اعلنت سنغافورة امس ان تحقيقاتها كشفت وجود "علاقات وثيقة" بين تنظيم "القاعدة" وجماعات اسلامية متشددة في اسيا، خصوصاً "الجماعة الاسلامية"، محذرة من ان المنطقة لا تزال تواجه خطر التعرض لهجوم. وفي الوقت نفسه، لا تزال وحدة مكافحة الارهاب البريطانية تحقق مع سبعة معتقلين في لندن بتهمة إعداد مادة الرايسين السامة. وفي غضون ذلك، وقعت اسبانيا على "مبادرة أمن الحاويات" التي وضعتها الولاياتالمتحدة قيد التنفيذ لتحسين المراقبة في المرافئ التي تنطلق منها بواخر متوجهة الى الموانئ الاميركية. من جهة اخرى، ثبتت محكمة اميركية قرار السلطات حبس الاميركي العربي الاصل ياسر حمدي في سجن عسكري باعتباره "محارباً معادياً"، وهو حكم يدعم السلطات الواسعة الممنوحة للرئيس جورج بوش في الحرب على الارهاب، فيما سمحت واشنطن لوفد سويدي بزيارة المعتقل السويدي- المغربي مهدي محمد غزالي المسجون في معسكر غوانتانامو في كوبا. اعلنت سنغافورة امس ان تحقيقاتها كشفت وجود "علاقات وثيقة" بين تنظيم "القاعدة" وجماعات اسلامية متشددة في اسيا، وحذرت من ان منطقة جنوب شرقي اسيا لا تزال تواجه خطر التعرض لهجوم. وألقى تقرير حكومي الضوء على تحقيقات الشرطة بالتفصيل عن علاقات تعود الى الثمانينات بين "القاعدة" و"الجماعة الاسلامية" التي تنشط في منطقة جنوب شرقي اسيا. وجاء في التقرير ان "روابط القاعدة مع الجماعات الاسلامية المتشددة الاقليمية أعطاها موطئ قدم قوياً في جنوب شرقي آسيا". وكانت سنغافورة ربطت بين "الجماعة الاسلامية" وتفجيرات بالي في تشرين الاول اكتوبر الماضي. وجاء في التقرير "في ضوء جدول اعمالهم الراديكالي ومهاراتهم المتطورة التي حصلوا عليها من القاعدة فان هذه الجماعات ستمثل خطراً داهماً على امن جنوب شرقي اسيا لفترة طويلة آتية اذا تركت من دون رادع". واضافت: "من المعتقد ان بعض اعضاء شبكة الجماعة الاسلامية مختبئون في دول مجاورة وربما يعيدون تنشيط خططهم التفجيرية السابقة". لندن الى ذلك، واصلت وحدة مكافحة الارهاب البريطانية التحقيق مع سبعة معتقلين بتهمة إعداد مادة الرايسين السامة، في وقت يحاول المسؤولون التقليل من أهمية إجراءات الملاحقة التي ركزت على اعتقال ثلاثة مطلوبين آخرين ما زالوا طليقين. وقال الناطق باسم اسكوتلنديارد ل"الحياة" إنه لم تحدث أي تطورات جديدة في قضية خلية الرايسين التي أثارت الهلع في بريطانيا منذ الثلثاء الماضي، حينما أعلن عن اكتشاف آثار لهذه المادة السامة في شقة كان يقطنها بعض المعتقلين. ورفض الناطق الاقرار بأن عدد الذين قد تكون الشرطة تبحث عنهم هو ثلاثة، وقال: "التحقيق مستمر. ونحن لم نقل أبداً أننا نبحث عن ثلاثة مطلوبين. وطبيعي أن يستدعي التحقيق اعتقال بعض الأشخاص في حال ثبتت الحاجة إلى ذلك". وكانت عملية مشتركة نفذتها وحدات أمنية واستخباراتية بريطانية، إضافة إلى وحدة مكافحة الارهاب سمحت، صباح الأحد الماضي، باعتقال ستة أشخاص يعتقد أن غالبيتهم من الجزائريين. ثم جرى أول من أمس اعتقال رجل سابع يحمل أيضاً الجنسية الجزائرية. وذكر الناطق إنه من "حق المحققين ابقاء المعتقلين قيد التوقيف الاحتياطي لمدة سبعة أيام، بموجب قانون مكافحة الارهاب"، مشيراً إلى أن هذه المهلة تنتهي صباح الأحد المقبل، "إذا لم يكن هناك ما يبرر طلب تمديدها". وكانت مصادر صحافية تساءلت أمس عن توقيت الاعلان عن اكتشاف الخلية الجزائرية وأفرادها المتهمين، إذ تصادف الاعلان عن عملية الاعتقال وتوجيه تحذيرات الى السكان بخصوص احتمال تسرب مادة الرايسين الى أيدي أشخاص لا يزالون طليقين، مع اعلان وزير الدفاع استدعاء وحدات الاحتياط للمشاركة في حرب محتملة ضد العراق. اسبانيا وفي اطار عملية مكافحة الارهاب في الموانئ وقعت اسبانيا امس اعلان مبادئ يمكنها من الانضمام الى "مبادرة أمن الحاويات" التي وضعتها الولاياتالمتحدة قيد التنفيذ لتحسين المراقبة في المرافئ التي تنطلق منها بواخر متوجهة الى الموانئ الاميركية. واكدت مصادر ديبلوماسية اسبانية ان التوقيع يسهم في تحسين الاتفاقات الجمركية المعمول بها بين البلدين إضافة الى تشديد المراقبة لمنع حصول اية عمليات تخل بالأمن خصوصاً ان "مبادرة أمن الحاويات" تهدف الى ايجاد عنصر امني جديد وتسعى الى تعزيز فعالية اعمال التفتيش في مناطق معينة من اجل الحؤول دون استعمالها من الارهابيين في أغراضهم، وهي تشبه في شكل كبير ما تخضع له طائرات الركاب والشحن. في غضون ذلك، قال مسؤول في حلف شمال الاطلسي امس ان الحلف يفكر في توسيع نطاق قوته البحرية في البحر المتوسط لتمتد الى مضيق جبل طارق لحماية السفن التجارية من هجمات ارهابية. السويد وبعد انتظار عام كامل سمحت السلطات الاميركية لوفد سويدي رسمي بزيارة المعتقل السويدي - المغربي مهدي محمد غزالي المسجون في معسكر غوانتانامو في كوبا منذ اكثر من سنة ونصف السنة بتهمة انتمائه الى تنظيم "القاعدة". وأكدت وزارة الخارجية السويدية خبر الزيارة واضافت ان الوفد اجتمع مرتين بغزالي وان اعضاء الوفد لم يرسلوا تقريراً مفصلاً عن الزيارة بعد. ياسر حمدي من جهة اخرى، قضت محكمة استئناف فيديرالية اول من امس، بأن الحكومة الاميركية يمكنها حبس سجين اميركي المولد من حركة "طالبان" يصنف انه "محارب معادٍ" في سجن عسكري وهو حكم يدعم السلطات الواسعة الممنوحة للرئيس جورج بوش في الحرب على الارهاب. وبهذا الحكم الذي صدر بالاجماع منحت هيئة المحكمة المكونة من ثلاثة قضاة انتصاراً كبيراً للرئيس الاميركي في قضية اختبارية مهمة تدور حول حق الجيش في احتجاز مواطنين اميركيين ممن يطلق عليهم تسمية "محاربون معادون". وأعلنت محكمة الاستئناف ومقرها ريتشموند في ولاية فرجينيا ان الحكومة الفيديرالية قدمت ادلة كافية تدعم استمرار حبس ياسر عصام حمدي الذي ألقى القبض عليه في افغانستان في خريف عام 2001 خلال الحملة العسكرية التي قادتها الولاياتالمتحدة. وطعن حمدي في شرعية حبسه في التماس قضت محكمة الاستئناف برفضه. وقالت هيئة المحكمة في حكمها المكون من 45 صفحة "لم نعثر على مانع قانوني يحول دون احتجاز حمدي. احتجز بصفته محارباً معادياً وفق قوانين الحرب الثابتة". وقال المدعي العام فرانك دانهام انه يتوقع ان يقدم حمدي دعوى استئناف امام المحكمة العليا الاميركية وقال ان القضية اثارت مسائل جوهرية وقانونية مهمة. نفقات الحرب على الارهاب الى ذلك، حذر خبراء برلمانيون من ان النفقات العسكرية الاميركية قد ترتفع الى 480 بليون دولار في العام خلال الاعوام العشرة المقبلة في مقابل 359 بليوناً في موازنة السنة المالية الراهنة بسبب نفقات "الحرب على الارهاب". واستند مكتب الموازنة في الكونغرس في توقعاته التي كشف عنها اول من امس الاربعاء على معطيات قدمت في برنامج عسكري طويل الامد قدمته حكومة الرئيس جورج بوش الى البرلمان في 2002.