أعلن كبير المفتشين الدوليين للأسلحة في العراق هانس بليكس أن عمليات التفتيش لم تسمح باتهام العراق بمخالفة التزاماته الدولية كما أعلن دبلوماسي غربي معتمد في بغداد أن المفتشين لم يعثروا على انشطة محظورة منذ بداية مهمتهم في العراق قبل ستة اسابيع لكن البيت الأبيض رد على ذلك معتبرا بإصرار أن العراق يملك اسلحة دمار شامل. وعقد مجلس الامن الدولي جلسة مغلقة للاستماع الى رئيس مفتشي الاممالمتحدة لنزع السلاح في العراق هانس بليكس والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. وقال بليكس للصحافيين لدى وصوله الى الاممالمتحدة ان تحليلا مفصلا للتقرير عن اسلحة الدمار الشامل الذي قدمه العراق في السابع من ديسمبر يترك كثيرا من الاسئلة بلا اجوبة. واستطرد بليكس ان عمليات التفتيش التي بدأت في 27 نوفمبر لم تتح مع ذلك اخذ العراق بالجرم المشهود بانتهاك التزاماته الدولية. وقال بالتأكيد، لو اكتشفنا شيئا دراماتيكيا لكنا ابلغنا مجلس الامن به على الفور. واعلن البرادعي أن المفتشين الدوليين سيضاعفون جهودهم من اجل الحصول من العراق على لائحة كاملة بالعلماء الذين يعملون على برامج خاصة باسلحة الدمار الشامل. واعتبر المندوب الأمريكي لدى الاممالمتحدة جون نيغروبونتي أن تقرير العراق حول برامجه العسكرية يشكل سعيا متعمدا للخداع، وهو يمثل في نظرنا انتهاكا واضحا جديدا لالتزامات العراق. وصرح وزير الخارجية الامريكي كولن باول أن الولاياتالمتحدة بدأت تسليم الاممالمتحدة معلومات عن برامج تسلح عراقية لكنها تتحفظ عن كشف بعض المعطيات التي حصلت عليها من مصادر سرية جدا. وقال باول لصحيفة واشنطن بوست ان معلومات مهمة تم تسليمها منذ ايام للسماح للمفتشين الموجودين في العراق بان يقوموا بعملهم بطريقة اكثر جرأة وشمولية. واعتبر أن واشنطن لا تفتح كل الابواب وتتحفظ عن كشف بعض المعلومات التي حصلت عليها من مصدر بالغ السرية بانتظار ان ترى كيف سيكون المفتشون قادرين على معالجة واستخدام المعطيات التي نقلت اليهم. كما اعتبر أن الطريقة التي حصلنا فيها على المعلومات سرية للغاية وعدم معالجتها او استخدامها بطريقة جيدة سيؤدي الى خسارة هذا المصدر. وافادت واشنطن بوست أن المعلومات التي قدمت حتى الان الى الاممالمتحدة تتعلق بشكل خاص بالمواقع التي يشتبه انها استخدمت لانتاج وتخزين الاسلحة. وفي العشرين من ديسمبر، انتقد رئيس لجنة التحقيق والمراقبة والتفتيش هانس بليكس بريطانياوالولاياتالمتحدة واتهمهما بانهما لا يقدمان معلومات كافية الى الاممالمتحدة حول مواقع عراقية يشتبه بوجود اسلحة دمار شامل فيها. ونقلت وكالة فرانس برس عن الدبلوماسي الغربي في بغداد قوله دون الكشف عن اسمه أن العراقيين يعلنون ان المفتشين لم يعثروا على شيء محظور، وهذا صحيح، نعم، صحيح. وتفيد المعلومات المتوافرة لديه ان خبراء الاممالمتحدة لم يكتشفوا حتى الان انشطة او معدات تشكل انتهاكا لقرارات الاممالمتحدة حول نزع سلاح العراق. واضاف على حد علمنا، لم يعثر المفتشون على شيء خطير. لكنه اوضح انه لا يسعه القول ما اذا كان عدم العثور على شيء فاضح ناتج عن كون العراق لا يملك اسلحة محظورة او انه يحسن اخفاء اي نشاط محظور محتمل. وقال هل انهم دمروا كل شيء ام انهم واثقون من مخابئهم؟ انني اتساءل. واشار الدبلوماسي الى ثقة العراقيين التامة في انفسهم. وقال لقد ابدوا منذ البداية، منذ ان وافقوا على مبدأ عمليات التفتيش، ثقة في النفس لم تضعف مرة. انهم واثقون من ان المفتشين لن يجدوا شيئا وحين نسألهم عن اسباب هذه الثقة، يجيبون أن الامر بسيط، فنحن لا نملك اي شيء محظور. ولم يدل الدبلوماسي برأيه حول مدى مصداقية هذه التأكيدات العراقية، مشيرا فقط الى ان بغداد تجازف بعلاقاتها مع الاممالمتحدة. وأعلن دبلوماسي أمريكي في الاممالمتحدة أن جلسة مجلس الامن الدولي في 27 يناير التي سيعرض خلالها رئيسا المفتشين الدوليين عن اسلحة العراق تقريرهما حول الشهرين الاولين من عمليات التفتيش ستكون علنية (حسبما تطالب دول حركة عدم الانحياز) وستعقبها في 29 يناير مشاورات في جلسات مغلقة يعرض خلالها اعضاء المجلس ملاحظاتهم ويقررون الاجراءات الواجب اتخاذها. وأكدت بغداد أنها مستعدة للاجابة عن اسئلة النقاط المعلقة التي اعلن عنها في وقت سابق أمس هانس بليكس، معتبرة أن العراق على ثقة بأنه والبرادعي سيخلصان الى نتيجة نهائية وهي ان العراق خال من اسلحة الدمار الشامل. وقال اللواء حسام محمد امين مدير عام دائرة الرقابة الوطنية العراقية في مؤتمر صحفي انه بالتأكيد نحن نرحب باية اسئلة وسنتعامل معها بكل ايجابية. وأضاف أن المفتشين يعملون الان بكل حرية ويجوبون العراق شمالا وجنوبا واصبح عدد المواقع التي فتشت 300 موقع منها 46 موقعا غير خاضعة للرقابة كما ان عدد كادر الوكالة الدولية للطاقة الذرية والانموفيك اصبح 190 شخصا اكثر من نصفهم مفتشون. لكن بغداد أعلنت في نفس الوقت أنها تريد الحصول على توضيحات حول انشطة المفتشين بسبب تصرفات بعضهم غير مبررة. وصرح الفريق عامر السعدي المستشار في ديوان الرئاسة العراقية أثناء لقاء مع وفد من دعاة السلام من جنوب افريقيا ان العراق سيقدم شكوى عن بعض الخبراء الدوليين لكبير المفتشين خلال زيارته المقبلة الى العراق لأن المفتشين طرحوا اسئلة غير مبررة خلال زيارتهم قواعد عسكرية لا علاقة لها باسلحة الدمار الشامل. واضاف السعدي انه خلال الزيارات الى قواعد عسكرية طرح المفتشون اسئلة تتعلق بشبكة القيادة او بالتغييرات على الموقع خلال السنوات الاخيرة. وقال اذا كان موقع للانتاج تحت رقابة مستمرة او موقع خاضع لعمليات تفتيش منتظمة فان مثل هذه الاسئلة تكون مبررة ولكن الذهاب الى قاعدة عسكرية وطرح مثل الاسئلة فهذا امر غير مبرر. نعتزم توضيح ذلك مع بليكس والبرادعي عندما سيأتيان في الاسبوع المقبل. وكان صدام حسين اتهم يوم الاثنين المفتشين بأنهم يقومون باعمال تجسسية بضغط من الولاياتالمتحدة. وقد رفض الناطق باسم المفتشين هيرو يواكي هذه الاتهامات. ونفت روسيا أمس الخميس رسميا في بيان صادر عن وزارة الخارجية، سعيها الى منح اللجوء السياسي للرئيس العراقي، في رد على ما ذكرته وسائل اعلام غربية اخيرا. وقال البيان ان موسكو لم تبحث في موسكو بتاتا ولم تتلق اي طلب بهذا الشأن. فريق من المفتشين يتأهب لبدء عملية جديدة