أعلن الجيش التركي في بيان أمس مقتل أربعة طيارين كانوا على متن طائرتين عسكريتين تركيتين تحطمتا خلال مهمة تدريب فوق منطقة ملاطية جنوب شرقي تركيا صباح أمس. وكانت المقاتلتان الأميركيتا الصنع من طراز "آر.أف.-4 فانتوم"، أقلعتا من قاعدة عسكرية في آرهاتش قرب مكان وقوع الحادث، واصطدمتا بسبب "عطل لا يزال غير معروف". وأشار مسؤولون محليون إلى أن الطائرتين اصطدمتا في الجو فيما كان ضباب كثيف يلف المنطقة. وقال مسؤول في مديرية الشرطة في بلدة أكشاداغ القريبة من مكان وقوع الحادث: "الرؤية لا تتعدى العشرة أمتار". ويأتي هذا الحادث بعد 12 ساعة من سقوط طائرة مدنية تابعة لشركة الخطوط الجوية التركية في مطار ديار بكر الذي كان مغطى أيضًا بالضباب، على بعد 200 كلم جنوب شرقي ملاطية. وأسفر الحادث عن مقتل 75 شخصًا فيما نجا خمسة آخرون. وقال مسؤولون وشهود عيان إن الطائرة سقطت وسط ضباب كثيف واشتعلت فيها النيران وهي تحاول الهبوط. خمسة ناجين وما زال خمسة ركاب أخرجوا من الحطام أحياء في المستشفى وبعضهم في حال حرجة. وأعلنت في وقت مبكر أمس، وفاة طفل عمره عامان كان قد نقل إلى المستشفى. وسقطت الطائرة التي كانت في رحلة من اسطنبول إلى ديار بكر في حقل بينما كانت تحاول الهبوط. وعاقت النيران الضارية جهود الإنقاذ. وهرعت عربات الإسعاف ومركبات الإطفاء إلى موقع الحادث وحلقت فوقه طائرات مروحية عسكرية مسلطة أضواء كاشفة على المكان وسط ضباب كثيف. وقال وزير المواصلات بن علي يلدريم للصحافيين: "للأسف احترق بعض الركاب حتى الموت". وأخذ الأقارب الذين استبد بهم الحزن يبكون ويواسي بعضهم بعضًا في مبنى المطار. وتراكض آخرون في الشارع فزعًا، فيما حاولت الشرطة حفظ النظام في درجة حرارة تحت الصفر. وقال مسؤول آخر: "هناك أجزاء آدمية في كل مكان. كثير من الجثث احترقت". ووضعت الجثث في صالة رياضية بعدما امتلأت المشرحة في مدرسة طبية. وقال أحمد جميل شرحدلي محافظ ديار بكر إن الطائرة انشطرت، وأن الحطام تناثر على منطقة شاسعة. وكان بين القتلى ثلاثة من الأجانب على الأقل. ولم تعرف على الفور جنسيتهم. وقال مسؤول أمني إن "قائد الطائرة لم يصدر إشارة استغاثة قبل السقوط".