أمر قاضي تحقيق ألماني أمس باعتقال اثنين من المواطنين اليمنيين احتجزتهما أجهزة مكافحة الارهاب أول من أمس في فندق في مدينة فرانكفورت بناء على طلب من الولاياتالمتحدة. ونقل "المرصد الإعلامي الإسلامي" في لندن عن "مصادر يمنية مطلعة" ان اليمنيين هما الشيخ محمد بن علي المؤيد خطيب وإمام جامع الاحسان جنوب امانة العاصمة صنعاء ومرافقه الشخصي محمد زايد. وأكد المرصد في بيان استلمت "الحياة" نسخة منه ان الشيخ المؤيد المريض بالربو والسكر سافر قبل اسبوع للعلاج وقضى خمسة ايام في فرانكفورت وانه أوقف في مطار فرانكفورت عندما كان يستعد للانتقال الى مدينة اخرى. وأضاف ان مصادر في السفارة الاميركية في صنعاء أكدت ما أعلنه مصدر مسؤول في الخارجية اليمنية ان السفارة تقدمت إلى الجهات الامنية اليمنية بالسماح للولايات المتحدة بتسلم المواطنين اليمنيين. وأفاد أن الشيخ المؤيد "من المعروفين بتقديم خدمات اجتماعية واسعة لاهالي حي القادسية المجاور لدار الرئاسة من خلال مركز الاحسان الملحق بالمسجد والذي يتكون من فرن ومتجر وعيادة تقدم جميعها الخدمات المجانية لأكثر من ثمانية آلاف مواطن. وكان مرشحاً للانتخابات النيابية عام 1997". ووصفه بأنه "من الخطباء المعتدلين ومن قيادات العمل الاسلامي في اليمن منذ تأسيس مكتب التوجيه والارشاد في عهد الرئيس ابراهيم الحمدي، وهو حالياً عضو في مجلس شورى التجمع اليمني للاصلاح اكبر احزاب المعارضة اليمنية وصاحب ثاني اكبر كتلة برلمانية في مجلس النواب". ونقل عن مصدر في "التجمع اليمني للاصلاح" أن قيادة التجمع "تتابع القضية وكلفت محامياً في المانيا لمتابعة الموضوع". وأبلغت مصادر "الحياة" ان المؤيد عمل في السابق موظفاً في وزارة الأوقاف اليمنية. وأفاد مسؤولون في أجهزة مكافحة الارهاب اليمنية ان الرجلين لهما علاقات بتنظيم "القاعدة". لكنهما غير مرتبطين بهجمات 11 ايلول سبتمبر على الولاياتالمتحدة. وقالت مصادر قضائية ان الرجلين عرضا أمس على القاضي الذي قرر ابقاءهما قيد الاعتقال. واضافت ان محكمة جزائية في فرانكفورت ستنظر في صحة امر الاعتقال وستبت في طلبات التسليم المحتملة في الاسابيع المقبلة. وكان مسؤولون اميركيون قالوا ان الشيخ المؤيد شخصية مهمة في مجال جمع الاموال لحساب تنظيم "القاعدة"، وليس مسؤولاً مالياً عند زعيم القاعدة اسامة بن لادن. وقال أحمد المؤيد نجل الشيخ محمد المؤيد في صنعاء ان والده توجه الى فرانكفورت لتلقي العلاج. وأكد انه لا ينتمي الى اي تنظيم ارهابي وانه صدم لما علم بأمر اعتقاله من التلفزيون. ونسبت مجلة "فوكوس" الاسبوعية الالمانية في تقرير سيصدر في عددها غداً الى مصادر حكومية اميركية القول بأن للمشتبه فيه علاقات بحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية حماس. وامتنع المسؤولون في الحكومة الالمانية عن التعليق على ذلك. وأكد مسؤولون في صنعاء ان الرجلين عضوان في "التجمع اليمني للاصلاح". وندد اعضاء في التجمع باعتقال الرجلين ونفوا ان تكون لهما صلة بتنظيم "القاعدة". وقال ناطق باسم الحزب طلب عدم الافصاح عن اسمه: "نحن نتابع هذه القضية مع السفارتين الاميركية والالمانية وايضاً مع السلطات اليمنية". واشار ناطق باسم السفارة الاميركية في برلين الى ان جون اشكروفت وزير العدل الاميركي توجه بالشكر الى السلطات الالمانية لاعتقالها المشتبه فيهما. وقال ناطق باسم وزارة العدل الالمانية ان برلين تتوقع تلقي طلب تسلم الشخصين من الولاياتالمتحدة. كما أعلن مسؤولون يمنيون انهم تقدموا ايضاً بطلب تسلم الرجلين وان اليمن سيحقق معهما فور عودتهما الى اليمن. وربما تنشب معركة قانونية بين الولاياتالمتحدةوالمانيا اذا تقدمت واشنطن بطلب تسلم المشتبه فيهما. اذ ان القانون الالماني لا يسمح بتسليم المتهمين اذا كانوا يواجهون عقوبة الاعدام في الدول التي تتسلمهم.