اعتذرت الممثلة حنان ترك عن عدم القيام بالدور الذي أسنده لها يوسف شاهين في فيلمه الجديد "الغضب". والفيلم يتناول رؤية شاهين للوضع العالمي الذي نشأ بعد اعتداءات الحادي عشر من أيلول سبتمبر. ويبدو أن حنان رفضت الدور لأنه - بحسب رأيها - رومانسي ويتضمن قبلات بينها وبين وجه جديد يقدمه شاهين لأول مرة هو أحمد يحيى. وكان شاهين هو السبّاق إلى اعلان انسحاب حنان ترك من الفيلم في حوار صحافي، هاجم فيه حنان وقال ان عليها إما أن تعمل في الفن بكل متطلباته وتفاصيله واما لا تعمل... وأضاف: "لا بدّ من أن تكون مخلصة لخياراتها الشخصية والحياتية. أما أن تضع قدماً في الجنة وأخرى في النار فهذا مرفوض". كلام شاهين أثار العديد من ردود الفعل، واستغل عمرو أديب المناسبة في برنامجه على قناة "أوربت"، إذ سأل ضيوفه عن آرائهم في موضوع اعتذار حنان ورأي شاهين فيه. وكان رأي عمر عبدالعزيز ان من حق حنان ان ترفض فكرة التقبيل في الفيلم، لأن لديها ولدين الآن و"بكره لما يكبروا يمكن يسبّب هذا مشكلة لهما"! أما الممثل حسين الإمام، فرأى ان الزمن نفسه تغير وأصبحت القبل نادرة في الأفلام المصرية، من دون أن يعتبر التقبيل شيئاً سيئاً في السينما. أما حنان ترك فاتصلت بالبرنامج، وأوضحت أن شاهين أستاذها ووالدها والاختلاف في الرأي معه لا يفسد الود بينهما. واعتبرت انه بمجرد أن يتكلم مخرج كبير عنها فهذا شرف لها، وأضافت: "بعض الناس قالوا انه كان قاسياً معي، أما أنا فأرى في هذه القسوة حباً لي، وقلقاً على حضوري الفنّي". ويبدو ان الموضوع يتجاوز اعتذار حنان ترك الى حال أوسع وهي تغلغل فكرة الخطيئة والعيب في أحوال السينما المصرية الراهنة. وقد ترسّخ هذا الانطباع بعد موجة اعتزال عدد من الفنانات الشابات و"اعلان توبتهن"... وإذا بالنقد السينمائي يصبح أخلاقياً آكثر منه فنياً وثقافياً.