركية اليونان وتركيا الى دعم الجولة الرابعة من مفاوضات السلام حول قبرص والى تحسين علاقاتهما الثنائية. وقال مسؤول اميركي طلب عدم نشر اسمه ان اولبرايت التي التقت وزيري خارجية البلدين جورج باباندريو واسماعيل جيم كلاً على حدة على هامش الدورة ال55 للجمعية العامة للامم المتحدة، أشارت الى ان اجوبتهما مشجعة. واضاف انها تحدثت معهما عن "الطريقة التي يمكن ان تساعد فيها الاسرة الدولية حول قبرص وكيف يمكن لليونان وتركيا ان يشجعا هذه المفاوضات التي بدأت الجولة الرابعة منها والتي قد تكون حاسمة".