واصلت الولاياتالمتحدة حشد قواتها في الخليج أمس الاحد على رغم تحفظات الحلفاء، ووسط مؤشرات على انها تعتبر تقرير مفتشي الاممالمتحدة الذي يقدم الى مجلس الامن في 27 الشهر الجاري بداية لتحركها الاخير لنزع اسلحة العراق. قال مسؤولون عسكريون أميركيون ان الادارة الاميركية أمرت بنشر 27 الف جندى اخرين في الخليج في اطار حشد عسكري متسارع الخطى لاحتمال خوض حرب مع العراق. وكان هذا ثاني أمر بنشر قوات خلال 24 ساعة. وبذلك يصل اجمالي عدد القوات الاميركية التي تمت تعبئتها منذ الجمعة الماضي في الخليج الى نحو 62 الفا. وقال المسؤولون العسكريون ان هذا يعني ان الولاياتالمتحدة يمكن ان تصبح مؤهلة لشن هجوم على العراق بحلول منتصف الشهر المقبل الى اواخره بقوة تتألف مما يزيد عن 150 ألفا من الجنود. وكان تزايد الضغوط من الحلفاء على واشنطن لتسمح لمفتشي الاممالمتحدة باتمام عملهم في العراق اثار تكهنات في الايام الاخيرة بأنه ربما تم ابطاء الخطط الاميركية للحرب. غير ان بعض الخبراء قالوا ان القوات الجديدة التي تم نشرها تشير الى ان الولاياتالمتحدة بدأت العد التنازلي نحو القيام بعمل عسكري. وافاد تقرير في صحيفة "تايمز" ان أمر الانتشار الاخير وقعه وزير الدفاع دونالد رامسفيلد السبت ويتضمن آلافا من مشاة البحرية ولواء مشاة محمولا جوا وسربا من مقاتلات الشبح من طراز "اف - 117" للقوات الجوية وسربين من مقاتلات التشويش على الرادار من طراز "اف - 16سي جي". ووقع رامسفيلد الجمعة أوامر بنشر نحو 35 ألف جندي منها خطط لارسال 7000 من مشاة البحرية من كامب ليجين في ولاية نورث كاورلينا و7000 آخرين من كامب بندلتون في كاليفورنيا وكذلك قوات من اسلحة اخرى. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" أمس عن مسؤول اميركي كبير قوله ان واشنطن تعتقد ان تقرير الاممالمتحدة لن يقدم على الارجح مبررا حاسما لشن الحرب "الا انه تاريخ مهم يمثل بداية المرحلة النهائية" تجاه عمل حاسم. وفي محاولة اخرى للحصول على وثائق تدعم مبررات شن حرب قال مسؤولون اميركيون انهم يتوقعون ان يركز مفتشو الاسلحة بشكل متزايد على المواقع العراقية التي لم يجر تفتيشها من قبل. كما يضغطون على فريق التفتيش ليصر على ان يثبت العراق ما ورد في التقرير الذي قدمه في شأن قدراته. وقال المفتشون انهم لم يجدوا أي أدلة دامغة تفيد وجود برامج عراقية لانتاج اسلحة دمار شامل، الا ان التقرير الذي قدمه العراق للامم المتحدة لم يدعم مزاعمه في شأن تدمير اسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها. استراليا ترسل طائرتي استطلاع وفي سيدني، كتبت صحيفة "تلغراف" أمس، ان استراليا سترسل طائرتي استطلاع الى الخليج هذا الاسبوع. والطائرتان من طراز "بي 35 اوريون" وهما ضمن اول دفعة من القوات تنشرها استراليا في الخليج. ولم تعلن استراليا التزامها المشاركة في اي حرب تقودها الولاياتالمتحدة ضد العراق، لكنها اعلنت انها قد ترسل قوات للشرق الاوسط في الاسابيع المقبلة. وفيما استمر تنامي المعارضة السياسية والشعبية لمشاركة استراليا في الحرب ضد العراق قدمت مجموعة تضم سبعمئة طبيب وثيقة الى رئيس الوزراء الاسترالي أمس الاحد تحض الحكومة على عدم المشاركة بقوات، وان تعمل مع الاممالمتحدة للتفاوض في شأن حل سلمي. وقال جيليان ديكين من الجمعية الطبية الاسترالية لمنع الحرب للصحافيين: "توجد معارضة قوية للحرب بين جميع فئات المجتمع. نعرف ان الرسالة ستصل في نهاية الأمر، ونأمل ان يحدث ذلك قبل سقوط ضحايا".